السيد الجمل يكتب: أبن طاحون الفقيه فى موسم الترفيه
يحكى أن مطحون بن طاحون ، قرر السفر خارج البلاد ، مثل أصدقاؤه أحمد وعماد ، وأخذ يبحث عن عمل وكله أمل ، وإذا به يرى إعلان فى جريدة ورقية ، مطلوب بالخارج عمال فى السعودية، برواتب مجزية ، فقدم ابن طاحون أوراقه ، ليلتحق برفاقه ، وقال فى نفسه أخيراً سأزور الكعبة ، والعمرة هناك ليست صعبة ، فلما وصل السعودية وجد أفواجاً بشرية ، فمشى معهم وظن أنهم معتمرين ، وسار مع السائرين .
وإذا به يدخل مكان غريب، ووجد مجسم للكعبه عجيب ، فجرى عليه وانهال من البكاء، وقرر أن يلبس الإحرام ويخلع الرداء ، وإذ فجأة سمع صوت نداء ، ستدخل المطربة ماريه ، ودخلت المذكورة عاريه ، فتعجب من المنظر وأخذ يحدق و ينظر ، وقال فى نفسه أين أنت يابن طاحون ماهذا الجنون؟! ، ونظر من حوله فوجد أصناماً كثيرة ، والمغنيه ترقص رقصات مثيرة ، ومن الذهول فقد الكلام ،فما يجرى هنا لا يحدث حتى فى الاحلام ، وأخذ الراقصون يميلون طربا ، وابن طاحون يذداد عجبا ، وإذ بشخص يأتى من خلفه ، ويضع يده على كتفه ، هيا جاء دورك الآن لنمزح ، أطلع فوراً على المسرح ، وإذ بعقل أبن طاحون يسرح ، دورى في ماذا؟ وأصلاً ما هذا ؟، فقال له إنه موسم الترفيه ، هيا ستمثل دور الفقيه ، دورك جاء الآن ، سنرفع الستار فى ثوان ، فلبس مطحون بن طاحون دور الشخصية ، عمة حمراء وعصا ملوية ، وأخذ يقول لهم موال كأنه الريس متقال .
وقال إن هلاك البيت سيكون بيد أهله ، وتعجب الحاضرون من قوله ، واستطرد فى الحديث ، إن أفعالكم لا يرضاها إبليس ، فبيوتكم ستكون خراب ، وشأنكم شأن الذباب ، فقد كنت أسير لمكة وقد أخطأت السكة ، وفى الطريق شعرت بالضيق ، فنظرت فوجدت شخص صفيق ، فسألته أى عصر تعيشون وأى أله تعبدون ، وتلوت عليهم سورة الكافرون لعلهم لله يرجعون ، فقال نعيش عصر الانفتاح أما سمعت عن الشيخ مفتاح ودوره فى الإصلاح ، فقال أنا أبن فلاح مالى ومال مفتاح ، قالو أنه مسؤول الترفيه، فقال والله إنه رجل سفيه ، وقالوا نحن الآن نواكب التطور، فسكت ابن طاحون دون تهور ، وأنتهى دوره ونزل من فوره ، وأُغلقت الستارة ، وركب مع السائق سيارة ، وسأل السائق أهذه هى البلدة المباركة ، أم أصبحت حياتنا مفبركة ، هيا أذهب بى إلى مكة المكرمة ، لأزور الكعبة المعظمة ، فضحك السائق وقال ،أين التأشيره وهل دفعت التسعيرة ، لا تسطيع العمرة بدون البصمة، وكل شئ نصيب و قسمه ، فأصبح موسم الترفيه بالمجان، ووالحج والعمرة الله المستعان ، وقابل أبن طاحون صديقه عماد، وأخبره عما جرى له فى البلاد ،فضحك صديقه.
وبلع ابن طاحون ريقه، وذهب اليه ليستلم العمل فجاءه كفيله يركب الجمل ، وقال له ما أسمك؟ قال المطحون بن طاحون، فنظر الكفيل إليه بإستغراب كأنها نظرة غراب ، وقال أليس أسمك جمال انت سارق الجِمال ، هيا قيدوه بالحبال وأضربوه بالنعال، وأخذوه للمغفر وقال رب أستر، وأمروا بترحيله وأخذ يزداد عويله ، وركب الباخرة فى المساء ، وأتت عليهم ريح حمراء ، وأزدادت الأمواج فى الارتفاع وأبن طاحون ينظر مرعوبا للقاع ، وأخذ يحادث نفسه هل أنا منحوس أم أعيش فى كابوس ،كل يوم مشاكل ، وأحلامى مقيدة بالسلاسل ، وتذكر قول أمه بكرة تتعدل والاحوال أكيد تتبدل، وأخذ يحمد ربه أنه خرج بخير، وما زال قادراً على السير ، ووصل بلده بسلام وقال حقا مصر أم الدنيا ، لن أترك بلدى ثانيه ، وسأواصل المسير فحتما سأصل لحلمى الكبير ، ووصل بأمان وأخذته أمه بالأحضان ، وحمد ربه أن فك كربه ، وننتظر مغامرة جديدة لعلها تنتهى بنهاية سعيدة …