شوكت كمال يكتب: أنا وكورونا

منذ نحو شهر أصبت بأعراض تشبه أعراض الإصابة بكورونا، ومن ثم اتجهت إلى أحد المستشفيات الكبرى، وتم توصيف الحالة بأنها التهاب بكتيري في الحلق رغم وجود أعراض أخرى مثل الرشح والزكام والصداع مع ارتفاع في درجة الحرارة، وقام الطبيب بكتابة الروشتة ونصح بالراحة، ولكننى لم أرتح لاستمرار الألم؛ لذا ذهبت إلى طبيب آخر لعل الله يكتب الشفاء على يديه.

اطلع الطبيب على صورة الدم التي أجريتها فى المستشفى الكبير، وقال إنه يشك في وجود كورونا، وطلب مني إجراء تحاليل دم وأشعة مقطعية؛ حتى تكون الصورة واضحة لديه أكثر، وكتب روشتة أيضًا، وبالفعل قمت بعمل ما طلبه مني، ثم ذهبت إليه بنتيجة التحاليل وفيلم الأشعة، فقال لي إنه توجد التهابات في الدم، كما أن فيلم الأشعة يُظهر بقعًا في الرئة، وأكد أنني مصاب بكورونا، ولكن ليست الإصابة بدرجة كبيرة، قلت: الحمد لله على كل حال، ونصحني باستكمال العلاج وأضاف نوعًا آخر لإذابة البقع الموجودة في الرئة. حتى هنا تسير الأمور بصورة طبيعية ولكن حين ذهبت إليه في المرة الثالثة بتقرير الأشعة لأنني لم أكن قد حصلت عليه واكتفيت بالحصول على الفيلم فقط حتى أسارع بالذهاب إلى الطبيب كما أوصاني هو بذلكفوجئت بأن المشرفة على العيادة تقول لي إن الطبيب نزل لأمر طارئ، حيث استدعاه المستشفى الذي يعمل به في الصباح، انفعلت وثرت لدرجة أن بعض العاملين فى العيادات المجاورة تدخلوا لفض الاشتباك اللفظى، والمفاجأة الكبرى خروج الطبيب من حجرة الكشف قائلًا لي: إنت بتزعق ليه؟ قلت له: يا سلام، تنكر نفسك ومش عايزني أزعق! هو فيه إيه؟! فقال لي: أنا لا أتابع حالات كورونا، اتصل برقم كذا واتجه إلى أحد مستشفيات العزل. قلت له يا دكتور: إنت متابع حالتي من البداية وقلت كورونا.. إيه اللي استجد؟! طب إديني تقرير طبي حتى أقدمه إلى جهة عملي. قال لي أنا مابديش تقارير لكورونا! ضربت كفًّا بكف، وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله، والألم يعتصرني وأعصابي تكاد تنفلت مني وأعتدي عليه بالضرب.

كنت في حيرة من أمري .. ماذا أفعل؟ هل أستمر في تناول العلاج؟ أم أنني أصبحت معافى وأستطيع النزول إلى العمل؟ هداني تفكيري إلى الذهاب إلى أحد المستشفيات وكان ذلك في شهر رمضان والساعة تقترب من الحادية عشرة مساء، ونصحني طبيب الطوارئ هناك بأن أتابع مع استشاري أمراض صدرية.

بالفعل في اليوم التالي ذهبت إلى إحدى الطبيبات التي نصحتني بأن أستمر في العزل المنزلي، وطلبت مني تحاليل أيضًا لكن بعد علاج لمدة أسبوع، نفذت ما قالته لي، وكتب الله لي الشفاء على يديها، وتأكد لي ذلك بعمل مسحة وكانت النتيجة بالسلب.

رحلة صعبة ومريرة يمر بها مريض كورونا يدفع خلالها الكثير من المال لإجراء تحاليل وأشعة، فضلًا عن توفير ثمن الدواء، وقد يتطلب الأمر مع بعض الحالات ضرورة توفير أكسجينأتحدث هنا عمن يعالَجون في المنازل، ومع ذلك نجد بعض الأطباء يتعاملون مع المرضى كأنهم سلعة رخيصة لا قيمة لها، فيما هناك أطباء يدفعون حياتهم ثمنًا من أجل إنقاذ مرضاهم.. فكل التحية والتقدير لهؤلاء الشرفاء، ولا عزاء فيمن لا يشعر بأنين وألم الضعفاء

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى