بشري الإرياني تكتب : الدبلوماسية المصرية.. قوة لا تُضاهى في موازين السياسة

كتب / محمد الجهني
في زمن تبدلت فيه المواقف، وتلاشت فيه المبادئ أمام المصالح، بقيت مصر القلعة الحصينة، والموقف الثابت، والصوت الجهوري الذي لا ينكسر ولا يخضع.
لم تكن يومًا على هامش الأحداث، ولم تسمح أبدًا بأن تُفرض على الأمة خيارات لا تليق بكرامتها وسيادتها دبلوماسيتها ليست مجرد تحركات ديبلوماسية ، بل هي سلاحٌ استراتيجي، وموقفٌ لا يقبل المساومة، ورسالة واضحة للعالم بأسره: أن هناك دولة في قلب العروبة، لم ولن تتراجع عن مسؤولياتها التاريخية.
منذ عقود، كانت مصر ميزان العدل، وحائط الصد الذي لا يسمح بتمرير الباطل، لا تجامل ولا تساوم عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعوب، ولا تتردد في اتخاذ المواقف التي تحفظ كرامة الأمة وتصون سيادتها.
فهي لا تتحرك بردود الأفعال بل بخطة استراتيجية متكاملة، تستند إلى حكمة الدولة العريقة، وإرادة التاريخ، وثقلها الذي لا يضاهيه أحد.
مصر لا تحتاج إلى تقديم أوراق اعتمادها، فالتاريخ شاهدٌ على مواقفها، وحاضرها دليلٌ على قوتها، ومستقبلها مرسوم بإرادة من لا يعرفون الهزيمة، هي التي تحفظ التوازن حين يختل، وتعيد ضبط البوصلة حين تضيع الاتجاهات،
لم تتخلَّ عن دورها لحظة، ولم تنحنِ تحت أي ظرف، لأنها تدرك أن الأمم العظيمة لا تُقاد، بل تقود.
عندما تتحدث مصر، ينصت الجميع، وعندما تتحرك، يُعاد رسم موازين القوى، لأنها لا تدخل معركةً إلا وهي تدرك تفاصيلها، ولا تخوض نزاعًا إلا ولها اليد العليا فيه، ولا تضع يدها في قضية إلا وترسم لها طريق الحل بكل حنكة وذكاء.
إنها الدولة التي تُحسب لها الحسابات في كل موقف، فلا يُتخذ قرار إقليمي أو دولي إلا وموقفها في صلبه، ليست مجرد طرف، بل هي الفاعل الرئيسي، وصانع القرار، والمحرك الذي لا يمكن تجاوزه.
مصر لا تعرف الحياد في معارك المصير، ولا تجلس على مقاعد الانتظار عندما تكون المبادئ على المحك ، موقفها واضح كالشمس، لا يخضع للمساومة، ولا يتبدل مع تغير المصالح، ولا يتلون وفق الظروف لأنها دولة تقود، لا تُقاد.. تضع القواعد، لا تلتزم بما يفرضه الآخرون.
لم تكن يومًا من الباحثين عن دور، لأن دورها راسخ في عمق التاريخ، مكتوبٌ بدماء الأبطال، ومرسومٌ بقرارات السيادة، وممهورٌ بتضحيات أجيالٍ رفضت أن تكون مصر إلا في الصدارة، أينما كانت القضية كانت مصر وأينما احتاجت الأمة إلى من يحميها، وجدت مصر في طليعة الصفوف.
عندما يتحدث التاريخ عن الحصون التي لم تُهزم، سيجد مصر على رأس القائمة، وعندما يبحث عن الدول التي لم تغير مواقفها رغم العواصف، سيجد مصر في المقدمة، وعندما تُذكر القوة والعزة والكرامة، سيكون اسمها حاضرًا، لأن مصر لم تكن يومًا دولة عادية، بل هي التاريخ نفسه، والقدر الذي لا يمكن تغييره، والإرادة التي لا تهزمها المحن، ولا تكسرها التحديات.
هذه هي مصر.. منارة العروبة، قلعة الكرامة، وحصن الحقوق.