الهيئة السعودية للفضاء تشارك في ندوة حول مشروع مسبار الأمل لاستكشاف المريخ
كتب : عاطف طلب
شاركت الهيئة السعودية للفضاء في الندوة الافتراضية “مشروع مسبار الأمل وانعكاساته المهمة على ازدهار و نمو القطاع الفضائي العربي”, التي تستضيفها وكالة الإمارات للفضاء، بالشراكة مع مركز محمد بن راشد للفضاء.
وتأتي الندوة بمناسبة قرب وصول “مسبار الأمل” إلى المريخ ضمن أول مهمة عربية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة الإمارات، ويصل “مسبار الأمل” إلى مدار الالتقاط حول المريخ يوم الثلاثاء المقبل (الموافق 9 فبراير 2021) عند الساعة 6:42 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، بعدما سافر في الفضاء العميق بمتوسط سرعة يبلغ 121 ألف كيلومتر في الساعة، طوال نحو 7 أشهر، منذ انطلاقه من قاعدة تاناغاشيما الفضائية في اليابان في العشرين من يوليو 2020، قاطعاً نحو 493 مليون كيلومتر.
وينتظر “مسبار الأمل” عند دخوله إلى مدار الالتقاط حول المريخ واحداً من أصعب التحديات التي مر بها منذ ولادته كفكرة ويتلخص هذا التحدي الأصعب في أن المسبار المنطلق في الفضاء بسرعة 121 ألف كيلومتر في الساعة عليه أن يقوم ذاتياً بإبطاء سرعته إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة فقط، وذلك في خلال 27 دقيقة تعرف باسم “الـ27 دقيقة العمياء”، وذلك باستخدام محركات الدفع العكسي الستة “دلتا في” المزود بها المسبار.
وتتضمن أهداف “مسبار الأمل” -عند وصوله بنجاح إلى مداره حول الكوكب الأحمر- تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ البشرية، الأمر الذي سيساعد العلماء على التوصل لفهم أعمق لأسباب تحول كوكب المريخ من كوكب مشابه لكوكب الأرض إلى كوكب ذي تضاريس قاسية، ومن شأن فهم الغلاف الجوي لكوكب المريخ أن يساعدنا على فهم كوكب الأرض والكواكب الأخرى بشكل أفضل.
وأوضح رئيس قطاع العمليات وبرامج الفضاء في الهيئة السعودية للفضاء المهندس ماجد العنزي أن الهيئة تنظر إلى مهمة مسبار الأمل بأنها استكمال للخطوات التي بدأتها المملكة في ريادة الفضاء على المستوى العربي والإقليمي، وهي عمل تكاملي بين الإمارات والمملكة، وإحدى ممكنات تفعيل الاتفاقية الموقعة بين الطرفين لتبادل المعلومات والخبرات في مجال الفضاء، والتعاون في تفعيل مبادرات ومشاريع مشتركة تخدم البلدين بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام.
وأشار المهندس العنزي إلى أن رحلة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز كأول رائد فضاء عربي مسلم كانت باكورة استكشاف المملكة للفضاء، وألهمت الشباب والشابات في المملكة للتخصص في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات, وجرى وضع إستراتيجية وطنية لتوطين صناعة الفضاء في المملكة ضمن مسارين هما تأهيل الكوادر الوطنية العلمية والأكاديمية بابتعاث الشباب والشابات إلى مؤسسات رائدة في علوم الفضاء، ومن ثم بناء البنية التحتية لصناعة الفضاء من مراكز الأبحاث والمعالم ومختبرات تصنيع الأقمار الصناعية بكوادر سعودية، ليتم بعدها إنشاء الهيئة السعودية للفضاء عام 2018، التي أعدت إستراتيجية طموحة لتمكين قطاع الفضاء السعودي.
ولفت النظر إلى حاجة المشاريع الفضائية إلى تمويلات ضخمة، وهو تحدٍ يعزز أهمية التعاون الدولي
وإبرام التحالفات لمشاركة الخبرات، مؤكداً أن كون الهيئة السعودية للفضاء من أوائل الجهات والوكالات العربية في التوقيع على ميثاق المجموعة العربية للتعاون الفضائي، وهي أول تكتل عربي واعد من نوعه لتحقيق الطموحات العربية بالمنطقة ودفع عجلة التقدم العلمي والمهارات المتقدمة لدى الشباب العربي.