عاطف طلب يكتب: ظاهرة ” الفرنكو آراب ” مخطط أمريكي للقضاء علي اللغة العربية…

يطالعنا أعداء الأمة يوميا ببدع يستهدفون من وراءها القضاء على اللغة العربية فهي لغة الأم لكل البلدان العربية والوطن الرباط بين دول الوطن العربي من الشرق إلى الغرب والدين يجمع المسلمين الذين يشكلون ربع سكان العالم تقريبا. ومن هذه البدع التي لاقت رواجا وألفة بين الشباب العربي ظاهرة ” الفرنكو آراب”.وهي تعني كتابة الحروف العربية باللغة الإنجليزية. وهي لغة منتشرة بين الشباب وتستخدم في مصر و الدول العربية من خلال استخدام الانترنت خصوصا في المحادثة والايميلات المرسلة خاصة بين العرب الموجودين فى البلاد الاجنبيه وليس لديهم كيبورد بحروف عربية.

وطريقة الكتابة توضح بالتالي: كلمةقلب بنكتبها كده —> 2albكلمةعامل ايه بنكتبها كده —> 3amel eih والحروف العربية التي ليس لها مقابل فى الانجليزية تستبدل بأرقام كما يلي:مثال:salam3licom wa rahma allahhatkalemenharda 3an mawdo3 benarvznywa howalzahera beta3et alfranko arab !! نشأة فكرة استبدال الحروف العربيّة بالحروف اللاتينيّة : يرى المفكّر العملاق الأستاذ أنور الجندي (ت 1423هـ=2002م) أنّ محاربة اللغة العربيّة تمهيدا لإقصائها ، وإحلال حروفها بحروف أخرى ، بدأ منذ الاحتلال الأوربي لبلدان العالم الإسلامي في القرن الثامن عشر الميلادي . فيقول في كتابه (اللغة ص22)” : حُورِبت اللغة العربيّة منذ وصل الاحتلال الغربي إلى بلاد الإسلام .. أمّا في البلاد العربيّة فقد حُورِبت اللغة العربيّة بحصرها في الجوامع ، والاستعاضة باللغة العاميّة الدّارجة .

وكذلك الدّعوة إلى إلغاء الحرف العربي ،والاستعاضة عنه بالحروف اللاتينيّة ، وجرت حملة واسعة بالادّعاء لعجز اللغة العربيّة عن أداء مهمّتها إزاء المصطلحات الحديثة ، وصعوبة تعلّمها “[1].ومايقوله الأستاذ أنور الجندي صحيح: ففي سنة1883 دعا اللورد دفرين البريطاني إلى محاربة العربيّة والاهتمام باللهجات العاميّة، وسار على نفس النّهج وليم وديلكوكس سنة 1892 وكان ديلكوكس هذا يعمل مهندسا للريّفي مصر ، وقد دعا إلى العاميّة وهجْر العربيّة ، وخطا باقتراحه خطوة عمليّة بأن ترجم الإنجيل إلى ما أسماه باللغة المصريّة [1]. ومن أبرز المؤيدين للفكرة القاضي الانجليزي”ويلمور” وهو مستشرق مشهور عاش في مصر وألّف سنة 1902 كتابا باسم (لغةالقاهرة)، واقترح فيه قواعد ، نصَح باتخاذها للعلم والأدب ، كما اقترح كتابتها بالحروف اللاتينيّة . وكانت له دعوة بجعل “لغه الخطاب هي لغة الكتاب” يعني العامية تكون هي لغة الكتابة والعلم.

كما ظهر فى القرن العشرين بعض المثقفين قالوا ان الحرف اللاتيني أصلح من الحرف العربي شكلا وموضوعا وقالوا انه من الأفضل اننا نبدل الحرف اللاتيني بدلا من الحرف العربي في كتابتنا .وممن استحسن هذه النّظريّة ، وتجاوب مع تلك الدّعوة الهدامة : الدكتور عبد العزيز فهمي- زعيم الأحرار الدّستوريين في مصر آنذاك – فقد تقدّم سنة (1361هـ = 1942م) إلى مجمع اللغة العربيّة في القاهرة بمشروع خطير، يدعو فيه إلى « استبدال الحروف العربيّة بالحروف اللاتينيّة ».

لكن سرعان ما قوبِل ذلك بالسّخط الشّديد،والاستنكار العريض، داخل مصر وخارجها . ومثله فعل سعيد عقل ، فقد قام هو أيضا يدعو إلى استخدام العاميّة بدل الفصحى ، وكتابتها بالحروف اللاتينيّة ، وكان يقول في صراحة ووقاحة : من أراد لغة القرآن فليذهب إلى أرض القرآن[1]. ومن أبرزهم الشاعر اللبناني سعيد عقل الذي كتب ديوان اسمه “يارا” بالفرانكوفي بيروت. وقد كتب في المقدمة الحروف التي سيستخدمها وأضاف من عنده عدة أحرف لتغطية قصور الحرف اللاتيني…والنتيجة أن أبجديته كان بها أكثر من ثلاثين حرف. وقد فشل الديوان ولم يلاق أية نجاح. ومنهم الكاتب الشاب عمر طاهر صاحب كتاب شكلها باظت وكتاب كابتن مصر اللى استخدم فيه من الناحية الشكلية كان بيستخدم في كتابة الفص ولأسلوب (الفرانكو آراب). كأن يكتب “إزاي تعرف إنك مراهق” (Ezay t3raf Ennak Morahek)وهي طريقة تبدو أنها تقربه من الفئة المستهدفة للكتاب، فئة المراهقين.

وعقب سقوط الأندلس “كان المتنصرون من المغاربة في ذلك العهد– أيام محاكم التفتيش –يكتبون العربية بأحرف أسبانية، وهم أذلاء محتقرون من أنفسهم ومن المسيحيين، فحظرعليهم فيليب الثاني سنة 1556 استعمال العربية”[3].وفيباريس (كوليدج دي فرانس) ألقى المستشرق الفرنسي لويس ماسينونLouis Massignon (1883-1963)محاضرة في جمع من الشباب العربي عام 1929م، جاء فيها: “إنه لا حياة للغةالعربية إلا إن كتبت بحروف لاتينية”[4].

وفي العام نفسه 1929م نشرت مجلة ” لغة العرب” السؤال الآتي: ” ما رأيكم في تبديل الحروف العربية بالحروف اللاتينية”؟. وأردف صاحب السؤال أنه من القائلين بتبديلها لأنها في نظره “عقبة كأداء في سبيل تطورنا الأدبي والاجتماعي”.وقدأجاب على هذا السؤال من الأب أنستاس الكرملي بقول: أن ” في تصوير كلامنا العربي بحروف لاتينية منافع ومضار”. لكن من أهم ما جاء في رد الكرملي أنه كان واعيا بدور القوة القاهرة في فرض الهيمنة الثقافية لنمط بعينه، فقال: ” ونحن نرى أنه سيأتي يوم تشيع لغة واحدة في العالم كله، وهذه اللغة تكون لسان الأمةالقهارة الجبارة.. إذن لابد من كتابة العربية بحروف لاتينية، شئنا أمأبينا”[4).أضرارهذه اللغة :أولا:بالنسبة لكتابة القرآن الكريم: تحريم كتابة القرآن بالحروف اللاتينية أو غيرها من حروف اللغات الأخرى؛ وذلك للأسباب التالية[5]:

1. أن حروف اللغات من الأمور المصطلح عليها فهي قابلة للتغيير مرات بحروف أخرى فيخشى إذا فتح هذا الباب أن يفضي إلى التغيير كلما اختلف الاصطلاح، ويخشى أن تختلف القراءة تبعاً لذلك ويحصل التخليط على مر الأيام ويجد عدو الإسلام مدخلاً للطعن في القرآن للاختلاف والاضطراب كما حصل بالنسبة للكتب السابقة، فوجب أن يمنع ذلك محافظة على أصل الإسلام وسداً لذريعة الشر والفساد.

2. يخشى إذا رخص في ذلك أو أقر أن يصير القرآن أُلْعُوبةً بأيدي الناس فيقترح كل أن يكتبه بلغته وبما يجد من اللغات، ولا شك أنذلك مثار اختلاف وضياع، فيجب أن يصان القرآن عن ذلك؛ صيانة للإسلام، وحفظاً لكتاب الله من العبث والاضطراب.

3. أن كتابة القرآن بغير الحروف العربية يثبط المسلمين عن معرفة اللغة العربية التي بواسطتها يعبدون ربهم، ويفهمون دينهم، ويتفقهون فيه.

4. أن القرآن قد نزل بلسان عربي مبين حروفه ومعانيه، قال تعالى:” وإنه لتنزيل ربالعالمين* نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* بلسانٍ عربيٍ مبين*”(1). والمكتوب بالحروف اللاتينية لا يسمى قرآناً؛ لقوله تعالى: “وكذلك أوحينا إليك قرءاناً عربياً”(2)، وقوله:” لسان الذي يلحدون إليه أعجميٌ وهذا لسانٌ عربيٌّ مبين”(3).

5. أن القرآن كتب حين نزوله وفي جمع أبي بكر وعثمان –رضي الله عنهما- إياه بالحروف العربية، ووافق على ذلك سائر الصحابة –رضي الله عنهم- وأجمع عليه التابعون ومن بعدهم إلى عصرنا رغم وجود الأعاجم، وثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:” عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي..” الحديث. فوجبت المحافظة على ذلك؛ عملاً بما كان في عهده–صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين -رضي الله عنهم-، وعملاً بإجماع الأمة.

ثانيا:أهداف أعداء اللغة العربية: مشروع للقضاء على اللغة ولتشويه القرآن الكريم: ‘الفرقان الأمريكي’ بديلا للقرآن:

انتهت الإدارة الأمريكية مؤخرا من إعداد مشروع خطير هدفه ‘تغيير شكل حروف اللغة العربية واستبدال اللغة اللاتينية بها’ تحت مسمي تحديث الثقافة العربية، واعتبار هذا المشروع جزءا من خطة الإصلاح في المنطقة والتي تدخل ضمن إطار مشروع ‘الشرق الأوسط الكبير’ الذي سيجري اعتماده  ومقدمو المشروع وهم عدد من الخبراء المختصين يقولون: إن الهدف من هذا المشروع هو تحقيق تفاهم أفضل، ولغة مشتركة بين اللغة العربية وغيرها من اللغات الأخرى، وإن الأمريكيين والأوربيين متعطشون للوقوف علي أسرار تلك اللغة والعديد من الكتابات الهامة القديمة والحديثة التي نسجت العقل الثقافي العربي والإسلامي.

ويري المشروع أن ما تمت ترجمته من العربية إلي اللغات الأخرى يبدو ضئيلا وقليلا للغاية،ولم يتح التعرف علي النواحي الدقيقة لهذه اللغة وما تحمله من ثقافات متباينة. ويري المشروع الأمريكي أنه كطبيعة أي لغة فإنه لابد أن تخضع اللغة العربية للتطوير والتحرر من تلك الأشكال القديمة التي ظلت عليها منذ قرون خاصة أن ذلك أدي فعليا إلي صعوبة كبري في استيعاب أهل الحضارات والأديان الأخرى لهذه اللغة أو تعلمها أوالاقتراب فكريا ممن يتحدث بها. ويضيف المشروع: ‘ لقد واجهتنا مشكلة حقيقية في العالم بعد أحداث 11 سبتمبر وهي أن الإرهابيين الذين يتحدثون باللغة العربية وتتم ترجمة كلماتهم إلي الإنجليزية أو الفرنسية لا نعرف شعورهم الحقيقي أو الدوافع الكامنة وراء ارتكابهم لهذه الأحداث، لأن الترجمة العربيةإلي اللغات الأخرى يبدو أنها تواجه بمشاكل حقيقية نحن غير قادرين علي تصنيفها وتبيان أسبابها الحقيقية’.

ويقول المشروع: ‘إن العلوم الدولية لا تستطيع أن تعتمد هذه اللغة بسبب تعقد رموزها وصعوبة أشكالها، هذا في الوقت الذي يستطيع فيه أهل اللغة العربية ومتحدثوها اتقان اللغة المشتقة من اللاتينية كالإنجليزية والفرنسية، بل وإن العرب يتحدثون هذه اللغات مثل أهلها تماما مما يؤكد سهولة أشكال وحروف اللاتينية وقدرتها علي التأقلم والتطوير تحت أي ظروف، وفي ظل أي مسميات للغات المختلفة’. ويضيف المشروع الأمريكي القول: ‘إن إدراكنا الحقيقي هو أن هناك لغة مشتركة يمكن أن تجمع بين كل سكان الكرة الأرضية فيما عدا الذين يتحدثون باللغة العربية وهو مايجعل من الصعب بناء تواصل فكري معهم أو معرفة دوافعهم النفسية’. والملاحظ انهم هنا يتعمدون اغفال ان اللغة الصينيةهي من اللغات الصعبة ولكنهم لم يشيروا اليها لان المقصود هو هدم اللغة العربية واقناع اهلها بهجرانها إلي لغاتهم الاوربية .

ويقول المشروع: ‘إن المنهج الجديد لتطوير هذه اللغة هو أن يتم إلغاء كل الصور السابقة في إطار حركات الإصلاح والسعي نحو تطبيق الحرية والديمقراطية في أوسع معانيها وأن أحد الأسس الهامة لذلك هو أن يتعلم التلاميذ والطلاب في الجامعات وكذلك المثقفون طريقة جديدة لكتابة اللغة العربية والتعبير عن المعني الذي يريدون توصيله إلي الآخرين’. ويري المشروع الأمريكي : أن ‘الذي سيساعد علي إقناع الدول العربية والإسلامية التي تعتمد أشكال هذه اللغة كمكون رئيسي لثقافاتها هو أن الكتابة علي الورق بدأت تفقد الكثير من أهميتها التي كانت قائمة قبل ذلك، وأن الكتابة الالكترونية في ذاكرة الحاسب ستصبح هي الأساس في بناء التفاهم المشترك والتواصل مع الآخرين’. ويقول المشروع : ‘إن العرب يصرون الآن علي أن يكون حوار الحضارات والثقافات برنامجا حقيقيا من أجل التقريب بين الشعوب العربية والغربية وعليهم أن يدركوا أن تحقيق ذلك لن يكون إلا من خلال الاتفاق علي تغيير أشكال اللغة العربية والتأثير علي المحتوي الثقافي الذي يمكن أن تعتقد فيه الأجيال القادمة’. الحلول المقترحة لمواجهة هذا المشروع الخطير الذي يتزين زورا برداء الإصلاح:

 

1. توعية الشباب بهذا الخطر. وتنمية مشاعرالانتماء للغة والوطن في المدارس والجامعات والإعلام والمساجد.2. نشر البرمجيات التي تعتمد اللغة العربية في الكتابة. 3.توفير لوحة مفاتيح للغة العربية باستخدام الفأرة الإلكترونية فقط”الماوس” وهذا متوفر على النت”.إن السعي في هذه الحرب ليس خيارا بل هو واجب وجهاد لا يجب أن نتوانى عنه كل فيموقعه.كما يجب إماطة اللثام عن الوجه القبيح لكل الوسائل التي تجتذب شبابنا الساذج الذي نتركة لقمة سائغة في أيدي أعداء الأمة لاننا لا نوفر له الرعاية والاهتمام.

المراجع:[1]الشيخ صالح العَوْد, » إقناع الأُمّة”بتحريم كتابة القرآن بالحروف اللاّتينية « بالكتاب والسُّنّة ، وأقوال الأئمة”, الدورة الثامنة عشرة للمجلس – دبلن, 1429 هـ / 2008 م.[2] د.رياض محمود قاسم, “التحديات التي تواجه اللغة العربية ودور القرآن الكريم في التصدي لها”, مؤتمر “الإسلام والتحديات المعاصرة, الجامعة الإسلامية,2007م.[3]الصاوي، محمد سعيد، كتابة العربية بالحروف اللاتينية( الأبعاد التربوية والسياسية(، الشبكة العالمية (الإنترنت)، على موقع مكتبة مشكاة الإسلامية، www.almeshkat.net/books/list.php?cat=16 [4] القزاز،عبد الجبار جعفر وهيب، الدراسات اللغوية في العراق، دار الرشيد للنشر، وزارة الثقافة والإعلام، العراق، 1980[5]قرار هيئة كبار العلماء رقم (67) وتاريخ 21/10/1399هـ حكم كتابة المصحف بالأحرف اللاتينية.[6]مصطفي بكري , “استمرارا لخطة القضاء علي العقيدة وفتح الطريق أمام ‘الفرقان الأمريكي’ الحروف اللاتينية بديلا عن العربية”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى