دار نشر مصرية تتهم دار عربية بسرقة حقوق الملكية الفكرية لرواية أديب تركي وتدعو لإعلاء قيمة الملكية الفكرية عربيًا

كتب / محمد الجداوي
في بيان موجز لها على موقعها وصفحاتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلنت دار جسور للنشر والتوزيع أنها الوحيدة صاحبة الحقوق القانونية للترجمة العربية لرواية “اعتراف” للأديب التركى اسكندر بالا، وذلك بعد واقعة ضبط دار نشر عربية مشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب تعرض طبعة للرواية بالمخالفة لحقوق الملكية الفكرية.
وشددت الدار في بيانها على أن أى ترجمة أو طبعة أخرى لهذه الرواية هى طبعات غير قانونية وتدرج ضمن انتهاك لحقوق الملكية الفكرية.
ولفتت جسور في بيانها إلى أن “إحدى دور النشر العربية قامت بنشر طبعة من الرواية بترجمة غير قانونية وبدون أي سند قانوني وقد بدأنا فى اتخاذ كافة الاجراءات القانونية حيال هذه الواقعة”.
وقال وائل عبدالقادر مؤسس وصاحب جسور للنشر والتوزيع إنه فوجئ بطرح دار النشر العربية-المُعتدية على حقوق الرواية دون سند قانوني- لطبعة من رواية اعتراف التي من المفترض أنه تم طرحها من قبل جسور خلال المعرض، مشيرًا إلى أنهم حصلوا على حقوق الترجمة في ٢٠٢٤ عبر وكالة كلم التركية الممثل القانوني للأديب التركي اسكندر بالا.
وأكد عبدالقادر أنه وبمجرد الاطلاع على الأمر طرح الرواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي يعد من أهم المعارض العربية وأكثرها تقديرًا واهتماما بحقوق الملكية الفكرية، فقد تم إبلاغ اتحاد الناشرين العرب والمصريين، واللذان بدورهما اتخذا الإجراءات اللازمة حيال الواقعة.
وأوضح عبدالقادر أن رواية بالا موضوع الواقعة هي ثالث عمل روائي للأديب تقدمه جسور لقراء العربية في مصر والعالم العربي حيث سبق أن قدمت الدار روايتين بعنوان قارون وإبراهيم كما أن هناك رواية رابعة من المقرر طرح ترجمتها الصيف القادم.
وشدد وائل عبدالقادر على ضرورة احترام قوانين الملكية الفكرية، لافتا إلى أن القانون المصري وقوانين عربية عدة تعلي قيمة الملكية الفكرية إلا أنه ورغم ذلك لا نزال بين آن وآخر نواجه انتهاكات الحقوق بشكل يؤكد ضرورة رفع الوعي الفكري في مساق الملكية الفكرية بين المعنيين في ساحة النشر العربي متعجبًا أن تجد ناشر يجهل أبسط القواعد القانونية الخاصة بحقوق الملكية الفكرية.. داعيا إلى ضرورة العمل المكثف لنشر الوعي القانوني الخاص بحقوق الملكية الفكرية لاسيما أن هناك مشاريع مهمة في هذا السياق وخاصة أن الدول العربية رفعت العام الماضي شعار “الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة: بناء مستقبلنا المشترك بالابتكار والابداع” والذي جاء بهدف تعزيز استخدام نظام الملكية الفكرية لتحقيق مستقبل مستدام في جميع أرجاء العالم، وكذلك إيجاد سُبل لمواجهة التحديات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي هي مطلب أممي.
عن الرواية:
رواية “اعتراف” للأديب التركي إسكندر بالا هي عمل أدبي مميز يغوص في أعماق النفس البشرية، حيث يسرد البطل قصته بلغة عاطفية غنية بالتأملات الفلسفية والصوفية. تدور الرواية حول شخصية تعيش صراعًا داخليًا مع الماضي والحاضر، حيث يجد البطل نفسه محاصرًا بأسئلة وجودية عميقة تدفعه للبحث عن هويته الحقيقية ومعنى حياته.
تبدأ الرواية باعتراف البطل بأخطائه وقراراته التي شكّلت مسار حياته، من حب وتضحية وألم وخيانة. يتنقل بين ذكرياته ليعيد استكشاف العلاقات التي عاشها والأحداث التي أثرت فيه بشكل كبير، محاولًا فهم نفسه والآخرين. الحب في الرواية يأخذ مكانة خاصة، فهو القوة التي تبني وتهدم، تعلم وتؤلم، لكنه في النهاية يشكّل النور الذي يساعد البطل على التصالح مع ذاته.
مع تقدم القصة، يجد البطل نفسه مدفوعًا إلى رحلة روحية عميقة، يبحث فيها عن القرب من الله وعن السلام الداخلي الذي افتقده. الاعتراف هنا ليس فقط بأخطائه تجاه الآخرين، بل تجاه نفسه أيضًا. من خلال هذه الرحلة، يقدم إسكندر بالا رؤية صوفية حول التوبة والإيمان وأثرهما في تطهير الروح وتحريرها من قيود الماضي.
أسلوب الرواية يمزج بين السرد الروائي الغني بالصور البلاغية والمشاهد الرمزية المستوحاة من الأدب الصوفي. تمكن إسكندر بالا من خلق عمل يجذب القارئ إلى عالم البطل الداخلي، حيث يعيش معه الصراعات والآلام واللحظات النادرة من الفرح والسلام. في النهاية، تصل الرواية إلى ذروتها عندما يدرك البطل أن الغفران – سواء للنفس أو للآخرين – هو المفتاح لتحرير الروح من عبء الماضي، وأن مواجهة الحقيقة هي السبيل الوحيد للوصول إلى السلام الداخلي.
عن المؤلف:
اسكندر بالا هو أديب ومفكر تركي بارز، اشتهر بكتاباته التي تمزج بين التراث الثقافي العثماني والصوفي والأسلوب السردي المعاصر. وُلد عام 1958 في مدينة أوساك بتركيا، وتخصص في دراسة الأدب التركي الكلاسيكي، مما أكسبه معرفة عميقة بالتراث الأدبي والثقافي العثماني. عمل في المجال الأكاديمي كأستاذ للأدب في عدد من الجامعات التركية، حيث ساهم في إحياء النصوص الكلاسيكية وإعادة تقديمها للأجيال الحديثة بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
يعتبر إسكندر بالا اليوم واحدًا من أعمدة الأدب التركي الحديث، وإسهاماته تركت أثرًا لا يُمحى في المشهد الثقافي حيث يمثل جسراً بين الماضي والحاضر، حيث يربط القيم الروحية والتقاليد الثقافية العميقة بمفاهيم العصر الحديث.
عن دار جسور للنشر:
دار جسور للنشر هى دار مصرية تهتم بآداب اللغات الشرقية، قدمت العديد من الترجمات للروايات التركية والفارسية كما تهتم بنشر الدراسات الأدبية والتاريخية.