مسارات الحماية: من التحديات إلى الفرص في تعزيز النفاذ إلى خدمات التأمين

كتب/ عاطف طلب
يُعد التأمين ركيزة أساسية للحماية المالية وأداة فاعلة لتعزيز المرونة الاقتصادية؛ إلا أن فجوات الحماية التأمينية لا تزال تمثل تحديًا عالميًا متصاعدًا، لا سيما في ظل تزايد وتيرة الكوارث الطبيعية، والمخاطر السيبرانية، والتقلبات الاقتصادية الحادة.
وفي هذا السياق، أصدر الاتحاد العالمي لاتحادات التأمين (GFIA)، في أكتوبر 2025، تقريرًا حديثًا بعنوان: “مسارات الحماية: من التحديات إلى الفرص في إمكانية التأمين”، والذي يسلط الضوء على اتساع فجوة الحماية عالميًا رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها القطاع.
ووفقًا لتقرير “سيجما” (يناير 2025)، بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث خلال عام 2024 نحو 318 مليار دولار، لم تُغطَّ المظلة التأمينية منها سوى 43% فقط، مما أسفر عن فجوة حماية عالمية تُقدر بـ 181 مليار دولار.
الركائز الأربع لإمكانية التأمين
يستند تقرير (GFIA) إلى إطار عمل يرتكز على أربع دعائم رئيسية تُحدد مدى انتشار التأمين واستدامته، وهي:
-
الوعي: أشار التقرير إلى أن ضعف الثقافة المالية، وسوء إدراك حجم المخاطر، والاعتماد المفرط على التعويضات الحكومية، تعد من أبرز أسباب انخفاض الطلب. وشدد على ضرورة إطلاق حملات تثقيفية لبناء جسور الثقة مع المستهلكين.
-
إمكانية الوصول: يؤدي تعقيد قنوات التوزيع وضعف البنية التحتية في المناطق الريفية والنامية إلى الحد من انتشار المظلة التأمينية. وهنا يبرز التحول الرقمي و”التأمين المصغر” كآفاق جديدة لتعزيز الشمول التأميني.
-
القدرة على تحمل التكاليف: يمثل ارتفاع الأقساط — نتيجة التضخم والمخاطر المناخية والضرائب — عائقًا رئيسيًا أمام الفئات محدودة الدخل، مما يستوجب تبني سياسات تسعير مرنة وحلول مبتكرة.
-
التوافر: تضغط شدة المخاطر الحديثة على قدرة الأسواق في توفير التغطيات. وأكد التقرير أهمية دور “إعادة التأمين”، وسندات الكوارث، والشراكات بين القطاعين العام والخاص لضمان استمرارية التغطية في المناطق الأكثر عرضة للخطر.
توصيات التقرير
أكد الاتحاد العالمي (GFIA) أن سد فجوات الحماية يتطلب تعاونًا وثيقًا بين شركات التأمين والحكومات والجهات التنظيمية عبر:
-
توسيع قنوات النفاذ ودعم التحول الرقمي الشامل.
-
تحسين القدرة الشرائية للعملاء من خلال سياسات ضريبية محفزة وتسعير عادل قائم على تقييم دقيق للمخاطر.
-
دعم الشراكات الاستراتيجية لضمان توافر التغطيات في المناطق عالية المخاطر.
رؤية الاتحاد المصري للتأمين
في ذات السياق، أيد الاتحاد المصري للتأمين ما جاء في التقرير العالمي، مؤكدًا عمله الدؤوب على تفعيل هذه الركائز محليًا. وتجلى ذلك في إطلاق الحملة القومية للتوعية تحت شعار «أمّن الأول… مش هتبدأ من الأول»، إلى جانب توقيع بروتوكولات تعاون مع البريد المصري لتوسيع نقاط الوصول، ودعم مبادرات الشمول التأميني والتأمين الصحي الشامل، ترسيخًا لمفهوم «التأمين للجميع» ودعماً للاستقرار المالي الوطني.



