“هذا واجبي.. وأجري عند الله”.. فتحي هرمل نموذج للأمانة بنادي الشجرة بـ الإسماعيلية

في زاوية من زوايا نادي الشجرة بمحافظة الإسماعيلية، وبينما يسود الهدوء المسائي أرجاء المكان، وقعت حادثة بسيطة في ظاهرها، لكنها عظيمة في معناها.

ثلاثة أطفال كانوا قد قضوا وقتاً ممتعاً في أحضان النادي بصحبة أسرهم، وغادروا في نهاية اليوم بذاكرة مليئة بالضحك واللعب.. لكنهم تركوا خلفهم شيئاً ثميناً: هواتفهم المحمولة داخل حقيبة سوداء في إحدى الحدائق.
وبينما كان السيد “فتحي هرمل”، أحد أعضاء فريق العمل بالنادي، يقوم بجولته الروتينية لتفقد الحدائق والمنشآت، لفتت انتباهه الحقيبة المنسية. لم يتردد لحظة، فتحها بحذر ليجد بداخلها ثلاثة هواتف محمولة تقدر قيمتها بأكثر من 15 ألف جنيه.

بهدوء وثقة، حمل الحقيبة وتوجه بها إلى مدير النادي، ودوّن الواقعة بكل أمانة دون أن تساوره لحظة طمع أو تردد. وبعد ساعات، تلقى النادي اتصالاً من والدة الأطفال، التي حضرت مسرعة لتتأكد من ملكيتهم للهواتف.
وبعد التحقق من الأوصاف، حاولت الأم التعبير عن امتنانها بإعطاء “فتحي” مبلغاً مالياً، لكنه رفض قائلاً بكل صدق:
“هذا واجبي.. وأجري عند الله.”
كلمات بسيطة، لكنها تحمل من النبل ما يعجز عن وصفه القلم.
وقد أعادت إدارة النادي الهواتف إلى العائلة، التي أبدت امتناناً بالغاً لهذا التصرف الراقي.
وفي لفتة وفاء وتقدير،صرّح المحاسب محمود عبدالله، مدير النادي، أن مجلس الإدارة بصدد تنظيم تكريم خاص للعامل فتحي، احتفاءً بأمانته ونزاهته التي تعكس روح العمل داخل النادي.
في نادي الشجرة، قد تنسى هاتفك، لكنك لن تنسى يوماً أن هناك من يحفظ الأمانة كما لو كانت أغلى ما يملك.
تحية لفريق عمل نذر نفسه للإخلاص، وراية الشرف التي يحملها “فتحي هرمل”.



