يارا رضا تكتب : عفوا.. إنها حواء

هناك قوة خارقة ليس لها شبيه ولا مثيل، قوة توثر في ذهن كل من يراها، لماذا هذا المخلوق لديه القدرة على التحول العجيب في بضع دقائق، من شخص تظهر علي وجهه علامات الحزن والألم، إلي شخص يشع النورِ من وجه ليبث حالة من الفرح والسرور تؤكد لمن يراها أنها تعيشُ أيامً ذات غصن عاليّ من الأخبار السعيدة والأيام المبهجة ، ولكن عندما يتضح الأمر وتأتي الصدمة يصبح عكس ذلك إطلاقاً ! فهي تحملُ بداخلها أسراراً مليئة بالوجع لا أحد يعلمها ، أحاديث تلتهمُ قلبها وعقلها من شّدة كتمانه ، حكايات بها مئات من الكلمات لا تبوح بها ، إنها يا عزيزي حواء ” الأنثي” التي كرمها الله عزوجل ، ومدحها وأوصي بها رسولنا الكريم ، حواء التي تراها تحملُ من مشقة الحياة ما يهدُ جبالً ، حواء التي تتركُ مايؤلمها وفجأة تستعيدُ قوتها وتقفُ أمام المرآة لتتزينُ بأجملِ ما عندِها لتصبح امرأة ذات أناقة وجمال ، ونتذكرُ حالة الحزنُ التي كانت عليها من دقائقً قليلة ! هل تلاشت وكأن شيئاً لم يكن ؟!

أم أنها ذات شخصية انفصامية ، والحقيقة أنها ليست كذلك مثلما يزعمون، ممن يسلطون عليها الضوء في حالة من الاستغراب، العجيب والمريب ! ، والسرُ في القوة الخارقة التي أعطاها الله لها، القوة التي جعلتها تُخفي ما بها، وتتحول إلي شخص آخر، القوة التي جعلتك تتيقن أن هذه ليست شخصيةّ طبيعية ، القوة التي تحميها من بطش الإستسلام للأمراض النفسية وجرعات الاكتئاب المهلكة ، فهذه القوة هي السر فمنها وإليها تعود ! فلا تأخذك الدهشة ولا التعجب ، إنها حواء ولا شئ آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى