شعبان خليفة يكتب: نص حديث على ورقة بردى قديمة

أريد أن أبكى .. أبكى بعد أن اكتشفت أنى أملك نهراً طويلاً..طويلاً كالمسافات بين الأرض و السماوات ، و حجمه أكبر من ثدى الأمهات فى عيون الرضع .

أريد أن ابكى .. أبكى بعد أن اكتشفت أن لى وطناً يخرق الأرض و يبلغ الجبال طولا.
لكننى لأن أبكى سأصلح عجلتى الحربية و أملأ كنانتى سهاماً لأن حبيبتى فى خطر
ساراقب فى عينيها تساقط المطر .. و بدقات قلبها قدر الخطر … سأتامل على شفتيها كيف ينبت الشجر .. و ساعانقها طويلاً حتى تغدو بلا أضلعٍ

و أعيد اكتشافها بعد أن استنزفها السهر …سأخبرها بأن لا تقلق من قدوم الخطر
سأدخلها معطفى لتنام ، و أسهر اراقب نومها ..خصلات الشعر الحرة على الوسادة ..الشفاة المغلقة …القدرة الألهية التى تقلبها ذات اليمين و ذات الشمال .
سأعوض كل هذه السنين يا حبيبتى ..سنة خلف سنة كانت تمر و أنا بغفوة طويلة
طويلة كالنهر الطويل المنسى
اعرف أنك كنتِ تحلمين بعاشقٍ أجمل .. عاشقِ أغنى .. لكن صديقنى يا حبيبى جمال العشاق فى الإخفاق ، و الفقر عن الحبيبات يُلهى و يُنسى

الفقر اختبار للبشر .. تُختبر معادنهم.. ، ومن يصمد نفيسٌ يا نفيسة .
حلمت بكتابة تشبه نهرك و تقويسة ظهرك و خصرك النحيل و كحل عينيك و الفوران الذى بصدرك ..
حلمت لكن الحبر جف ،وورق البردى طواه النسيان الطويل ..، فاعذرينى و قبلينى و احرمى شفتيكى أن تمرر كلمة وداع ..بدليها بعبارة أعشقها : ” أحبك كنيل المحروسة من أسوان للقاهرة ” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى