نور سليمان يكتب : الصورة والتصوير تاريخ وجغرافيا.

الحاجة أم الاختراع والبحث، الدؤوب والعمل الجاد يؤتى ثماره المبهجه فى نهاية المشوار.. فمنذ قديم الأزل والناس في تسابق وشوق لتجسيد صورهم والاحتفاظ بها بشكل دائم, فكانت فرصته الوحيدة هي رؤية نفسه في انعكاس الماء، أو ما شابه ذلك من أدوات تعكس الضوء، وسعى إلى ذلك باحثا ومحبا من خلال كل ما تتيحه له الطبيعة من علم.

كانت بدايات التصوير هى فن الرسم الغرافي، أو مايعرف بالرسم التجسيدي للأشخاص، وهى تقنية لايحسن استخدامها إلا الرسامون المهرة فقط،
والوارد فى المراجع التاريخية، أن فن التصوير يعود إلي آلاف السنين، وهو علم لم يات صدفة , انه تكنيك له أصول وفنيات وإن امتزج حديثا بتقنيات كبيرة، إلا انه ظهر بعد أعوام طويلة على اكتشاف الصورة الفوتوغرافية في النصف الأول من القرن التاسع عشر.

ثم ظهرت الكاميرات الفيلمية الفوتوغرافية لتفتح للعالم أبوابا أوسع لتقنية التصوير، وقد اعتبرت من أعظم الاختراعات وأجملها، فهي تتيح لنا التصوير بدقة كبيرة بمجرد ضغطة زر.

عرف الناس تقنية الكاميرات الفيلمية، وهي عبارة آلة بها عدسة، حيث تقوم بفتح وغلق فتحة صغيرة، وتقوم العدسة بعمل احتواء كامل للمنظر، فاذا ما دخل الضوء إلى الكاميرا تقوم بطباعة الضوء والتفاوت الضوئي على فيلم معين.

فن التصوير الفوتوغرافي هو علمٌ وفنٌّ وممارسة دائمة لصنع صور باستخدام الضوء والإشعاع الكهرومغناطيسي، ويكون ذلك إلكترونياً أو عن طريق جهاز استشعار الصورة، أو كيميائياً عن طريق مادّة حساسة للضوء مثل الأفلام الفوتوغرافية. تُستخدم في التصوير الفوتوغرافي عدسة تعمل على تركيز الضوء المنعكس أو المنبعث من الأجسام إلى الصورة الحقيقية على سطح حسّاس للضوء داخل الكاميرا، وتُعد العملية واحدةً من أكثر الأشياء التي يحرص كافة الأشخاص على ممارستها باعتبارها وسيلةً لتوثيق لحظات من حياتهم.

ولقد ظهر اكتشاف التصوير الفوتوغرافي نتيجةً للجمع بين عدّة اكتشافات فنية مختلفة، وكانت أوّل صور فوتوغرافية مقدّمة من قبل الفيلسوف الصيني مو تي، وجاء بعد ذلك كلٌّ من أرسطو وإقليدس اللذين قاما بوصف الكاميرا التي تمتلك ثقوباً خلال القرن الخامس الميلادي، وبحلول عام 1800 قام توماس ويدجوود بمحاولات لالتقاط صورٍ عن طريق مادّة حساسة للضوء؛ وهي عبارة عن ورق أبيض مع نترات الفضة، وتمكّن من التقاط ظلال الأشياء الموضوعة على السطح في ظلّ وجود ضوء الشمس المباشر. خلال عام 1816م قام نسيفور نيبس باستخدام ورقةٍ مُغلّفة مع كلوريد الفضة، وعلى الرغم من أنّه نجح في التصوير باستخدام كاميرا مصغرة إلّا أنّ لهذه الصور سلبيات عديدة، وفي عام 1826م صنع نيبسي كاميرا مصنوعة على ورق مصقول، ومادة حساسة للضوء، وطبقة رقيقة من القار، واستخدم معها زيت اللافندر، ووضعت الكاميرا على سطح بيوتر لكي تجف قبل الاستخدام، وفي عام 1833م ترك مذكرات لداجير، وتحتوي المذكرات على عمليّات قائمة بصناعة الكاميرا من الفضة. بعد ذلك، جرّب العديد من المخترعين تطوير عمليّة التصوير الفوتوغرافي كويليام فوكس، وجون هيرشل، وفريدرك لانجينيم، وتالبوت، وسانت فيكتور، وغيرهم الكثير، وكانت معظم الصور المصوّرة هي باللونين الأبيض والأسود، وفي عام 1848 بدأت محاولات حثيثة بإضافة ألوان أخرى إلى عمليّة التصوير.

عام 1957م بدأت عملية التصوير مرحلةً جديدة وذلك عندما قام فريق روسيل بتطوير التّصوير في المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا لثنائي الرقمية؛ حيث أصبح يمكن نقل الأحرف الأبجديّة الرقمية إلى الصور الفوتغرافية، واخترع في عام 1969م جهاز ذاكرة للكاميرات من قبل ويلارد بوييل وجورج سميث، وتطوّرت عملية التصوير فيما بعد لقد كان المصورون الفوتوغرافيون منذ أواسط القرن التاسع عشر منشغلين في البحث والعمل الجاد لإيجاد أفضل الطرق من أجل التوصل الى مسألة إسقاط ألوان الطبيعة بوضوح تام على الصورة و كانت تلون الصورة بالفرشاة ونادراً ما كان باستطاعتهم بلوغ الغاية في نقل ألوان الطبيعة كما هي، إلا أن التطورات العلمية اللاحقة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أسهمت في تذليل الكثير من الصعاب في اكتشاف هذا الهدف في التصوير الفوتوغرافي خاصة عندما شاهد الجمهور أول صورة فوتوغرافية ملونة في عام 1861.

كيف ومتى تم اختراع اول كاميرا؟!
لويس داجير فنان وكيميائي فرنسي ولد عام 1787 وتوفي عام 1851.

أبرز أعماله كانت تعاونه مع المخترع جوزيف نيبس على تطوير التصوير الفوتوغرافي.

وقد اخترع طريقة قديمة في التصوير الفوتوغرافي عرفت بالداجيروتايب.

ولد سنة 1787 في مدينة كورجي شمال فرنسا، وقد بدأ حياته رساماً، وفي الثلاثين من عمره اخترع طريقة لعرض اللوحات الفنية مستخدماً أسلوباً معيناً في الإضاءة .

حاول أن يجد طريقة لنقل مناظر الطبيعية بصورة آلية – أي تصويرها جاءت محاولاته الأولى من أجل اختراع كاميرا فاشلة تماماً أصر داجير على أن يمضي في محاولاته، وفي سنة 1837 نجح في ابتداع نظام عملي للتصوير الفوتوغرافي وقد أطلق عليه اسم نظام داجير وفي سنة 1839 قام بعرض محاولاته علناً دون أن يسجل اختراعه هذا.

وفي مقابل ذلك قررت الحكومة الفرنسية معاشاً سنوياً لداجير وابن نيبس، وقد أدى اختراع داجير هذا إلى اهتمام عالمي.

ونظر الناس إلى داجير على أنه بطل العصر، وأغرقوه بألقاب الشرف، وأقيمت له حفلات التكريم في كل مكان، وبعد ذلك اعتزل داجير الحياة العلمية.

وتوفي سنة 1851 بالقرب من باريس حيث يوجد نصب تذكاري على قبره.

تاريخ الة التصوير:
آلة التّصوير هي أداة قديمة حديثة؛ حيث إنَّ فكرتها الأولى بدأت مُنذ القِدم، لكن تصميمها تمَّ حديثاً، ففي عهد أرسطو، عُرِفَ التصوير في الغُرفة المُظلمة، وفي عهد ليوناردو دافنشي وما بعد وُجدت الغُرف المظلمة التي ترسُم الأشياء الخارجيّة بداخلها بفعل أشعة الشمس، وعلى هذا المبدأ اخترع جيرولامو كاردانو العدسة البصريّة التي تُساعد على النَّظر في عام 1550م، وكانت هذه العدسات مُحدّبة الوجهين، وفي عام 1658م طوَّر العالم ثوماس راسموسِن عِلم التصوير، وتبعه العالم الألماني جوهان تزان في عام 1685م، والعديد من العلماء الآخرين.

داجير هو الذي صمم أول آلة تصوير في عام 1839م، وقد بدأ مُحاولاته في عام 1822م، وسُمّي التصوير الضوئي باسمه، وسُمّيت النظريّة التي وضعها بالداجيروتايب ، وكانت اختراعاً غير مسبوق، وغيّر الكثير في ذلك الوقت، وقد استند داجير إلى عُلماء كثيرين، واعتمد على أبحاثهم حتى يُخرج آلة تصويره الضّوئيّة، وكان من أبرَز من اعتَمَد عليهم العالِم داجير هو العالِم هنري فوكس تالبوت الإنجليزي، والذي تمكّن من استخراج صورة بعد وضعها في محاليل كيميائيّة.
مراحل تطور الة التصوير.

وبحلول 1840، أخترع المخترع “تولبت” عملية كالوتيب إذ قام بطلاء طبقات ورقية بالكلوريد الفضى لعمل صورة سلبية، والتى تعيد إنتاج الطبعات الإيجابية ملخصا بذلك طريقة عمل الأفلام الكيميائية.

أما الكاميرا الفيلمية الفوتوغرافية فظهرت لتكشف عن أبوابا أوسع فى تقنيات التصوير الضوئى، إذ كانت تتيح التصوير بدقة كبيرة بمجرد الضغط على الزر، وكانت الكاميرا الفلمية عبارة عن آلة بها عدسة تقوم باحتواء كامل المنظر بمجرد دخول الضوء، وطباعته على فيلم معين، والتى تحتفظ بها بدورها، ليتم استخراج الصورة من الفيلم من خلال عملية التحميض.

وبحلول 1950 ظهرت تقنية التصوير الرقمى، وذلك على أعقاب ظهور البث التلفزيونى، والتى تقوم بتحويل الصورة الضوئية إلى حزمة من الإشارات الكهربائية الرقمية، لتطور بعد ذلك الكاميرات الديجيتال فى فترة الستينات، وتظهر أنواع جديدة منها، وبحلول السبعينات قامت شركة كوداك بإنتاج أول كاميرا رقمية، ومع بلوغ التسعينات تطورت الكاميرات الديجيتال بشكل أكبر رغم وجود الكاميرات الفلمية السابقة فى نفس الوقت.

ومع دخول الألفية الجديدة وظهور الهواتف المتقدمة، بدأت الشركات المصنعة لهذه الهواتف بدمج الكاميرات بها، ولكنها كانت لا تزال توفر دقة ضعيفة للغاية، إلا أنه مع ظهور الهواتف الذكية بدأت الشركات المصنعة لها بتوفير كاميرات بدقة تضاهى دقة الكاميرات الرقمية الراقية، لدرجة جعلت المستخدمين يستغنون عن هذه الكاميرات إلى حدما ومع انتشار شبكات التواصل الاجتماعى والتطبيقات والفلاتر المختلفة .. ومازال الوقت مبكرا لنودع الكاميرات المحمولة إلى الأبد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى