مني النمر تكتب: ” مرحباً رمضان” …

مع بدأ أول ليلة من رمضان ، ينتابنا شعور خاص لا يشبه أي شعور آخر … هو ذاك الإحساس بالطمأنينة والفرح الذي يملأ القلوب استعدادا لشهر الرحمة والمغفرة …

الأجواء تختلف ، حتى الهواء يبدو وكأنه يحمل رائحة الذكر والقرآن ، الجميع يشعر بالبهجة ، خاصة عندما تصادف هذه الليلة يوم الجمعة ، فتتضاعف البركة ويزداد الدعاء ، كأن كل شيء في الكون يهدأ ، يمتلأ نورا و صفاء …
هى لحظات تسبق بداية الشهر الكريم ، نترقب فيها صلاة التراويح الأولى ، و صوت الإمام وهو يتلو آيات القرآن ، و دعوات تخرج من القلب طامعة في القبول …

و ما ان يؤذن لصلاة المغرب من تلك الليلة ، حتى ندرك أننا بدأنا أولى لحظات الشهر الفضيل …
و برغم بساطة اللحظة ، إلا أن وقعها في القلب عظيم ، و لما لا و هي أول سجدة في رمضان ، أول دعاء يرفع إلى السماء ، وأول صفحة من القرآن تفتح …

و لنتذكر رمضان ليس مجرد أيام نصومها ، ولا عبادات نؤديها كواجب و فرض ، بل هو رحلة نعيشها بروح مختلفة ، رحلة يبدأها القلب قبل أن يبدأها الجسد …
فندخل الشهر الكريم بقلب نقي ، متصالحين مع أنفسنا ومع من حولنا …

فلنبدأ منذ الليلة الأولى و لا ننتظر حتى منتصف الشهر لنتعود على القيام والذكر ؛ بتخصيص أوقات محددة للعبادة ، حتى لا يضيع الشهر في انشغالات الحياة اليومية …

و لنحرص أن نبدأ رمضان بروح نقية ، و نية صادقة ورغبة حقيقية في أن يكون هذا الشهر محطة تغيير حقيقية …
إنه ليس شهرا لحرمان الجسد ، بل هو شهر لإشباع الروح ، شهر تعود فيه إلى ذاتك ، فتشعر بأن قلبك صار أخف ، وروحك أكثر نقاءً ، وكأنك عدت إلى فطرتك الأولى ، عدت إلى الرحمة ، إلى نور يملأ القلوب …

كل عام وأرواحنا أكثر صفاءً ، وقلوبنا أكثر قربا …
و رمضاننا هذا أجمل من كل رمضان مضى …
مرحباً رمضان …