مني النمر تكتب: سد النهضة …. وكيف ستكون الضربة… !! ؟
لا أحد ينكر حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل ،
فالنيل هبة الله لمصر ،
أو لم يقدس المصريون القدماء نهر النيل ، فنجد معابدها تزخر بالنقوش التى تؤكد على قدسية نهر النيل عند المصريين و التي تتجلى في هذه المقولة الخالدة « اذا انخفض منسوب النيل فليهرع كل جنود كمت ولا يعودون الا بعد تحرير النيل مما يقيد جريانه ،» عقيدة توارثها الأجيال راسخة بداخل كل مصري لن تتغير .
أو لم يصفها المؤرخ التاريخي هيرودوت منذ ما يقرب من ستة وعشرين قرنا
حين قال « مصر هبة النيل »
أو كما أبدعها شاعر النيل حافظ إبراهيم قبل ثلاثة عقود حين قال فى قصيدته الشهيرة مصر تتحدث عن نفسها ؛
« أمن العدل أنهم يردون الماء صفوا …… وأن يــكـــدر وردي »
لا لن يكدر وردي …..
و بالرغم من وضوح الحق وضوح الشمس إلا أننا نجد العالم يكتال بمكيالين ، أليست الأمم المتحدة هى من أقرت إتفاقية بشأن الأنهار الدولية في 1997 والتي يأتي من مبادئها الاستخدام المنصف والعادل للمياه المشتركة ، والإخطار المسبق قبل إقامة أي منشأ على المجاري المائية المشتركة .
أليس قيام إثيوبيا بالملء الثانى لسد النهضة بشكل منفرد دون إتفاق يهدد السلم والأمن الدوليين ، ويتناقض مع التزامات الدول وتعهداتها في المواثيق الدولية ؛واعتداء على السيادة المصرية .
أليس هذا خطر يهدد أكثر من ١٠٠ مليون نسمه .
و لكنه الحلم ..!!!
فمازال حلم تركيع مصر و تقسيمها قائم .
و الدليل على ذلك عروض صفقات التسليح من الولايات المتحدة الآن للسودان لمحاولة استمالتها لاتخاذ نظرية التفاوض في حل الأزمة ، و ترك مصر بمفردها .
و كذلك مواقف و تحركات روسيا و الصين و لأنهما دول لديها مشاكل أنهار مشابهة ، فالتالى لن تدين أبدا أثيوبيا دبلوماسياً .
و الجميع يرى تغير السياسة الخارجية الروسية ، و إعلان التعاون العسكري مع إثيوبيا . و احتمالية وجود قاعدة عسكرية روسية على الأرض الإثيوبية أمر وارد .
فكل دولة يعنيها مصالحها في المقام الأول ، و وجود قاعدة عسكرية روسية في إثيوبيا سيقلب جميع الموازين والحسابات و لن يكون في صالح مصر بالتأكيد .
فالجميع يلعب وفق مصالحه فى المنطقة ، و مجلس الأمن ما هو إلا أداة لتنفيذ المشروع و المخطط المسبق .
فلا يخفى على أحد أن سبب أزمة سد النهضة سياسي بحت و الهدف منه إخضاع مصر و تركيعها .
فمصر تقف حجر عثرة أمام مصالح الكبار و التي كان مخطط لها سلفا و لا يستطيعون التصريح بها علنا ، فليس سقوط الإخوان فى مصر و فشل مخطط التقسيم بالشئ اليسير .
و نجد هنا في كلمة العميد ياسر وهبة ما يمثل بمنتهى الدقة و الحسم موقف و توجه القيادة المصرية :
«لسنا دُعاة حروب أو صراعات أو نزاعات، لكننا في الوقت ذاته ، إذا فُرض علينا القتال دفاعًا عن حقوقنا ومكتسبات شعبنا ومكتسبات شعبنا فنحن أهله ودروس التاريخ تؤكد للقاصي والداني ، أن مصر وإن طاله صبرها إلا أنها لا يمكن أبدًا أن تفرط في حق من حقوقها».
فإثيوبيا تتوهم إمكانية هيمنتها على نهر النيل .
و نحن نقول مابيننا وبينكم هي ساعات سيترتب عليها أموراً كثيرة في المنطقة إما برداً و سلاما أو جحيم للمنطقة تطال العالم بأسره .
فلن تمنع أي قوة سريان النيل الى مصر .
نعلم أن فاتورة الحروب قاسية جداً ؛ ولكن لابد أن نحافظ على حقوق مصر بكل الوسائل فإن لم تأتِ بالتفاوض ، فالتأتي بالحرب ثم يأتي بعدئذ التفاوض السلمي .
نأتي هنا للسؤال الأكبر …
كيف ستكون الضربة …!! ؟
فهل سيتم نسف السد ، بقيام الطائرات المجهولة بالمهمة ، أم سينسف السد بيد الاثيوبيين أنفسهم .
جميع الاحتمالات قائمة و النتيجة واحدة ….. كل شئ معد و مدروس مسبقاً .
وفي هذه اللحظات الخطرة والحاسمة.. كل ما تحتاجه مصر هو الاصطفاف وراء القيادة السياسية ، و الثقة التامة في قدرتها على إدارة الأزمة
فلن تركع مصر و لن تضيع ما دمنا على قلب رجل واحد ، و من خلفنا جيش لا يهاب المخاطر ، يحمل قلبه على يده فداء لكل ذرة رمل وقطرة ماء على أرض هذا الوطن .
فما حدث فى أكتوبر 73 ، و من بعدها 11 يناير ، و 30 يونيو خير دليل .
مصر لا تهزم و لا تقبل سياسة الأمر الواقع .و لا تفرط فى حق من حقوقها أبدا ، تاريخها يؤكد هذا …!!
أقتربت ساعة الصفر المصرية باكثر مما تتوقعون .
إطمئنوا …….