السيد الجمل يكتب: أحلام أبن طاحون الوردية مع الواسطة والمحسوبي2
يحكى أن مطحون بن طاحون أتم دراسته الجامعية وحصل على الدرجات النهائية ، وقدم أوراقه ليلتحق معيداً بالكلية ، ورسم أحلامه الوردية ، ولكن كالعادة لا نهتم بالشهادة ، وطالما لا توجد الوسطة والمحسوبية ، فأنت تتعلق بأحبال دائبة وأحلامك كالثلج ذائبه ، فأجعل بالك طويل فلايفيد النحيب والعويل ، فالأب فلاح بسيط يعمل أجير باليومية ، وكيف لإبن فلاح أن يكون واجهة أجتماعية ، وذهب مطحون بن طاحون شاكيا ، وقال للعميد باكيا ، من حقى التعيين دكتور بدون الواسطة ، قال له يابنى كفاك نحيبا وأنتظر ورقة البوسطة ،وكالعادة أبن الدكتور دكتور ويعيش مرتاح ، وأبن الفلاح ليس له فى الدنيا براح،
ورضى مطحون بن طاحون بقسمته ، وأفتكر ما فعله سابقا بعملته ، وقدم أبن طاحون أوراقه ليلتحق بالجيش وذهب ليستخرج الفيش ، وإذا به يجر جراً دون أن يعلم أمراً، وذهبوا به إلى سجن طُرة، دون أن يعلم ماجرى ، وجلس بجواره نصاب فانهال أبن طاحون عليه بالسباب ، وأخذ فى الصراخ والعويل ماهذا الليل الطويل ،هيا أخرجونى من هنا أخبروني من أنا؟ .
فإنهال السجان عليه ضربا بالسياط أخرص يامجرم أنت من سرقت أبن الخياط ، قال المطحون أى خياط أنا قميصى مرقع وبنطالى مقطع ولم أذهب لأى خياط . وفى الصباح الباكر ذهب الصول شاكر، ليعرض أبن طاحون على المأمور فقالوا له أمسكنا بالحرامى المذكور ، وعندما رآه المأمور أمر بفك قيده لتشابه الاسماء ، وفرح ابن طاحون وأصابه الجنون مما رآه فى المساء ، وجرى إلى منزله بعد عناء مرير ، وقال لأمه أأتنى بكوب العصير ، فقد نشف ريقى وكدت أفقد طريقى ، وانقسم ظهرى من نوم الحصير ، فأتته أمه بكوب العصير وياليته ماشرب فهذا يوم خَرِب ، فالعصير بات طيلة اليوم مكشوف بعدما ذهب الضيوف، ووجد أبوه الثعبان على الحائط ملفوف ، وقد نفث الثعبان فى العصير سُمه ، ولم تنتبه لذلك أُمه ، فشرب وتجرع ونام بعدما تقرع ، وقام يصرخ بطنى تتقطع ، فاتوا إليه بسيارة الإسعاف وذهبوا به لمستشفى الأشراف ، وأخذت أمه عفاف تولول عليه بإنصاف ، ولى ولى ياويل لى أنا من سكبت له العصير فأنقلب على ظهره كالحمير ، وغسلوا له الأمعاء وسجد شكرا أنه من الأحياء ، وفجأة ودون سابق إنذار طرق طارق باب الدار ، فسقط من على سرير الحجرة وقال ويلكم أيها الفجرة، عميد الكلية وأعوانه سقونى العذاب بألوانه و جعلونى أهلوس فى المنام وتأتينى كوابيس عظام ، وحمد أبن طاحون ربه أن ليلته كانت حلما ولم تكن علما ، وانتظروا المطحون فى مغامرة جديدة لعلها تنتهى بنهاية سعيدة …