مني النمر تكتب: هل إغتيال السنوار يقود إلى السلام أم التصعيد …!!؟
منذ تصاعد الأحداث في غزة ، كان إغتيال القيادات الفلسطينية أحد أبرز الأدوات التي تعتمد عليها إسرائيل للتأثير على ديناميكيات الصراع … ومع إستهداف و إغتيال يحيى السنوار …
يطرح سؤال حاسم …
هل يمكن أن يؤدي هذا الحدث إلى تسريع نهاية الحرب ، أم أنه سيفتح أبوابا لأزمات أكبر …!!؟
إستهداف السنوار ليس حدثا مفاجئا ، و لطالما كان في مقدمة الأهداف الإسرائيلية بسبب دوره المحوري في الصراع …
لكن …
السؤال الأهم …
هل كان هذا الإغتيال مجرد رد فعل على العمليات الأخيرة أم خطوة مخطط لها من فترة طويلة بهدف إضعاف حماس …؟
تعتبر إسرائيل أن القضاء على قادة الحركة قد يكون السبب الأكبر في إضعاف قدرتها على القتال والتخطيط …
ومع مقتل السنوار ، يأمل الإسرائيليون في شل حركة القيادة العسكرية لحماس وإرسال رسالة قوية بأن كل من يتحدى إسرائيل سيكون مصيره القتل …
فهل هذا التصور واقعي …!!!؟
و هل الإغتيال يقود إلى السلام أم إلى مزيد من التصعيد …!!؟
في الماضي ، لم تكن سياسة الإغتيالات تحقق دائمًا الأهداف المتوقعة منها … بل أدت غالبا إلى ردود فعل عنيفة ومزيد من التصعيد …
ولكن مع مقتل السنوار ، فقد تدفع الخسائر الكبيرة في القيادة العسكرية لحركة حماس إلى التفاوض بجدية أكبر بشأن وقف إطلاق النار ، خاصة إذا شعرت بأنها لم تعد قادرة على الإستمرار في التصعيد بنفس القوة …
نأتي للسؤال الأكثر أهمية …
هل يمكن أن تتوصل الأطراف إلى إتفاق في ظل الأحداث الاخيرة … و تنفيذ خريطة لبنود محتملة لوقف إطلاق النار و إبرام اتفاق للسلام …!!؟
و إذا كانت هناك فرصة للتوصل إلى إتفاق سلام أو هدنة طويلة الأمد ، فما هي البنود الأساسية التي يجب أن تتضمنها هذه الخريطة …؟
ربما تكون الإجابة على هذا السؤال رهينة بالتطورات على الأرض في الأيام والأسابيع المقبلة …
لكن …
تسارع الأحداث بهذه الوتيرة و بهذا الكم من الإغتيالات الإسرائيلية على جميع الجبهات على مدى الأسابيع الماضية ، ماهى إلا تجهيز المسرح لإنهاء الصراع بأفضل بنود تفاوضية لصالح الكيان قبيل الإنتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة …
و عليه فقد نشهد في الفترة المقبلة تحركات دبلوماسية أمريكية مكثفة لمحاولة إحتواء الأزمة ، مع تقديم ضمانات أمنية لإسرائيل في مقابل وقف إطلاق النار …
و حسب تحليل المراقبون فمن المتوقع أن تكون البنود كالتالي …
1. وقف إطلاق النار ، و إلزام الطرفين بوقف جميع الأعمال العدائية …
2. رفع الحصار عن قطاع غزة بشرط تسليم السلطة لقيادة فلسطينية موحدة عبر الرئيس الفلسطيني و خروج حركة حماس من الصورة نهائيا …
3. الإفراج عن الأسرى حيث ستطالب إسرائيل بالإفراج عن جنودها المحتجزين لدى حماس ، بينما ستطالب الحركة بالإفراج عن أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية …
4. مطالبة إسرائيل بدور دولي أو إقليمي في المراقبة و حفظ السلام على حدود فيما بعد 7 أكتوبر ب ترسيم حدود جديدة مع شمال غزة ” عبر ممر نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها و الذي قد تدعم الولايات المتحدة هذا البند في المفاوضات كضمان لأمن إسرائيل ” …
في النهاية يظل تساؤل …
“هل يمكن إعتبار ما قامت به حماس انتصارًا ، أم أنه كان سببا في مزيد من الدمار و ضياع الأرض الفلسطينية …؟”
رحم الله الشهداء الأبرياء من
أهل فلسطين و جنوب لبنان ممن كانوا وقودا للنار من غير ذنب و لا قوة .