عاطف طلب يكتب : أهمية الوقت!
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك «علي ابن أبي طالب» فما أحوجنا إلي الوقت الذي نضيعه كل يوم هباء في هباء فالوقت هو الكنز المهمل والثروة الضائعة فمعظم الناس غافلون عن أهمية الوقت.
«وإن كنا نعيش في مجتمع يردد دوماً نصل متأخرين خير من ألا تصل أبداً».
ولماذا نصل متأخرين ولم لا تنفض عن أنفسنا غبار التكاسل ونسرع في تنفيذ واجباتنا لا يسبقنا الوقت!
لا يوجد شيء يمكن للمؤمن أن يندم عليه يوم القيامة إلا لحظة مرت عليه في الدنيا ولم يذكر الله فيها ولا توجد لحظة تمر علي المؤمن أسعد من أن يحقق فيها عملاً يرضي الله تعالي ويشعر معه برضا هذا الأله العظيم.
فالوقت نعمة كبري من الله بها علينا ولكن معظم الناس غافلون عن نعمة الوقت.
دأب بعض علماء الغرب علي إصدار كتب حول إدارة الوقت، ولو تأملنا هذه الكتب نجد أنها تركز علي هدف واحد هو ما يحققه المرء من مكاسب مادية أو شهرة أو سلطة، ولكنهم متجاهلون فكرة بسيطة وهي المصير الذي ينتظر كل واحد من بعد الموت، فما آل إليه واقعنا من إهدار العمر والحياة فحين نجد العالم الغربي يشتد حرصه علي الوقت اغتناماً وتنظيماً نجد أبناء أمتنا يبدعون في تضييعه ولعل ذلك من أهم أسباب انحطاط امتنا اليوم فاضطرب الإنتاج وضعف عطاء الفرد وتراجع المجتمع بأسره حتي أضحي الأمر وكأن مسيرة الزمن لدينا قد توقفت.
فنجد عبارة «قتل الوقت» سائدة علي لسان الناس حتي أصبح الوقت يمضي فيما لا فائدة منه بل ربما يملأ بما يضر الدنيا والأخرة أو بمجرد الفراغ.
لقد كان المسلمون في قرونهم الأولي شديدي الحرص علي أوقاتهم فخلفوا حضارة سادت العالم وكانت الحواضر الإسلامية قبله للعلم والمعرفة وبلغوا بذلك زمام القيادة من الأمم الأخري خلاف حالنا اليوم في ذيل الأمم.
فالوقت إذاً هو أهم عناصر الإنتاج، لذا نري الشركات تتنافس علي أساس سرعة الإنتاج وعدم تضييع وقت الزبائن.
تراجع الإنسان المسلم عن قيادة البشرية، فإذا أراد المسلمون أن يدخلوا في المنافسة الحضارية المستقبلية فعليهم توظيف الوقت لطي سنوات الفشل الحضاري الذي أصابهم خلال عصور الغفلة والسبات الفائتة.
فلنأخذ القرار بأن نحسن استخدام وقتنا لأن الوقت هو أثمن ما لدينا ولنتذكر دوماً أن اليوم لن يدوم أبداً إلا أنه هدية ثمينة لنقبلها بسعادة وفرح ولنستمتع بها فهي حافزاً لنجاحنا ودوافع لتقدمنا فالأمس قد ولي والغد يبقي مجهولاً والحقيقة أن الوقت لا ولم ولن ينتظر أحد!