د / مصطفى كمال بدوي يكتب : متلازمة موبيوس: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج (Moebius Syndrome)

أولا :ما هي متلازمة موبيوس ؟
متلازمة موبيوس (Moebius Syndrome)* هي اضطراب عصبي نادر يؤثر على الأعصاب القحفية، وخاصة العصب السادس (العصب المُبعد) والعصب السابع (العصب الوجهي)، مما يؤدي إلى شلل في عضلات الوجه وصعوبة في تحريك العينين من جانب إلى آخر. غالبًا ما يُشخَّص هذا الاضطراب عند الولادة، وقد يؤثر على تطور النطق، والتعبير الوجهي، والتفاعل الاجتماعي.
ثانيا : أسباب متلازمة موبيوس:
لم يتم تحديد سبب دقيق لهذه المتلازمة، ولكن يُعتقد أنها ناتجة عن اضطراب في تدفق الدم إلى جذع الدماغ أثناء نمو الجنين، مما يؤدي إلى تلف الأعصاب القحفية. من العوامل المحتملة:
1- عوامل وراثية: في بعض الحالات النادرة، قد يكون هناك استعداد وراثي للإصابة بالمتلازمة.
2- عوامل بيئية: بعض الأبحاث تربط بين تعرض الأم لمواد سامة أو تناول أدوية معينة أثناء الحمل وزيادة خطر الإصابة بالمتلازمة.
3- نقص التروية الدموية خلال الحمل: قد يؤدي نقص الأكسجين إلى تلف الأعصاب القحفية المسؤولة عن الحركة الوجهية والعينية.
ثالثا : أعراض متلازمة موبيوس
تختلف الأعراض في شدتها من شخص لآخر، وتشمل:
- 1. شلل الوجه الثنائي: يواجه الطفل صعوبة في الابتسام، العبوس، أو إغلاق العينين بالكامل.
- صعوبة في الرضاعة والتغذية: بسبب ضعف التحكم في عضلات الفم.
- مشاكل في حركة العين: عدم القدرة على تحريك العينين أفقيًا، مما قد يؤدي إلى مشاكل في تتبع الأجسام المتحركة.
- اضطرابات النطق: صعوبة في نطق بعض الأصوات بسبب ضعف العضلات الفموية.
- تشوهات في الأطراف: في بعض الحالات، قد يعاني الطفل من تشوهات في اليدين أو القدمين، مثل التصاق الأصابع أو قصر أحد الأطراف.
- تأخر في النمو الحركي: قد يتأخر الأطفال المصابون في الزحف أو المشي بسبب ضعف التنسيق العضلي.
رابعا :تشخيص متلازمة موبيوس:
يتم تشخيص المرض من خلال:
1- الفحص السريري: حيث يلاحظ الطبيب غياب تعابير الوجه وصعوبة حركة العين.
2- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT scan): قد تُستخدم لاستبعاد أي حالات أخرى تؤثر على الأعصاب القحفية.
3- اختبارات الأعصاب والعضلات: للتأكد من سلامة الأعصاب الأخرى.
خامسا : طرق العلاج والتأهيل:
لا يوجد علاج شافٍ لمتلازمة موبيوس، لكن هناك مجموعة من العلاجات التي تساعد في تحسين جودة الحياة:
- العلاج الطبيعي والوظيفي: يساعد على تحسين التنسيق الحركي وتعزيز المهارات العضلية.
- العلاج النطقي: يساعد الأطفال على تحسين القدرة على النطق والتواصل.
- الجراحة التجميلية: مثل (جراحة نقل العضلات) التي يمكن أن تحسن القدرة على الابتسام والتعبير الوجهي.
- الأجهزة المساعدة: مثل تقويمات الفم والأسنان لتحسين النطق والقدرة على تناول الطعام.
- الدعم النفسي والاجتماعي: لمساعدة الأطفال على التكيف مع تحديات التفاعل الاجتماعي.