د. أشرف عبدالعزيز يكتب: السلوكيات الفردية وتأثيرها البيئي: خطوات صغيرة لأثر كبير

في عالم يواجه تحديات بيئية متزايدة مثل تغير المناخ وتلوث الهواء والغذاء ونضوب الموارد الطبيعية، وندرة المياه.

قد يغيب عن أذهاننا وأذهان الكثيرين الدور المحوري الذي يلعبه الفرد في هذا المشهد البيئي العبثي الذي يلف معظم شعوب ودول العالم وبخاصة دول العالم الثالث فالسلوك الفردي يعكس ثقافة مجتمعية تؤثر في السياسات العامة من خلال الضغط المجتمعي على الحكومات.

فالحديث عن السياسات الحكومية والمبادرات الدولية أمرًا مهمًا بالتأكيد ولكن السلوكيات الفردية للمجتمعات أمرا أهم.

ولطالما تحدثنا مطولا وكثيرا في لقاءات ومؤتمرات وندوات عن السلوكيات الخاطئة للأفراد وطرق معالجتها ودور المنظمات المجتمعية في تعديل سلوكيات الأفراد حتى أنني أفردت لها بحثا مطولا في عام ٢٠١١ تحت عنوان: “الواقع البيئي للوطن العربي بين المتغيرات المناخية وسلوكيات المواطن.

فكل سلوك نتخذه في حياتنا اليومية مثل استخدام المياه وطريقتنا في استهلاك الطاقة وطريقة الكثيرين في التخلص من النفايات سواء منزلية او غيرها له أثر بيئي سلبي مباشر.

وهنا يجب أن نوضح أن السلوكيات الفردية المستدامة ليست فقط واجبا أخلاقيا بل وسيلة فعالة لتحقيق تغيير حقيقي ومستدام تنمو معه المجتمعات والشعوب.

فلا يمكن الحديث عن حماية البيئة دون الاعتراف بقوة الفعل الفردي.

فالسلوكيات الفردية التي قد تبدو بسيطة مثل إغلاق صنبور المياه والحرص على سلامته أو استخدام كيس قماشي بدلاً من كيس بلاستيك أو إلقاء القمامة في الأماكن المخصصة لها او التخلص من النفايات بالطرق الآمنة بدلا من إلقاءها في الترع والمصارف …

هي في الواقع سلوكيات بيئية فردية لها تأثيرات في حالة مخالفتها او الإهتمام بها قد تكون تأثيرات مدمرة.

فالطريق إلى عالم مستدام يبدأ من كل واحد منا ومع كل خطوة نخطوها بوعي نقترب أكثر من تحقيق التوازن بين الإنسان والبيئة.

 

 دكتور أشرف عبد العزيز

الأمين العام للإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة – عضو المكتب التنفيذي ورئيس لجنة التنسيق والتعاون بملتقي الإتحادات العربية النوعية بجامعة الدول العربية وعضو لجنة الطالب الوافد بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى