شريف الريس يكتب: شمس أبي لن تغيب

إن الحزن الذي خلفه غياب والدي يشكل حضوراً ثابتاً وثقيلاً. فهو يخترق كل ركن من أركان حياتي، ويتناقض بشكل صارخ مع الضحك الصاخب الذي كان يملأ منزلنا ذات يوم. إن الحزن في أبسط صوره هو مشهد من الرمال المتحركة، حيث تطفو الذكريات على السطح مثل القمم الوعرة ويمتد الحاضر، كأرض فارغة غير مألوفة.

كان والدي صانعاً للبهجة، رجلاً بنى عالمه بلطف وقوة لا تتزعزع. كان يتمتع بحكمة هادئة، ويد لطيفة أرشدتني عبر مياه الحياة المضطربة. لقد علمني قيمة العمل الجاد، وأهمية التعاطف، والمتعة البسيطة التي تنجم عن قصة جيدة السرد. والآن، تتردد أصداء هذه القصص في ذهني، كل منها تذكير مرير بحضوره الدائم.

إن عملية الحزن ليست مساراً خطياً. ففي بعض الأيام، أجد العزاء في الذكريات، وأستعيد ابتسامته الدافئة وإيقاع صوته المريح. في أيام أخرى، يكون الألم عبارة عن ألم جسدي، وثقل خانق يجعل حتى أبسط المهام تبدو وكأنها لا يمكن التغلب عليها. يبدو العالم مكتومًا، والألوان أقل حيوية، وكأن جزءًا حيويًا من وجودي قد ضاع بلا رجعة.

ومع ذلك، وسط الحزن، أجد ومضات من إرثه. لقد غرس فيّ القدرة على الصمود التي أعتمد عليها الآن، والقوة التي تسمح لي بالتنقل في هذه المنطقة المجهولة. أحمل حبه معي، وهو تذكير دائم بأنه على الرغم من رحيله، إلا أن روحه لا تزال منسوجة في نسيج شخصيتي. وفي هذا، أجد قدرًا من السلام، وفهمًا هادئًا بأن الحب يتجاوز حتى حتمية الموت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى