شعبان خليفة يكتب : أحمد عبدالهادي ..عُمدة الألفية الثالثة

لم يكن قرار الأستاذ أحمد عبد الهادى أحمد إمام بالتقدم للعُمدية قبل يناير 2011 بعدة سنوات قراراً سهلاً ..، فالرجل الذى يحمل الليسانس من جامعة الأزهر العريقة فى العلوم الشرعية والدينية عَمِل بوزارة الداخلية عشرات السنوات حتى أصبح مديراً عاماً بها فى العاصمة القاهرة ، و هاهو يخرج للمعاش بعد كل هذه السنوات ..ثم فجأة بعد مناقشات أخذ ورد .. رفض و قبول .. عاصرت جانباً منها يتقدم للعمدية .. ليعود المدير العام لمسقط رأسه فى مهمة جديدة .. وهو بحكم عمله ومعايشته لعصره يدرك أن أغلب قواعد ومعايير اختيار العُمد تغيرت بعد ثورة التكنولوجيا والمعلومات فى الألفية الثالثة ، وحتى طبيعة و نوعيه المشكلات ، و طريقة التعامل معها هى الأخرى تغيرت ، و لم تعد الصورة النمطية لـ «دوار العمدة « قديمًا هى صورة دوار العمدة الآن، فعمدة زمان حيث عدة التليفون الأرضى « ألوووو يا مركز « و الخفراء من حوله بالسلاح صارت من تراث الماضى فى زمن المحمول والأنترنت ، كما أن الشباب الثائر الفائر المتحفز خلف الشاشات و عبر الكى بورد والماوس ..ليس هو شباب زمان .

الدور

صحيح أنه من بين وظيفتين رئيسين للعمدة هناك واحدة لم تتبدل وهى القيام بدورة فى الحفاظ على الأمن بمفومه الواسع .. لكن الأدوات والآليات تغيرت تماما ..كما أن الوظيفة الثانية وهى الوظيفة الإجتماعية صارت تتطلب جهداً كبيراً ، ودوراً مختلفاً ، ففى إطارها يتم البحث عن المحتاجين والغلابة، ومساعدة المستفيدين من الضمان الاجتماعي، وتسهيل إجراءاتهم ، وحل المشاكل الاجتماعية بين الجيران أو المشاكل الأسرية ومحاولة احتوائها دون الرجوع لمراكز الشرطة أو المحاكم، ومشاركة الأهالي في مناسباتهم وأفراحهم وأعيادهم، وكذلك مشاركته لهم في أحزانهم والوقوف بجانبهم للتخفيف عنهم وحث المواطنين على تطوير العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد ونبذ الخلافات التي من شأنها إشعال الفتن بينهم و إعاقة مستقبلهم وإفساد حياتهم .

و بالتالى فأن دور العمدة فى الألفيه الجديدة من الصعب أن يقوم به عمده كل حصيلته من التعليم « فك الخط و كتابة أسمه « أو عمده يخاصم عصره و أدوات عصره ..بل للعصر الجديد عمدته ، و أن لم يرق هذا للبعض ممن لم تتضح الصورة و تطوراتهم لهم أو يرونها مشوشه حيث تقف صورة العمدة عندهم عند فيلم الزوجة الثانية أو دراما ليالى الحلمية .

نقله

تختلف مع العمدة أحمد عبدالهادى أو تتفق فى الحالتين لا يمكنك إنكار أو تجاهل النقلة التى أحدثها فى القرية و فى العمدية فى صورتها الجديدة ، وقد تابعت عن قرب كيف يحمل بنفسه الأوراق للحصول على خدمات للقرية ؟
خدمات ما كان يمكن أن ينجزها غيره بما فى ذلك نواب البرلمان ، و الكل يعرف دوره فى تطوير الجمعيات الأهلية والإرتقاء بخدماتها فضلاً عن دوره فى المعهد الدينى و تطويره ، إضافه إلى هذا نقل الرجل الدور الأمنى و الدور الإجتماعى فى القرية نقلة كبيرة برزت فى عام حكم الإخوان فرغم سطوة الجماعة فى أبوتيج بقيت قرية دكران معصومة من تخريج عناصر متطرفة ..على الرغم من أنها قبل توليه شهدت القرية ظهور محدود لعناصر من التكفير والهجرة لفظتها فطرة الناس و طبيعة دكران و تعاونوا مع الأمن فى وأدها و قد عاصرت جانياً مهماً منها .
العمدة أحمد عبدالهادي، عمدة قرية دكران، فى مركز أبوتيج بأسيوط، رجل دولة ، و يهمه أن تكون بلدة على الخريطة بعد طول تهشيم وهو دور يجد فيها مساعدة من أهالى القرية و أن لم تكن أحياناً بالحجم المطلوب .. لكن مشاركة الناس و مساعدتهم ساهمت ، و بصورة كبيرة فى استثمار مبادرة «حياة كريمة» لصالح القرية و يمكن القول إنها المرة الأولى التى يجد فيها أهالي القرية اهتماما حقيقيا من المسئولينبهذا الحجم وهذه النوعية.
و هناك العديد من المشروعات دخلت القرية و ستظهر آثارها بعد اكتمالها مثل محطة رفع الصرف الصحي، و بناء أجنحة مدرسية لحل أزمة كثافة الفصول فى بعض المدارس فضلاً عن المستوصف الطبى الجديد إلى جانب تطوير الوحدة الصحية

معرفة

و نتيجة محاورات ومناقشات ، و متابعة لتحركات العمدة استطاع أن أقول عن يقين إنه يستوعب حجم وطبيعة مشكلة دكران الرئيسية كونها قرية بها قوة شابه كبيرةمتحفرة لا يعوقها سوى أنهم فى قرية محدودة الإمكانيات فنحن نتحدث عن مايزيد عن 20 ألف نسمه لا يزيد نصيبهم من الأراضى الزراعية عن ألف فدان و رغم ذلك فقد خلقوا نوافذ ، ومنافذ لهم حتى خارج حدود الوطن لكن ما يُعرف بالربيع العربى ثم أزمة كورونا ضاعفت الأزمات و زادت من المشكلات غير أن الأمل فى الله و فى غد أفضل باقٍ لم يتبدد بعد .

وقد نجح العمده أحمد عبدالهادى ليس فقط فى وضع لبنات لغدٍ أفضل لدكران بل خطى خطوات جديرة بالتقدير، و الإحترام نحو مستقبل أفضل يمكن السير نحوه  بل و الوصول إليه .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى