مني النمر تكتب : المفتاح السري “الباسورد” …!!

كل إنسان فينا يشبه غرفة مغلقة بأبواب ، و لكل باب قفل ، و لكل قفل كلمة سر أو “باسورد” خاص يفتح بها …
قد تكون تلك الكلمة ليست مكتوبة أو مرئية ، لكنها أعمق من ذلك بكثير …
لإنها عبارة عن مشاعر وخبرات ، وأحيانًا جروح أو أسرار نحتفظ بها …

لكن …
كم منا يتقن التعامل مع قفل نفسه و استطاع فتح تلك الأبواب ليكتشف ما بداخلها …!!؟

و كم منا جلس فعلا ليكتشف “باسورده” الخاص …!!؟

للعثور على كلمة سر نفسك ، عليك أن تكون مستعدا للجلوس بهدوء ومواجهة أسئلتك الكبيرة ….

ماذا تحب …؟
ماذا تكره …؟
ما هي اللحظات التي تقوي روحك وتلك التي تكسرها …؟
ما هو نوع الموسيقى الذي يلامس أعماقك ، و ما سبب تأثيرها الكبير عليك …!!؟

و حتى تستطيع فك طلاسم نفسك ستحتاج إلى صبر ومواجهة …
لأنك قد تكتشف جوانب فيك لم تكن ترغب في رؤيتها ، و التي في ذات الوقت ليست عملية سهلة على الإطلاق …

ولكن …
بمجرد أن تفتح هذا الباب ، ستجد نفسك أقرب إلى فهم ذاتك ، و أقرب إلى السلام الداخلي …
هذا عما يحتوي عليه دواخل أنفسنا …

و ماذا لو أردنا أن نفهم الآخرين …!!؟
الإجابة …
بعد ان تكون عرفت نفسك وتصالحت مع كل دواخلها ، ستبدأ في معرفة “باسورد” الآخرين …
و هذا لا يعني بأن الجميع يشبهونك ، لكن …
معرفتك لنفسك تعطيك القدرة على رؤية تجارب الآخرين من زاوية أعمق ، فيمكنك أن تتعرف على ما يريحهم ، و ما يزعجهم ، وما هي الأمور التي يمكن أن تتجاوز عنها ، و ما هى الأوقات المناسبة للمعاتبة أو الاعتذار أو حتى الصمت …

فلكل شخص من حولك “كلمة سر” خاصة …

قد تكون اهتماما معينا، أو مشاعر فقدان بالثقة ، أو ببساطة رغبة بأن يشعر أنه مسموع ومقدر …

نأتي لسؤال آخر …
من أين نبدأ …!!؟

نبدأ بأن نصغي إلى أنفسنا أولا ، بأن نكتشف صوتها الداخلي ونتعلم التمييز بين أفكارنا ، و بين أفكار الآخرين التي ظلت تسكنا دون أن ندري …

و لا تحتاج هنا لجلسات طويلة من التأمل بقدر ما تحتاج إلى بعض الوقت لتسأل نفسك أسئلة صادقة ، بشرط أن تكون الإجابة عنها بصدق أيضاً …

فقد تكون كتابة يومياتك مثلا ، وسيلة لتسجل ما يدور في عقلك من أفكار ، وما يحس به قلبك من مشاعر …
و يوماً بعد يوم ستجد نفسك أكثر دراية بما يمثلك …

أما حينما يتعلق الأمر بفهم الآخرين …!!

أعتمد على الإصغاء …

الإصغاء دون مبادرة في الرد ، دون رغبة في إثبات صحة رأيك دون مقاطعتهم بنصائحك …

أجعل الإصغاء فنك ، ولاحظ كيف تفتح قلوب الناس بمجرد أن يشعروا أنك تفهمهم …

و تذكر …
أن “باسورد” أى شخص قد يكمن في إظهار الإحترام لرغباته وأفكاره دون الحكم عليه …
أو قد يكون مفتاحه هو إيمانه بأنك ستظل بقربه مهما كانت ظروفه …

إذاً …
حتى تستطيع فهم نفسك والآخرين ، إمنح نفسك الوقت لاكتشاف ما يميزك ويميزهم …
وعليه … ستجد أنك تستطيع التواصل معهم بطريقة أسهل و أعمق ، لأنك أخترت أن ترى الإنسان كاملا …
دون توقعات منك أو افتراضات ليست موجودة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى