مني النمر تكتب: بين المطرقة والسندان .. هل تصنعنا الظروف …؟

"برغم القانون"

كثير من الناس يقولون إن الإنسان هو إبن الظروف التي يعيشها …
وإن القرارات التي يتخذها ، أحيانا تكون نتيجة ضغوط لا يستطيع السيطرة عليها …
لكن …
هل الظروف حقا هي المسؤولة عن كل تصرفاتنا ، أم أننا نملك إرادة كافية تجعلنا قادرين على تجاوزها …!!؟
وهل هي عذر حقيقي يمكننا أن نحمل عليه أخطائنا ، أم أنها مجرد شماعة نلجأ إليها للهروب من المسؤولية …!!؟

و هل التفرقة في معاملة الأبناء ، سواء في الإهتمام الزائد لأحد الأبناء أو عدم الاهتمام و التقدير للبعض الآخر …

ممكن أن تؤدي إلى شعور البعض بالظلم و الإهمال ، مما يولد لديهم ضغوطا نفسية قد تتفاقم بمرور الوقت …
و ان هذا التمييز قد يقود الأبناء إلى اضطرابات نفسية تجعلهم عرضة للسلوكيات العدائية أو حتى الإجرامية …
إذ يسعى البعض منهم ، و هروباً من مشاعر القهر ، إلى لفت الإنتباه بطرق غير سوية ، تعبيرا عن الغضب المكبوت …

هذا من ناحية و من ناحية أخرى قد تكون هناك ظروف أخرى يمر بها الإنسان قاسية لدرجة تدفعه إلى اتخاذ قرارات لم يكن ليختارها في ظروف عادية …
فقد يكون الفقر ، أو الظلم ، أو الإحباط دافعا للبعض للبحث عن أي وسيلة للهروب أو الانتقام من واقعهم المؤلم …
لكن هل يعني ذلك أن كل من يعاني من ظروف صعبة سيختار الطريق المؤذي .. !!؟

هنا تظهر أهمية الإرادة الشخصية وكيف أن البعض يختار الإلتزام بالقيم والأخلاق رغم قسوة الحياة ، بينما البعض الآخر يجد في هذه الظروف تبريرا لسقوطه الأخلاقي ، مما يجعلنا نتساءل عن حدود المسؤولية الشخصية …!!

و لنأخذ مثالا على ذلك شخصية أكرم في مسلسل
“برغم القانون”
، وكيف أظهرت هذه الشخصية تأثير الظروف على تشكيل أفعالها الإجرامية المؤذية لكل المحيطين بها …

شخصية أكرم في “برغم القانون” تجسد هذا الصراع بوضوح. فقد عاش أكرم حياة مليئة بالضغوط والحرمان ، ونشأ في بيئة جعلته يشعر بالعجز وعدم الإنصاف …
ومع تزايد الضغوط ، بدأ يتحول تدريجيا إلى شخص انتقامي يرى في إيذاء الآخرين نوعا من رد الاعتبار …
و حسب رؤية المؤلف
نجد أن أكرم لم يولد مؤذيا ، لكن الظروف القاسية التي عاشها قادته لهذا الطريق … هنا يحاول المسلسل أن يقدم رسالة عن تأثير الواقع الاجتماعي القاسي على الأشخاص ، وكيف يمكن للضغط النفسي والاجتماعي أن يدفعهم لإتخاذ قرارات مؤذية … لكن …
،هل يمكن القول إن هذه الظروف تبرر فعلاً ما فعله أكرم …!!؟

التساؤل الذي يفرض نفسه هنا: هل يمكن أن تكون الظروف مبررا حقيقيا للأخطاء …؟
قد يرى البعض أن الظروف هي السبب وراء كل شيء ، لكن هل هذا يعني أن جميع الأشخاص الذين مروا بنفس الظروف سيختارون نفس الطريق …!!؟
بالطبع لا …

لأن الإرادة الداخلية هي العامل الفاصل ، فالبعض يرى في التحديات فرصة للنهوض بينما آخرون يعتبرونها نهاية لأحلامهم ، وهنا يكمن الفرق … قد تكون الظروف قاسية ، وقد يكون التأثير قويا ، لكن الإنسان يملك الخيار …
هناك من يقاوم ، وهناك من يسقط ويختار أن يكون ضحية للظروف … أو اتخاذ الظروف شماعة تبرير …

وفي النهاية … شخصية أكرم تذكرنا أننا جميعًا لدينا اختيارات ، وأن الظروف ليست دائمًا مبررا لأخطائنا ، بل تحدي يمكن تجاوزه للبحث عن طريق أفضل …

حيث تبقى الإرادة الإنسانية هي العامل الذي يصنع الفرق … مهما كانت الظروف قاسية …
ف الإنسان يمتلك القدرة على إتخاذ قرار يرفعه فوق الصعوبات أو يجره نحو الهاوية و الإنحدار …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى