محمد اسماعيل عبده يكتب : الفرقة الناجية

يقول الله فى محكم كتابه ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )
[ ال عمران : 103 ] هذا ما كان يحرص عليه النبى صلى الله عليه وسلم منذ بداية دعوته وحرص عليها من بعده الخلفاء الراشدون المهذبون ، إلا أن ابليس لا يحب اكثر من الفرقة ، ولا سيما وإن كانت بين أتباع أخر الأنبياء والمرسلين فبعد أن ناصر البعض على بن أبى طالب خرجوا عليه .
ثم أسسوا لأنفسهم عقيدة تختلف تماما عن أوامر ونواهى الإسلام فى باطنها وتظهر المحبة فى ظاهرها وفى نفس الوقت خرج طائفة من المسلمين تشيعوا لعلى بن ابى طالب فبعد أن كان الإسلام فرقة واحدة مجمعة دس ابليس سمومه فى اليهود والمنافقين لتبدأ فرقا متعددة فى الدين الإسلامى ولقد كانت شبه الجزيرة العربية أمام أكبر قوتين فى ذلك الوقت وهما الفرس ، الروم .
لم يهتم أى منهما باحتلال شبه الجزيرة العربية لأنها كانت صحراء قاحلة ليس فيها إلا بدو يسكنونها فى الخيام وبعض الماعز والإبل فلماذا يجهدون أنفسهم بهذه البلد ومنذ أن وحد النبى صلى الله عليه وسلم الفرق المختلفة – كالأوس والخزرج وفى خلال سنوات قليلة كانت الدولة الإسلامية تمتد من جنوب الصين الى روما ولكن إبليس لم ييأس وعمل على تقسيم المسلمين الى فرقآ متعددة النسبة الأكبر منها تظن أنها على الحق .
وقام إبليس بالتلبيس على المسلمين فتفرقوا واصبحت الفرق الإسلامية ثلاثة وسبعين فرقة ولأن النبى صلى الله عليه وسلم لم ينطق عن الهوى فإن الاسلام بالفعل تفرق الى ثلاثة وسبعين فرقة حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح : ” افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار ٱلا واحدة ”
قيل : من هى يارسول الله ؟
قال : ” من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابى ” وفى بعض الرويات : “هى والجماعة ” رواه ابوداود ، والترمزى ، وابن ماجه ، والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم وقال عنه ابن تيمية : ( هو حديث صحيح مشهور ) وصححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة .
فمن هى الفرقة الناجية التى يتحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟
هل هى فرق الخوارج ، الشيعة ، الطرق الصوفية أو الجماعات ( الفرق ) الإخوانية ، السنية ، القرآنية ، التبليغ والدعوة البهائية ، ….. الى اخره .
إننا نتعامل مع الجميع على أنهم مسلمون لم تفرقهم العقيدة أو المذهب فى حين أن من فرقهم هو ابليس فهذه غايته ، وذكرنا من قبل أنه يفرش عرشة على الماء كل يوم وينتظر عرض الشياطين بما قاموا به فيقول احد منهم أنا جعلته يزنى …فيقول ابليس: لعله استغفر وغفر الله له .. يقول اخر انا جعلته يسرق .. فيقول ابليس : لعله استغفر وغفر الله له .. يقول أخر انا جعلته يكذب .. فيقول ابليس لعله استغفر وغفر الله له .. وهكذا الى اخره ولكن يأتى من يقول فرقت بين رجلين او رجل وزوجته فيقول له ابليس : أنت أنت .. ويحتضنه وهو يعلم أن الفرقة ضعف وهو لا يريد الا ان يكون عدوه ضعيف .
فهيا نعود للفرقة الناجية … من هى الفرقة الناجية ؟؟
فقد تربيت فى احضان الصوفية وتعلمت تلاوة القرآن الكريم من شيخى وكان اخوانيا ، وكم استفدت من علم اخى وهو من السنة وخرجت مع اصدقائى فى سبيل الله كتبليغ ودعوة ، واعرف العديد من الاصدقاء فى سوريا والعراق من أطياف الشيعة فبحثت فى هؤلاء من هى الفرقة الناجية ؟
كلا منهم يؤكد أنه هو الفرقة الناجية ويستشهد بما يمكن أن يستشهد به لأن الفرقة التى يتبعها هى الفرقة الناجية .
ولكن كما سبق وذكرنا أن لابليس تلبيس فهيا بنا نطرق جميع الفرق ونبحث عن الفرقة الناجية حتى نكون من أهلها .. وهذا يعيدنا الى حديث النبى صلى الله عليه وسلم بتروى فنجد فى الحديث الصحابة يسألون النبى صلى الله عليه وسلم وما هى الفرقة الناجية يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجيبهم من كان على مثل ما انا عليه وأصحابى .
وهنا نتوقف لحظه على ما كان النبى صلى الله عليه وسلم ومن ثم اصحابه فنجد أن النبى صلى الله عليه وسلم كان على مله ابراهيم الخليل (عليه السلام ) حيث قال ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًاۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
[ الانعام : 79 ] اى أن النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته وجهوا أنفسهم لله سبحانه وتعالى خالصين له لا يشركون به شىء .
فإذا ما كنت أنت فى مصر وأطللت فى السماء لترى القمر فى نفس اللحظة يراه أهل السعودية ما براه أهل ليبيا فى نفس اللحظة يراه أهل السودان …. وهكذا ولله المثل الاعلى .
اتجه الى الله سبحانه وتعالى على النحو الذى يرضيه فتكون أنت من الفرقة الناجية فالفرقة الناجية هى قلوب قبل ان تكون اجساد ، فاذا فعل هذا كل مسلم لعادت الامة من جديد امة واحدة لا يستطيع ان يهدمها احد بمجرد الدعاء بعد اسلام الامر والوجه لله .
فهيا بنا نترك المسميات فنحن لا نعبد الانبياء …. ولا نعبد الاولياء … ولا نعبد الصالحين …
إننا نحبهم وندعو لهم بأن يمتعهم الله بالنظر الى وجهه الكريم ولكننا لا نعبدهم .
الوقت قصير فهيا نقوم فى النصف الاخير من الليل ويغتسل ويوجه وجهه لله وهو ساجد لتكون له علاقة مع ربه وهو عز وجل الذى سيعلمنا ويهدينا حيث يقول سبحانه وتعالى : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ ) يقول سبحانه وتعالى : ( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ) صدق الله العظيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى