مني النمر تكتب: بين الواقع والخيال … هل نحن مستعدون …!!؟
في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي بوتيرة تكاد تكون غير قابلة للاستيعاب ، يتصدر اسم إيلون ماسك المشهد كرمز للابتكار و الجموح العلمي …
من السيارات الكهربائية والصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام إلى الذكاء الاصطناعي والروبوتات ..
حيث يبدو ماسك وكأنه الشخص الذي يمتلك المفتاح السحري لمستقبل البشرية …
ولكن …
هل يمكن أن يكون العلم بحد ذاته مجرد أداة توظف في لعبة سياسية أكبر …!!؟
لطالما كان ماسك محط الأنظار ، ليس فقط بسبب إنجازاته العلمية ، بل لأنه يميل دوما إلى المشروعات التي تبدو وكأنها خارجة عن حدود الممكن …
منذ تأسيس شركة تسلا وسبايس إكس وحتى مشروع نيورالينك الذي يهدف إلى ربط الدماغ البشري بالحاسوب ، أصبح ماسك رمزا لتحدي الطبيعة وقيود الواقع …
لكن ماذا لو أن هذا التقدم العلمي الهائل ليس مجرد طموح شخصي ، بل جزءا من استراتيجية سياسية أوسع نطاقا …!!؟
من هذا المنطلق يمكن أن يفترض أن ترامب رأى في ماسك ليس فقط عبقريا علميا ، بل أيضا حليفا يمكن أن يمنح الولايات المتحدة ميزة لا تضاهى على الساحة الدولية …
ألا و هي ” التحكم في حكومات العالم”
فإذا كانت العلوم تمثل اليوم القوة العظمى الجديدة ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو:
من الذي سيتحكم في هذه القوة …!!؟
إذا نظرنا إلى مشاريع ماسك مثل إطلاق آلاف الأقمار الصناعية عبر مشروع “ستارلينك”، أو تطوير الذكاء الاصطناعي الذي قد يغير طبيعة الحياة ، ندرك أن هناك أبعادا تتجاوز مجرد الربح التجاري …
“تخيل عالماً يتحكم فيه عدد قليلا من البشر “…
” في الاتصالات ، الطاقة ، والموارد العلمية” …
لتصبح الحكومات نفسها رهينة بين أيدي هذه العقول …
و ما يجعل السيناريو أكثر تعقيدا هو التساؤل عن نوايا هذه القلة أو بالأحرى عن نوايا ماسك ومن خلفه …!!
فهل هو حقا إنسان طموح يسعى إلى تحسين حياة البشر عبر الابتكار …!!؟
أم أنه بقصد أو بدون قصد ، جزء من منظومة سياسية تهدف إلى فرض السيطرة الأمريكية على العالم أجمع …!!؟
تخيل حينما يستخدم ترامب ماسك كواجهة لجعل الولايات المتحدة تتصدر سباق القوة التكنولوجية ” تجسس ، تسليح ، تحكم عن بعد ، و الأخطر التحكم في العقول البشرية “…
قد يبدو هذا السيناريو خياليا بعض الشيء ، لكنه ليس بعيداً عن ما نعيشه و نراه الآن …
فالتكنولوجيا لم تعد محصورة في المختبرات ، بل أصبحت أداة للهيمنة على الدول والشعوب ، تماما كما كانت القوة العسكرية في الماضي …!!
سؤال آخر …
ماذا لو سيطر الذكاء الاصطناعي …!!؟
جزء كبير من تفوق ماسك مرتبط بالذكاء الاصطناعي ، سواء في السيارات ذاتية القيادة أو الروبوتات أو أنظمة التحكم … ولكن …
ماذا لو أصبح الذكاء الاصطناعي
هو “القوة الخارقة” الحقيقية في هذا العالم …!!؟
فهل سنرى مستقبلا مجموعة البرمجيات والأنظمة قادرة على إتخاذ قرارات أفضل من البشر القائمين عليها …!!؟
و حينها كيف ستستغل هذه القوة لتحقيق أجندات سياسية معينة …!!؟
فكرة أن ماسك قد يتحد مع ترامب أو غيره لتحقيق طموحات سياسية ليست مجرد قصة خيالية …
لكنها ناقوس يدق بصوت عال ليذكرنا بأن التكنولوجيا ، مهما كانت مبهرة ، فأنها ليست محايدة …
و إنها تعكس نوايا من يتحكم بها …
ولذا …
هناك سؤال يطرح نفسه بقوة …
هل نحن مستعدون لعالم تتحكم فيه التكنولوجيا في القيم الإنسانية …!!؟
وهل يمكن أن تظل هذه القوة في أيدي قلة من المسيطرين على باقي شعوب الأرض …!!؟
و أخيراً و ليس آخرا
يبقى سؤال مهم …
هل ستستخدم هذه القوة الخارقة لتحقيق حلم البشرية بالتقدم والرفاهية …!!؟
أم أنها ستصبح أداة جديدة في لعبة النفوذ والسيطرة …!!؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة …