“نظرية الميتاكوندريا” كتاب لـ رضا الكرداوي يؤسس لنظرية جديدة للتنمية المستدامة

كتب: محمد الجداوي
صدر مؤخراً كتاب (فك شفرة الفقر، نظرية ميتاكوندريا) للكاتبة رضا الكرداوي ضمن سلسلة إصدارتها عن نظريات التنمية المستدامة.
وتقول الكرداوي إنها تضع في هذا الكتاب نظرية جديدة للتنمية المستدامة يمكن أن تساهم في حل مشكلة الفقر في العديد من دول العالم وخاصة أننا الآن نعيش في عالم يواجه تحديات غير مسبوقة، من أزمات اقتصادية وبيئية متداخلة، لذلك يبرز كتاب نظرية ميتاكوندريا “نحو اقتصاد حيوي مستدام واستثمار شامل للموارد” ليقدم رؤية ثورية لمواجهة هذه الأزمات.
وتضيف الكرداوي أن هذا الإصدار لا يكتفي بنقد النظريات الاقتصادية التقليدية، بل يقدم إطارًا فكريًا جديدًا وخارطة اقتصادية جديدة يعرف باسم نظرية ميتاكوندريا “نظرية رأس المال الطاقي الحيوي” (BEC)، التي تعيد تعريف القيمة والموارد وتوجهنا نحو مستقبل أكثر استدامة.
فكرة الكتاب
تستوحي النظرية فكرتها من أبسط مكونات الحياة: الميتوكوندريا، التي تعمل كـ”محطة طاقة” للخلية. على غرار دورها في تحويل الطاقة الغذائية إلى طاقة حيوية، ترى النظرية أن كل طاقة حركية وكامنة، سواء كانت بشرية أو حيوانية، يمكن تحويلها إلى قيمة اقتصادية. هذا المفهوم يفتح الباب أمام الاستفادة من الطاقات المهدرة وتحويلها إلى ثروة، فبدلًا من أن تكون الأنشطة البشرية مجرد استهلاك، يمكنها أن تصبح مصدرًا للإنتاج.
وتري الكرداوي أنه يمكن اعتبار مقياس ميتاكوندريا أحد مقاييس تقدم المجتمعات من ناحية مقياس مدي استغلالها من كافة الطاقات والموارد الموجودة بها حتي طاقة الإنسان والحيوان الكامنة إلي أن نصل الي استغلال الضوضاء وتحويلها إلي طاقة يمكن الاستفادة منها.
محاور الإصدار
يعتمد الكتاب على مجموعة من المحاور المترابطة التي تشكل أساس هذه النظرية:
من النفايات إلى موارد، حيث يطرح الكتاب مفهومًا مبتكرًا لتحويل النفايات إلى “ذهب” من خلال نظرية الاستغلال الكامل (TWLEH). هذه النظرية تدعو إلى إعادة تدوير كافة المخلفات الزراعية والصناعية والمنزلية، وتحويلها إلى طاقة أو أسمدة أو مواد خام جديدة، مما يقلل من التلوث ويخلق فرصًا اقتصادية في إطار الاقتصاد الدائري المستدام.
وايضا تهدف النظرية الي تسخير التقنيات الحديثة،حيث يركز الكتاب على دور التكنولوجيا، مثل التقنية الكهرضغطية (Piezoelectric Technology) التي تحول الطاقة الحركية للقطارات والمركبات إلى كهرباء. كما يسلط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة لتحسين كفاءة استخدام الطاقة وإدارة الموارد بشكل أكثر ذكاءً.
وأيضا استثمار الطاقات البشرية،فلا تقتصر الرؤية على الموارد المادية فقط، بل تمتد لتشمل الطاقات البشرية المهملة. يؤكد الكتاب على ضرورة استغلال قدرات الأفراد في سياق التنمية المستدامة، ويسلط الضوء بشكل خاص على أهمية دمج الأفراد ذوي الإعاقة في عملية الإنتاج، مما يعزز العدالة الاجتماعية.
خارطة طريق عملية لبناء مدن ذكية مستدامة
إن هذا الكتاب لا يقدم مجرد نظريات أكاديمية، بل يطرح خارطة طريق عملية لبناء مدن ذكية مستدامة، حيث تتكامل فيها الموارد المادية والبشرية والتكنولوجية لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والاستدامة. إنه دعوة جريئة لإعادة التفكير في كيفية بناء مستقبلنا، وتحويل التحديات إلى فرص، والهدر إلى قيمة، والإنسان من مستهلك إلى منتج فاعل في منظومة اقتصادية متكاملة.
شكر وامتنان
فيما عبرت الدكتورة رضا الكرداوي عن خالص شكرها وامتنانها لك لمن دعمها عبر فيديو منشور على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
رابط الفيديو: