جودة لطفى يكتب: من الآخر.. معذرة يا أخى !
معذرة أيها المتعلم الذى درست وعلمت أجيال لو وضعتك الظروف أن تجلس وسط جهلاء العلم والأخلاق ممن كانوا يحلموا أن يسمعوا عن المتعلم الذى يقدره من هم فى مستواه التعليمى
فمنذ وجود الإنسان على هذه الأرض وفيه أصنافٌ مختلفة من البشر، منهم صاحب العلم والمعرفة، ويحاول أن يترك بصمةً مهمةً في الحياة، ومنهم الجاهل ممن يستسلم للكسل والجهل ولا يُحدث أي تأثيرٍ يُذكر، وبالطبع لا يمكن أبداً أن يكون المتعلم والجاهل بالمرتبة نفسها، ولا يمكن أن يتساويان أو يكونا بالميزان نفسه
وفي هذا يقول رب العزة في محكم التنزيل: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) وفي هذا دليلٌ قاطع أنّ فضل الإنسان المتعلم كبير، ودرجته عالية، ولا يمكن أبداً أن يكون بمرتبة الجاهل
المتعلم يصنع فرقاً كبيراً في مجتمعه وبلده، ويُساهم في تطور دائم يستفيد منه كل من يقترب إليه ،
فالمتعلم قد يكون طبيباً يعالج المرضى ويخفف آلامهم، وقد يكون مهندساً يخطط للبناء والإعمار والصناعات، وقد يكون معلماً مربٍ للأجيال
كما قد يكون المتعلم شاعراً وأديباً، أو محامياً يدافع عن المظلومين ويسعى لنصرتهم، وغير ذلك الكثير،
لكن الجاهل عدو نفسه وعدو لكل من حوله النقص عنوانه ، لا يعمل شيئاً مفيداً أبداً، ولا يستطيع أن يقدم فائدة لأي أحد حتى لو حاول أن يقدم فائدة فستأتي نتيجة هذه الفائدة بالعكس
يستطيع الإنسان المتعلم فهم حياته بالشكل الصحيح، كما يستطيع فهم أمور دينه ودنياه، وتطبيق كل ما هو مفيد لأجل الحصول على الأفضل
أما الجاهل الذى يعمل فى مهن لا تتمشى مع شهادته فيتبع الطرق الملتوية كي يصل إلى ما يريد، لأنّه لا يعرف الطرق الصحيحة، ولا يميز بين الحق والباطل،
لذلك فإنّ الله سبحانه وتعالى أنزل في كتبه السماوية وخصوصاً القرآن الكريم الكثير من النصوص والآيات التي تحث على طلب العلم، والسعي فيه، كما أعدّ أجراً عظيماً لطالب العلم، أما الجهل فليس له فضل أو أجر لا فى الدنيا ولا الآخرة
المتعلم تجده محبوب من الجميع القريب والغريب يتمنون الجلوس معه بل الجاهل الكل ينفر منه بسبب عشوائيته وليس له رأى حتى على نفسه فنعم كل المتعلمين لكم تحية تقدير واعتزاز عند الله وعند البشر