الجامعة العربية تؤكد أهمية تعظيم الاستفادة من التحول الرقمي وتدرجه كبند دائم على القمم العربية

 كتبت / هالة شيحة

اكدت جامعة الدول العربية على الاهمية المتعاظمة للاقتصاد الرقمي كمورد أساسي من موارد ثروة الأمم حيث أصبح هذا القطاع بفضل تطور الرقمنة و انتشار تطبيقاتها محركا أساسيا للاقتصادات ومجالا مدرّا للربح تتنافس فيه الدول والشركات لبناء قدراتها وانتاج أحدث التكنولوجيا داعية الى تضافر الجهود للاستفادة من التحول الرقمي في تحقيق التنمية .
جاء ذلك في كلمة السفير حسام زكي الأمين العام المساعدالمفوض العام لمشاركة جامعة الدول العربية في إكسبو 2020 دبي في افتتاح المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي.
وقال السفير حسام زكي إن الناظر في أرقام الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية، سيدرك ضعف مساهمة هذا المورد في الاقتصادات العربية التي لا تزال تعتمد على القطاعات التقليدية في الانتاج كما سيلاحظ بوضوح التفاوت بين الدول العربية وداخل الدول نفسها فعلى الصعيد القطري يبرز المؤشر العربي للاقتصاد الرقمي الذي أطلقه الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي بالتعاون مع جامعة الدول العربية في عام 2018.
و يبرز المؤشر تصدّر دول الخليج – وعلى رأسها الإمارات – للمشهد العربي في حين لا تزال بعض دول المنطقة في بداية مشوارها الرقمي .
أما على الصعيد الوطني، فقد شهدت قطاعات كالاتصالات و المصارف والتجارة الالكترونية نموا كبيرا لكن قطاعات أخرى حيوية كالزراعة والصناعة لم تستفد بشكل كاف مما تتيحه الرقمنة من إمكانات هائلة لرفع الانتاج وتسويقه.
واضاف السفير حسام زكي إن الركائز الأساسية لخطط تعزيز الاقتصاد الرقمي معروفة و لا نحتاج مزيدا من الوقت و البحث لبيانهاوان ما نحتاجه في دولنا هو تسريع وتيرة تنفيذها من خلال استكمال مسار الإصلاحات الاقتصادية وتوفير بيئة حاضنة للأعمال، و بناء القدرات، و توطين التكنولوجيا، وتطوير الفكر الإبداعي و الرقمي لدى شبابنا.
و في نظري تكمن كلمة السر من بين العناصر التي أشرت إليها الآن في “الشباب” فهذه أهم ثروة يجب الاستثمار فيها بتدريبها و استقطابها والاصغاء إليها.
و اضاف انه إدراكا منها بأهمية التحول الرقمي، سعت الحكومات العربية لوضع خطط لبناء قدراتها في هذا المجال، حيث أطلقت أغلب الدول العربية برامج و سياسات في هذا الشأن، كما أنشأ بعضها وزارات وأجهزة عليا أسندت إليها متابعة تنفيذ هذه الخطط منوها في هذا الصدد بإنشاء الجزائر لوزارة لاقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، وإنشاء الإمارات لوزارتين مكلفتين بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة….و بالرغم من هذه الجهود التي مكّنت المنطقة العربية من تحقيق خطوات ملموسة في مجال الرقمنة وتحسن آداء اقتصاداتها إلا أن دولنا لا تزال تواجه تحديات كبيرة لتطوير قدراتها و توفير مناخ مشجع على الابتكار .يساهم في تحويل مجتمعاتنا من مجتمعات مستهلكة للتكنولوجيا إلى منتجة لها .
واضاف إننا نحتاج لتغيير هذه الأوضاع إلى التحرك سريعا وفق سياسات منسقة و متكاملة تتناول الموضوع في كل جوانبه … و في هذا الشأن، تتضمن الرؤية الاستراتيجية العربية للاقتصاد الرقمي التي تحظى بدعم و رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي كل العناصر التي تهدف إلى بناء و تطوير المنظومات الاقتصادية العربية وفق برنامج يتضمن 20 هدفا استراتيجيا،يتعين علينا الاستفادة من محتواها،و أن نتعاون جميعا لتنفيذها لاسيما و أن ملف الرؤية المشتركة مدرج ضمن الموضوعات الاقتصادية للقمة العربية القادمة المقرر عقدها في الجزائر.

وايتعرض السفير حسام زكي جهود جامعة الدول العربية في مجال التحول الرقمي بصفته المجال الأشمل، إذ يضم بالاضافة إلى ملف الاقتصاد الرقمي، موضوعات رسم السياسات، و بناء القدرات ، و الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي …وغيرها، و في هذا الصدد، اختارت لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية – وهي أعلى هيئة عربية تضم في عضويتها كل المنظمات المتخصصة والاتحادات العربية – تناول موضوع التحول الرقمي بشكل رئيسي خلال أعمالها، و لقد شهدت الاجتماعات الأخيرة للجنة إطلاق العديد من المبادرات في هذا الشأن، وأشار في هذا السياق إلى الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، ومقترح تشكيل مجلس استشاري عربي للذكاء الاصطناعي، والمبادئ الاسترشادية العربية للجامعة الذكية ، و تحديث الاستراتيجية العربية للاتصالات بالتعاون مع الدول الأعضاء و بعض الشركاء … هذا بالاضافة إلى عدد من المشاريع التي تهدف الى دعم مسار التحول الرقمي للمنظمات العربية، كمشروع البوابة العربية للمعلومات، وتأمين الشبكات العربية ضد القرصنة و الشبكة العربية للتكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة… وغيرها.
واشار الى انه خلال الاجتماع الأخير للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك المنعقد في الرياض بتاريخ 26 بناير 2022، تقرر ادراج بند دائم على جدول أعمال القمة العربية لمتابعة ملفات التحول الرقمي و طرح مبادرات عربية جديدة ضمنه، كما تم الاتفاق خلال ذات الاجتماع على بدء التحضير لوضع تصور لعقد مؤتمر عربي تحت مظلة جامعة الدول العربية وبمشاركة المنظمات العربية و الدول الاعضاء والقطاع الخاص… يتناول مجالات الرقمنة و يتيح الفرصة لكافة الفاعلين لتبادل الخبرات و بناء الشراكات، و سيتم الإعلان عنه حين استكمال كل جوانبه.
واكد اهمية اطلاق المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي والذي يأتي ضمن سلسة من الفعاليات الهادفة إلى تطوير الاقتصاد الرقمي العربي، مضيفا : لقد حرصنا أن يكون البرنامج متنوعا، ليتناول موضوعات الاجندة الرقمية العربية و تجارب الدول العربية و التجارة الالكترونية و الأمن السيبراني، معربا عن ثقته بأن يخرج المنتدى بنتائج تخدم الأهداف و المقاصد العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى