الاتحاد العام العربي للتأمين: تأمينات الحياة رافعة للإدخار وضرورة استراتيجية لتنمية الاقتصاد العربي

كتب / عاظف ظلب
بحضور وتفاعل أكثر من 320 مشارك،نظم الاتحاد العام العربي للتأمين بالتعاون مع رابطة الأكتواريين العرب، ندوة افتراضية اليوم الموافق الأربعاء 05/11/2025 بعنوان “تسعير تأمينات الحياة”.
حيث أكد المتحدثون على أن تأمينات الحياة لم تعد مجرد منتجات مالية، بل أصبحت رافعة اقتصادية واجتماعية لا غنى عنها في ظل التحولات الديموغرافية والرقمية المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية.
ولقد صرّح الأستاذ شكيب أبوزيد، الأمين العام للاتحاد العام العربي للتأمين، بأن ارتفاع معدلات الشيخوخة وارتفاع اعداد العمالة في القطاع الغير المهيكل، يشكلان كابوساً على منظومات التقاعد عالمياً وعربياً، فضلا عن متطلبات الرعاية الصحية الطويلة الأجل حيث أشار إلى أن ما بين 3% و10% من سكان سبع دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيحتاجون إلى رعاية صحية طويلة الأجل بحلول عام 2030، نتيجة التقدم في العمر أو الإعاقة.
بالوقت الذي أوضح فيه الدكتور/ مازن أبو شقرا، المدير الإقليمي لشركة Gen Re LH EMNENA، أن جذب الجيل الجديد من العملاء، الأجيال الشابة Gen Z، يتطلب تغييرًا في لغة الحوار وأساليب التواصل، مؤكدًا أن الأدوات الرقمية تتيح تسعيرًا أكثر دقة وإدارة أفضل للمخاطر المستقبلية.
من جانبها، شددت الأستاذة/ ريتا السخن، رئيسة الجمعية اللبنانية للاكتواريين ومديرة قسم العمليات والاكتواري بشركة بانكاسوراتس بلبنان، على أهمية بناء الثقة بين شركات التأمين والعملاء، معتبرة أن الاكتواريين باتوا يلعبون دورًا محوريًا في تحقيق التوازن بين الدقة الفنية والعدالة والاستدامة، عبر أدوات حسابية أكثر تطورًا وسرعة.
كما أشار الأستاذ/ محمد صغير، الرئيس التنفيذي لشركة حياة للتأمين بالإمارات، إلى أن وتيرة التغيرات في الأسواق تفوق التوقعات، في ظل توجه بعض الحكومات إلى تقليص الدعم المقدم لمنظومات المعاشات، مما يعزز الحاجة إلى حلول تأمينية مبتكرة ومستدامة.
أجمع المشاركون على أن الرقمنة والذكاء الاصطناعي سيحدثان طفرة في نمذجة وتسعير منتجات الحياة، رغم ما يرافق ذلك من تحديات أخلاقية، داعين الجهات التنظيمية إلى سن تشريعات واضحة لضبط استخدام هذه الأدوات.
هذا وقد خلصت الندوة إلى عدد من التوصيات، وهي:
– لابد من التفكير في تأمينات الحياة كاستثمار طويل الأجل وليس كنفقات
– تشجيع البلدان العربية على تأسيس تجمعات اكتوارية وطنية لدعم الدراسات المتخصصة وتطوير المنتجات
– ابتكار وثائق تأمين بلغة عصرية مرنة وواضحة
– تعزيز الشراكة المهنية بين كافة الأطراف ذات الصلة لتحقيق الموازنة بين الدقة الفنية والعدالة والاستدامة
– على الجهات التنظيمية سن تشريعات من شأنها تنظيم ووضع ضوابط للعمل بأدوات الذكاء الاصطناعي.
– تأمينات الحياة ضرورة كرافعة لاقتصاديات الدول وتنميتها.
ومن الجدير بالذكر أنه في وقت سابق، كان الاتحاد العام العربي للتأمين قد أعلن عن البدء في تكوين مجموعة عمل متخصصة تضم نخبة من الأكتواريين العرب، بهدف دراسة إمكانية إنشاء جداول وفيات عربية تعكس الخصائص الديموغرافية والصحية الفريدة للمنطقة. وتأتي هذه المبادرة ضمن خطة عمل رابطة الأكتواريين العرب التي تعمل تحت مظلة الاتحاد، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقلالية الفنية بما يخدم دقة التسعير واستدامة المنتجات التأمينية في الأسواق العربية.



