مني النمر تكتب: حرب في الخفاء

في زمن أصبحت فيه الكلمة أقوى من السيف ، باتت الحروب تشن ليس عبر الجيوش الجرارة ، بل عبر الشاشات الصغيرة التي نحملها بين أيدينا …
اليوم، نجد أنفسنا أمام عدو غير مرئي ، يتحرك بخبث عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، يزرع بذور الفتنة ، ويروج للخوف واليأس في نفوسنا ، و يسفه من كل إنجاز على أرض الواقع …
هذا العدو يتمثل في اللجان الإلكترونية التي لا تترك سبيلاً إلا و تستخدمه لتفتيت وحدة الوطن وزرع الشك بين أبنائه ، وزعزعة الإستقرار وثقة المواطن بقيادته السياسية …
{و ما كان الخراب العربي …
“الربيع العربي “
، إلا نتيجه هذه اللجان والمواقع الإلكترونية فكانت هي الشراره الأولى لخراب وهدم دول المنطقه } …
فهذه اللجان لا تعمل بشكل عشوائي ، بل هي أدوات مدروسة تستهدف الشعوب ، وفي مقدمتها الشعب المصري ، و لكنه أثبت عبر التاريخ أنه قادر على التصدي لكل المحاولات التي تهدف إلى تمزيق نسيجه الاجتماعي …
فهذه اللجان الإلكترونية ليست أشخاصاً عاديين يجلسون خلف الشاشات بل أدوات موجهة بعناية …
أحياناً تكون فرقاً مدربة ، وأحياناً برمجيات ذكية تعرف بـ”البوتات” …!!
تتولى نشر المنشورات والتعليقات المسمومة ، وهذا يؤكد على أن هذه اللجان في الغالب جزء من مخططات مخابراتية تهدف إلى هدم المجتمعات من الداخل …
فبدلاً من إرسال الجيوش والأسلحة ، أصبحوا يعتمدون على الكلمة كسلاح يضرب في صميم الوطن ، و العقيدة ، و الدين ، و الثوابت المجتمعية و الأخلاقية …
لكن …
مصر ليست دولة حديثة العهد بالمؤامرات ، و يشهد التاريخ على كم المحاولات لكسر إرادة المصريين ، لكنهم كانوا دوماً يقفون كالصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والأحلام الاستعماريه …
و دائما تعتمد مخططاتهم على التركيز على هدم الجيوش الوطنيه و إيثارة النقاط الحساسة ، استغلال الأزمات الإقتصادية والسياسية ، لبث الأكاذيب والشائعات …
ف يبدؤون بمناقشات صغيرة تبدو بريئة ، ثم يحاولون إشعال الجدل وتحويله إلى خلافات تنتهي بالتحريض على الكراهية وبث الفتنه والفرقه بين المجتمع …
لذا يجب أن تكون على دراية بأن ليس كل ما ينشر على الإنترنت حقيقياً …
فالكثير مما تقرأه ما هو إلا محاولات لاستدراجك إلى الفخ …
والدليل على ذلك تجد ان هناك عبارات وجمل محدده تنشر في أوقات معينه بنفس الصيغه …!!
مثال
“الدور على مصر” “اتبعوا طريق الحريه “
“تتحرروا من الطغاة”
و الى آخر هذه العبارات ..
نقول لهؤلاء بأنهم لا يعلمون طبيعه المصريين والجين المصري الذي ولدوا به …
ويكفي أن أشير الى مقوله بسيطه و دارجه بين المصريين تقول …
” المصري ليس له كتالوج ”
برغم بساطه هذه المقوله إلا إنها تعبير دقيق عن طبيعه المصريين …
فلا يعنينا فهمهم أو عدم فهمهم …
“لاننا حقا نحن مختلفون”
وبالرغم من كل ذلك فهم لا يملون ، عبر محاولاتهم المتكررة بزرع الفتنة بين المسلمين والأقباط …
فيحاولون بث أفكار شاذه مثل تحريم التهنئة بين الطوائف أو التشكيك في الوطنية المشتركة بين الطرفين …
و لا يدركون أن المصريين ، بمسلميهم و أقباطهم ، مثل النيل الذي يروي كل شبر في أرض مصر دون تفرقة … فالوطن لا يبنى إلا بسواعد الجميع ، وهذه الحقيقة التي لن يستطيعوا محوها مهما حاولوا …
“فكيف يمكن أن يهزموا أو يغيروا من إرادة شعب في رباط إلى يوم الدين …؟”
مصر لم تكن أبدا بلد الأقليات بل بلد المواطنه ، فالجميع مصريون في وطن واحد …
نأتي للنقطه الأهم في هذا المقال ، كيفية التصدي لهذه المخططات الخبيثه …
أول خطوة الوعي …!
و إدراك المخطط والهدف الحقيقي منه …
الخطوه التي تليها التبليغ …
إذا وجدت حساباً مشبوهاً ينشر شائعات أو يثير الفتنة ، استخدم خاصية التبليغ الموجودة على منصات السوشيال ميديا والفيسبوك ، هذه الخطوة الصغيرة تمنعهم من الوصول إلى المزيد من الناس …
وهناك خطوه لا تقل أهمية عن سابقتها ، “التجاهل ” بعدم التفاعل بأي شكل من الأشكال حتى لو كان بالنفي ، فأحد أقوى أسلحتهم هو التفاعل ، كل تعليق أو مشاركة تزيد من انتشارهم ، فإذا شعرت أن المحتوى مشبوه ، فقط تجاهله تماماً …
تحقق من المصدر قبل أن تصدق أي ما ينشر ، فهذه النوعيه من الأخبار المجهولة أو غير الموثوقة غالباً ما تكون جزءاً من هذه الحملات …
و لا يمكن إغفال
دور المؤسسات الحكوميه والإعلامية في مكافحة هذه الظاهرة
و عدم ترك المواطن منفرداً فريسه لهذه الشائعات و اللجان …
و ذلك بالقيام بدورها في توعية المواطنين وتعريفهم بأساليب هذه اللجان ، وسرعه الرد وتوضيح جميع الحقائق ، عبر تصحيح هذه الشائعات والأخبار المفبركه ، لتعزيز الثقة بين الشعب ومؤسساته ، وغلق أي فجوة يمكن أن يستغلها أعداء الوطن …
في النهايه …
اللجان الإلكترونية ليست سوى إختبار صغير في رحلة وطن عمره آلاف السنين … وكما تخطى المصريون ما هو أعظم و أكبر من ذلك ، سيتخطون هذا أيضاً …
فلا تسمحوا لأحد أن يزرع الشك في قلوبكم ، حافظوا على وحدتكم ، وكونوا واعين بما يحاك ضدكم …
وكما قال السيسي
” انتبهوا لكل كلمة… فهدفهم إسقاط الدولة المصرية “…
“واستراتيجيتهم … إذا سقطت مصر سادت الفوضي في العالم كله” …
لن تسقط بلد ثالوثها الأبدي
” الأرض ، الشعب ، الجيش”
بلد يحفظها الله لن يضرها تخطيط بشر …