محمد مطر يكتب: وسطاء الوحي
إنما النبي إشراق إلهي على الإنسانية يقومها في فلكها الروحي، فكانت البيوت النبوية للزيارة، والساحات ملآى بآهات من يتلمسون النفحات الربانية التي تفرج همهم وتفك كربهم، وتعطيهم الأمل، وتشعرهم بالأمان، والرحابة، والشجاعة في الطلب وهو أمر لو تعلمون عظيم.
هكذا كان الناس فيما مضى، ومازالوا إلى الآن يذهبون إلى وسطاء الوحي، يسألون الله تطييب خاطرهم، وهو ما ينعكس على النفس مباشرة، ويتهيأ العقل للرضا، وغالبًا النتائج تخبرهم بأن ما يفعلونه من الأمور المشروعة، ذات المصدر الإلهي، فتأتي بما يسر خاطرهم.
وقد كان الرعيل الأول ومن تبعهم يعتبرون ما يقومون به من أمور بمثابة تشريف وامتياز يحظون به حتى صارت الأفعال هذه شيئًا مألوفًا، وهي من قبيل التطهير للمشاعر السامية، واقتفاء آثار القوة الربانية التي لا تدرك بالحواس، حتى وإن امتزجت ببعض الغرائب والأوهام بالنسبة للبعض إلا أنها من مسببات السعادة بالنسبة لهم.
حديثًا عاود الهجوم من يحتقرون هذه الأمور، ويصفون هذه الأفعال بالخرافات، بل وصلت إلى حد رميهم بأنها أفعال شرك مقززة، ويعتبرونها من معرات العقل الوراثية، مما أثار غيظ الذين ما زالوا يعتبرون “وسطاء الوحي عالم حقيقي أعمق من أي عالم آخر”، واتهامهم بأن أفعالهم خارجة عن نصوص الإله، تدخلهم في حالة إذناب كئيبة.
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء…