مني النمر تكتب: من نصر السلاح إلى نصر البناء: مصر في “احتفالات أكتوبر”
في كل عام ، يحتفل الشعب المصري بانتصار أكتوبر 73 المجيد الذي يعد من أعظم الإنتصارات في تاريخ الأمة العربية …
إنه الإنتصار الذي أعاد الكرامة المصرية والعربية ، وكان نقطة تحول في المنطقة كلها …
ومع احتفالاتنا المستمرة بهذه الذكرى العظيمة ، تعود إلى الأذهان بطولات الجيش المصري الذي استطاع بقوة وعزيمة أن يستعيد الأرض ويحقق النصر …
و جاءت احتفالات هذا العام في أجواء إستثنائية تعكس رؤية واضحة لإظهار قوة الدولة وثقتها بنفسها في ظل الظروف الإقليمية والدولية المشتعلة …
و يأتي حضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي ، إشارة واضحة على متانة العلاقات بين مصر والإمارات ، وهو ما يظهر أن الإحتفال لم يكن فقط لإحياء ذكرى الانتصار ، بل رسالة تؤكد على التحالفات القوية التي تحافظ عليها مصر مع شركائها العرب …
و قد حرصت مصر في هذه المناسبة على إستعراض جزء من قدراتها العسكرية وتطور أسلحتها …
فهو عرض لا يقتصر على إبراز القوة فقط ، بل يظهر للعالم أن مصر مستعدة دائماً لحماية أمنها وأمن المنطقة ، خاصة في ظل التوترات السياسية والصراعات القائمة …
و استعراض الأسلحة الحديثة في هذه المناسبة يرسل رسالة قوية بأن مصر ليست دولة تحتفل فقط بلحظات تذكر لأمجاد تاريخية …
بل هي قوة لا يستهان بها في الحاضر والمستقبل …
قادرة على الدفاع عن مصالحها وعن المنطقة …
حيث يأتي حرص مصر على إظهار هذه القوة خلال الإحتفال أمام العالم وبحضور الإمارات إلى إرسال رسالة طمأنة إلى الأشقاء و الأصدقاء ، وتحذير للأعداء بأن مصر قادرة على الردع والدفاع في أي وقت …
و كما قالها السيسي أمس :
” لن ينقص من أرض مصر شبر ، و هذا وعد علينا ” …
و بأن هذا ليس كل ما لدنيا :
“هناك أشياء نعلن عنها و أشياء لا نعلن عنها “…
و برغم التحديات الأمنية والسياسية التي تفرضها التوترات الإقليمية في المنطقة ، فإن قوة مصر تكمن في صمودها وقدرتها على تجاوز الصعاب. …
فكان إحتفال أمس بانتصار ذكرى أكتوبر 73 المجيد …
رسالة مدروسة حول قوة الحاضر و أستعدادات المستقبل …
وتأكيدا على أن مصر ، ستظل تقف في الصفوف الأمامية لحماية إستقلالها وسيادتها ومكانتها بين الأمم …
و يمكننا القول إن إفتتاح مقر “البكتاجون” بحضور رئيس الإمارات هو تجسيد لإرادة الشعوب العربية في البناء والتعاون …
و إن الرسالة من هذا الإحتفال تتجاوز حدود المكان والزمان ،
و إنها رسالة قوية لأى من كان على متانة و قوة التعاون و الإحترام المتبادل بين الدول العربية …
في الختام …
لا يسعنا إلا أن نوجه أسمى آيات الشكر والتقدير لجيشنا المصري العظيم … هذا الجيش الذي قدم ولا يزال يقدم أغلى التضحيات من أجل حماية الأرض والعرض ، والذي وقف دائمًا سدًا منيعًا في وجه أي محاولات لزعزعة إستقرار البلاد …
و الذي أثبت مرارًا وتكرارًا أنه حامي الحمى والمدافع عن الشعب المصري ضد كل من يحاول النيل من سلامته وأمنه …
“رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه”
“رجال لا يهابون الموت”