علاء سليم يكتب: ما يحدث في لوس أنجلوس… أزمة أخلاق قبل أن تكون أزمة قانون يا ترامب

ما تشهده مدينة لوس أنجلوس من اضطرابات وتوترات اجتماعية لا يمكن اختزاله في إطار قانوني أو أمني فحسب، بل هو انعكاس مباشر لأزمة أخلاقية عميقة تضرب جذور المجتمع الأمريكي. هذه الأزمة هي نتيجة لسلوكيات سياسية متغطرسة ومواقف عنصرية اتخذها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجاه فئة من أكثر الفئات إخلاصًا لهذا البلد: المهاجرين.
لقد أصبح هؤلاء المهاجرون – بحكم سنوات الإقامة والعمل والانخراط في الحياة العامة – مواطنين حقيقيين في هذه البلاد، يساهمون في اقتصادها، ويحترمون قوانينها، ويؤمنون بقيمها. لكنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة سياسة إقصاء ممنهجة، استهدفت إنسانيتهم قبل أن تستهدف وجودهم القانوني.
ترامب، الذي خرج على العالم متباهيًا بسلطته ومتجبرًا في قراراته، تصرف وكأنه “ربكم الأعلى”، حتى تحوّل إلى فرعون العصر الحديث. استولى على مقدرات الضعفاء، ونهب ثروات المسلمين، مستغلًا صمت من يفترض بهم الدفاع عن حقوق شعوبهم، إما خضوعًا أو تواطؤًا.
ما يحدث اليوم في المدن الأمريكية لا ينفصل عن مشاهد الإبادة والدمار التي نراها يوميًا في غزة، حيث يُقتل الأطفال وتُباد الأسر تحت أنظار عالم يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، لكنه يصمت – أو يبرر – عندما يكون الضحية عربيًا أو مسلمًا.
إن المشروع المزعوم المسمى بـ”الدين الإبراهيمي” لا يمكن أن يكون غطاءً لفرض التطبيع أو تبرير القتل وسلب الحقوق. فالأديان جميعها جاءت لترسيخ مبادئ الرحمة والعدل والسلام، لا لتكون أداة في أيدي الساسة لفرض رؤاهم بالقوة والخداع.
العالم اليوم بحاجة إلى ثورة أخلاقية حقيقية، تُعيد الاعتبار لقيم الإنسانية، وتنهي هيمنة القوة على حساب الحق. أما أمريكا، فهي الآن تجني نتائج سياسات الإقصاء والتجبر، وتدفع ثمن انحراف بوصلتها الأخلاقية.
إن ما نراه اليوم ليس أزمة قانون… بل أزمة ضمير وأزمة أخلاق!