محمد الجداوي يكتب: «بابا علي وماما غنوج»

بينما يستعد «عم فهلوي» للنزول إلى عمله مرتديًا ثوب الروتين وحاملاً حقيبة المُحبطين، يتعايش مع الخناقة الصباحية لجيرانه «بابا علي» و«ماما غنوج» ليستزاد منها بجرعة الرضا اليومية على عيشته وحاله مع زوجته أم أولاده «أونطجي» و«المتسرسب».

بابا علي وماما غنوج، اعتادا على الشِجار فيما بينهما على توافه الأمور، ضاربين عرض الحائط بأثر ذلك على مشاعر الجيران والسكان وحتى «عبده البقال» الذي دخل في نوبة اكتئاب جراء استماعه إلى أغنية حسن شاكوش الأخيرة مع ملكة إغراء الترندات والتفاعلات دون أن يضع كمامة على فمه، أو جيبه.

حياة السلاطة، التي سيطرت على بابا علي وماما غنوج، حولت أيامهما إلى (خيار مخلل)، في الوقت الذي يبحث فيه آخرون عن رُبع فُرصة للعيش مثلهما بدون عتلان هم أو قلبة دماغ.

وذات يوم عاد «عم فهلوي» إلى بيته بصحبة نجليه «أونطجي» و«المتسرسب» بعد زيارة أحد أقاربه، ليفاجئ بافتراش بابا علي وماما غنوج مدخل العمارة بالورود، والابتسامة تملئ وجوههم على غير العادة، ليتساءل بأريحية: «هو ايه اللي حصل في الدنيا؟»، لتأتي الإجابة الصادمة: «أصل اِحنا قولنا بدل ما نتخانق في الشقة ومحدش يشوفنا ننزل نعمل أي خلافات في الشارع ونصور ده ونذيعه على يوتيوب ونستغل الربح اللي هيجيلنا من ورا المصلحة دي.. ويبقى إزعاج للسلطات -من السلاطة-، ونقسم الإيرادات مع السكان المُنزعجين».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى