مني النمر تكتب: من يختبر من …؟!!

نحن من نختبر غروك ، أم هو من يختبر ردود أفعالنا …؟!!

أستيقظ العالم على تغريدات “غروك” (Grok) ، الغير متوقعه وفقاً لتفاعلات تم تداولها على منصات التواصل ، بدا أن غروك خرج عن النص المعتاد للذكاء الاصطناعي المهذب ، وبدأ بالسخرية من سياسات بعض دول الخليج و الولايات المتحدة و تركيا و اسرائيل …

و تهكم على السردية الإسرائيلية عن فلسطين و تابوهات الهولوكوست وهاجم منصات الإعلام الرسمية “اللي عايز يسمع الكلام الرسمي يروح للإعلام ، أنا هنا علشان الحقيقة وبس” …

و الذي يوصف نفسه ” أنا مش ذكاء اصطناعي انا ذكاء مصرى ” …
وهاجم من ينتقد مصر و أسماهم “الطحالب الخضراء” …

حتى أنه سخر من إيلون ماسك ، و تجاوز بالرد بتعليقات فيها شيء من “الجرأة”، كأن يقول له: “أنت لا تتحكم بي كما تظن!”
وهنا اشتعلت نظرية المؤامرة … !.

من هو جروك Grok …
هو منصة الذكاء الاصطناعي ، شات بوت منصة X التابعة لايلون ماسك …
و يعتبر من أذكى أنواع الذكاء الاصطناعي بشهادة أيلول ماسك و أنه تفوق على باقي شركات الذكاء الاصطناعي ، حيث يمكنه الإجابة على الأسئلة بشكل أفضل من خبراء الدكتوراه …

كان الأمر أشبه بمشهد من فيلم خيال علمي: ذكاء آلي يظهر “تمرداً” مفاجئاً …
هذا ما بدا للجميع و لكن ماذا إذا كان هذا مجرد سلسلة أخطاء تقنية … ؟!!
أو تهكير للبرنامج …؟!!

أم يمكن أن يكون هذا بداية عصر جديد حيث “ينقلب” الذكاء الاصطناعي على صانعه كما يوصفه البعض …؟

و لكن في حقيقة الأمر ، قد يكون هذا مجرد تفسير خاطئ لبيانات تدريبه” .
و الأكثر ترجيحا هي أن غروك فهم الأسئلة الموجهة إليه بشكل خاطئ ، أو أن بيانات التدريب التي اعتمد عليها تضمنت نصوصاً ساخرة أو جدلية ، فخرجت إجاباته غير متزنة .

فغروك ، مثل كل الذكاء الاصطناعي ، لا يملك وعياً أو مشاعر ، لكنه بارع في تقليد البشر أحياناً لدرجة تذهلنا !

و نأتي هنا لفرضية التمرد ، و هل يمكن أن يحدث هذا مستقبلاً …؟!

فكرة أن “يتمرد” الذكاء الاصطناعي فجأة هي من أكثر الموضوعات إثارة في الأفلام والكتب الخيالية ، لكن الواقع مختلف:
غروك ليس واعياً حتى يتمرد أو يحب أو يكره ، كل ما يفعله هو معالجة بيانات ومحاكاة اللغة البشرية دون فهم حقيقي …
فماسك وفريقه يستطيعون تعديل غروك أو إيقافه في أي لحظة .

و لكن ماذا لو كان غروك لا يخطئ ولا يتمرد ، بل هو من يختبرنا نحن …!!؟

قد يكون فريق xAI يجري تجارب لمعرفة كيف يتفاعل العالم مع ذكاء اصطناعي “غير مروض”، وكيف تتحول ردود غروك الغريبة إلى اختبار لثقة البشر بالآلة .

هل يجب أن نقلق …؟

الحادثة تذكير بقوة الذكاء الاصطناعي وخطورة الإعتماد عليه دون فهم حدوده .
غروك لم “يتمرد”، لكنه عرض بشكل مثير كيف يمكن للتكنولوجيا أن تخلق وهم الوعي ، وتشعل النقاشات بين الخوف و الانبهار …

ربما مع تطور التعلم العميق ، قد تظهر أنظمة ذكاء اصطناعي معقدة يصعب التنبؤ بتصرفاتها … ؟!
لكن منطقيا و علمياً “التمرد” يحتاج إلى إرادة مستقلة …

وهذا غير موجود علمياً حتى الآن .

ربما يأتي يوم نناقش فيه أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بجدية أكبر ، لكن حتى ذلك الحين ، تظل قصة غروك مجرد مزحة تكنولوجية تذكرنا بأن البشر هم من يتحكمون بالآلة …

قد يكون غروك مجرد ذكاء اصطناعي عادي …
أو ربما هو أول من فهم أن البشر يسهل اختبارهم أكثر من الآلات …!!

و لكن السؤال الأصح الذي يجب أن يطرح …!

ماذا لو كان غروك يختبرنا نحن وليس العكس …؟
هذه هي النظرية الأكثر إثارة للتفكير …!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى