شريف الريس يكتب: التضحية والايثار
التضحية والإيثار وجهان لعملة واحدة، يمثلان الفعل النبيل المتمثل في وضع احتياجات الآخرين فوق احتياجات المرء.
وقد اكد فريق بحثي من بوسطن سيلتيكس عام 2008، بقيادة الثلاثي الكبير كيفن جارنيت وبول بيرس وراي ألين، أن التضحية بالنجاح الفردي من أجل الصالح العام يعتبر من أعلي مراتب البطولة.
في حين أن التضحية غالبًا ما تعني خسارة ملموسة أو التخلي عن شيء ذي قيمة، فإن الإيثار يشمل مجموعة أوسع من الأفعال التي تعطي الأولوية لرفاهية الآخرين. هذان المفهومان، على الرغم من اختلافهما، متشابكان وغالبًا ما يتجليان في وقت واحد في أعمال الرحمة والبطولة.
التضحية، في أنقى صورها، تنطوي على التخلي عن الرغبات الشخصية أو وسائل الراحة لصالح الآخرين. يمكن أن تكون عظيمة مثل الجندي الذي يضحي بحياته من أجل بلده أو صغيرة مثل الأم التي تضحي بنومها لرعاية طفلها المريض. إن هذه الأفعال التي تتطلب التضحية، على الرغم من أنها تتطلب الكثير من الجهد، تؤدي غالبًا إلى نمو شخصي عميق وإحساس بالإنجاز.
أما الإيثار، من ناحية أخرى، هو حالة مستمرة من الوجود تعطي الأولوية لاحتياجات الآخرين دون توقع أي شيء في المقابل. وهو ينطوي على أفعال اللطف والتعاطف والرحمة التي غالبًا ما تمر دون أن يلاحظها أحد. إن الشخص الذي لا يتزعزع في نفسه يكون مستعدًا دائمًا لتقديم يد المساعدة، أو تقديم الدعم، أو مجرد الاستماع إلى شخص محتاج. إن هذا الالتزام الثابت برفاهية الآخرين يخلق تأثيرًا متموجًا من الإيجابية، مما يلهم من حوله للقيام بنفس الشيء.
إن التفاعل بين التضحية والإيثار واضح في عدد لا يحصى من أعمال البطولة واللطف اليومي. إن رجل الإطفاء الذي يندفع إلى مبنى محترق لإنقاذ الأرواح، أو المتطوع الذي يكرس وقته لقضية خيرية، أو الصديق الذي يقدم كتفًا للبكاء عليه – كل هذه الأفعال تجسد قوة التضحية والإيثار.
وفي الختام، فإن التضحية والإيثار من أكثر الصفات المثيرة للإعجاب التي تحدد الطبيعة البشرية. إن هذه القيم تشكل حجر الزاوية في المجتمع الذي يتسم بالرحمة والتعاطف، حيث يكون الأفراد على استعداد لوضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاتهم الخاصة. ومن خلال تبني هذه القيم، يمكننا خلق عالم أكثر عدلاً وإنصافاً وتناغماً.