مني النمر تكتب: عندما يتحدث القلب …
كم مرة ترددت وأنت في موقف ما ، وشعرت في أعماقك أن الأمور لن تسير كما يجب …؟
كم مرة تجاهلت هذا الشعور الداخلي وقمت بخيارات ضد ما يخبرك به إحساسك ، لتكتشف لاحقاً أنك كنت على خطأ …
سواء كان ذلك في العلاقات الشخصية أو في القرارات المتعلقة بالعمل أو الحياة اليومية …
ف كثير من الأحيان ، نجد أن قلوبنا تحاول أن تخبرنا بشيء ما ، بأن ترسل لنا إشارات أو إنذارات صغيرة حول ما نشعر به تجاه شخص ما أو موقف معين …
قد يكون هذا الإحساس عبارة عن انقباضة مفاجئة ، أو شعور داخلي بعدم الراحة أو القلق ، ولكننا نتجاهله ، ف لا نصدق إحساسنا ، نبحث دائما عن المبررات و نتجاهل كل ما تخبرنا به قلوبنا …
فنقنع أنفسنا أن هذا الشعور الداخلي هو مجرد خوف أو توتر عابر ، ولكن بعد مرور الوقت ، وبعد أن نتعرض للأذى أو نواجه خيبة أمل ، ندرك أن هذا الإحساس كان حقيقي جداً منذ البداية …
على سبيل المثال ، قد يظهر شخص ما في حياتك تشعر من البداية بعدم الارتياح تجاهه …
قد لا يكون لديك سبب واضح لهذا الشعور ، ولكن قلبك يخبرك أن هناك شيئًا ما غير صحيح …
ربما حاولت تجاهل هذا الشعور في البداية ، وقررت إعطاء هذا الشخص فرصة معك …
ومع مرور الوقت ، و عندما تبدأ الأمور في التكشف ، ستظهر لك بعض السلوكيات و الأفعال التي تجعلك تدرك أن إحساسك الأول كان هو الصواب ؛ و تكتشف أن انقباضة قلبك الأولى كانت تنذرك بشيء خطير ، ولكنك لم تستمع …
و كما في العلاقات يحدث في الحياة عموماً ، ك فرصة عمل ، تعرض عليك و تبدو مثالية جدا من الخارج ، ولكن يداخلك شعور من التحفظ أو الشك …
ورغم هذا ، تأخذ القرار بالمضي قدما لأن المنطق يقول إن الفرصة جيدة أو إنها لا تعوض ؛ وبعد فترة تكتشف أن هذه الفرصة كانت سبب الكثير من المشاكل أو المخاطر التي لم تكن ظاهرة لك في البداية …
وهنا تدرك مرة أخرى أن قلبك كان يحاول أن يتحدث معك ، أن يحذرك ، ولكنك لم تستمع إليه ، لم تصدق إحساسك …
مع أن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا بذلك في كتابه العزيز
قال تعالى :
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا }؟
و قوله تعالى …
{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } …
نعم إنها الحقيقة…
هناك شيء غامض ولكنه حقيقي يحدث عندما نشعر بشيء معين تجاه موقف ما أو شخص ما …
ليس بالضرورة أن يكون هذا الإحساس صحيحًا في كل مرة ،
و لكن من المهم جداً أن نعطيه الإهتمام الكافي …
و قد يطرح سؤال مهم …
هل القلب أساس كل شيء …!!؟
الإجابة هى :
نعم …
القلب أساس جميع الأشياء ، فهو أهم المعجزات في خلق الإنسان …
بصلاحه تستقيم الحياة ، و بفساده يفسد كل شيء …
فهو مكمن الإيمان و الصلاح من عدمه :
{ ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب } … رواه البخاري .
إستمع إلى قلبك عندما يتحدث إليك …
و تعلم كيف توازن بين ما يخبرك به قلبك وما يمليه عليك عقلك …
فقد يكون الإستماع إلى قلبك في أحيان كثيرة هو الخطوة الأولى لحماية نفسك من الأذى أو الخسائر التي كان يمكن تجنبها …
في النهاية …
إذا شعرت بعدم الراحة أو الحيرة تجاه شخص أو موقف معين ، خذ خطوة إلى الوراء و إمنح نفسك الوقت للتفكير …
قد يتطلب الأمر تدريبا … لتتعلم كيف تصدق مشاعرك وتتعامل معها بشكل جدي …
و عليك ألا تتسرع في إتخاذ قراراتك فقط بناء على ما يبدو منطقيا أو صحيحا على السطح …
بل ثق بإحساسك ، لأنه في كثير من الأحيان ، يكون هو المفتاح لحمايتك من الألم والندم …
فربما يكون القلب قد رأى شيئًا لم يدركه العقل بعد …
لأنه في كثير من الأحيان يكون القلب أبصر من العين …