مني النمر تكتب: إيكيجاي …!!!؟
في حياتنا اليومية، نبحث دائمًا عن معنى وهدف يجعل كل لحظة نحياها ذات قيمة و معنى …
“إيكيجاي” (Ikigai)، والذي يُترجم تقريبًا إلى “سبب الوجود”…
و ب قراءتي للموضوع اكتشفت أنه يوجد في اليابان مفهوم يعبر عن هذا البحث العميق ويسمى “إيكيجاي” (Ikigai) …
و يعتبر “إيكيجاي ” فلسفة تدعو الإنسان إلى التفكير في ما يجعله ينهض كل صباح بشغف وحماس لمواجهة تحديات الحياة .
السؤال …!!!
ما هو إيكيجاي؟
الإيكيجاي ليس مجرد مصطلح ، بل هو منهج و طريقة لرؤية الحياة …
يرتكز على أربع دوائر متداخلة ، كل منها تمثل جانبًا من جوانب الحياة التي يجب أن تتكامل مع بعضها البعض لتحقيق التوازن الداخلي لكل منا …
هذه الدوائر تشمل …
ما تحب القيام به.
ما تحتاجه البشرية.
ما يمكنك الحصول على أجر مقابله.
و أخيرا على ما تتقنه.
وحين تتداخل هذه العناصر الأربعة ، نجد ما يُعرف بـ “إيكيجاي”.
قد يكون إيكيجاي متعلقًا بعمل أو هواية أو حتى خدمة الآخرين ، ولكنه يمثل النقطة التي تشعر فيها بأنك تعيش لهدف أعمق وأن حياتك لها معنى …
كيف تحصل على الإيكيجاي الخاص بك …؟
لكل فرد إيكيجاي خاص به ، ويمكن أن يختلف من شخص لآخر …
بعض الناس يجدون إيكيجايهم في العمل، وآخرون في العلاقات الإنسانية …
والبعض قد يجده في مساعدة الآخرين …
أو في تحقيق الأحلام الشخصية …
إكتشاف الإيكيجاي ليس مهمة سهلة ، ولكنه يبدأ من الإستماع العميق إلى النفس …!!!
و للحصول على الإيكيجاي الخاص بك أتبع هذه الخطوات …
الخطوة الأولى … هي التوقف للحظة والنظر إلى داخلك …
ففي عالم مليء بالضوضاء والضغوط اليومية ، قد يبدو من الصعب أن تجد هذا المعنى الداخلي ، لكن مع التأمل والوقت المخصص للتفكير في ما نحب القيام به ، وفي ما يملأك بالطاقة والحيوية ، حينها يمكنك البدء في ملاحظة دافعك للحياة و الشغف …
الخطوة التي تليها هي سؤال نفسك أسئلة عميقة مثل …
ما الذي يجعلني أشعر بالسعادة …؟
ما الذي أستطيع أن أفعله لبقية حياتي بدون أن أشعر بالتعب أو الملل …؟
ما الذي يمكنني أن أقدمه للعالم ويحدث فارقًا …؟
تلك الأسئلة قد تقودك إلى تحديد نقاط القوة والشغف في حياتك و نركز هنا على كلمة “الشغف”.
لأننا في كثير من الأحيان ، نفقد الشغف بسبب الروتين أو ضغوط الحياة …
هنا يأتي دور الإيكيجاي في إعادة توجيهنا نحو الهدف الأعمق الذي نعيش من أجله …
في الحين الذيةتجد ما يشعل شغفك من جديد ، تصبح كل الصعوبات مجرد عقبات بسيطة في طريق تحقيقك لما تحب …
على سبيل المثال، إذا كان إيكيجايك يتعلق بالتعليم، فإن رؤية تأثير معرفتك على الآخرين وتغيير حياتهم قد يكون حافزًا كبيرًا لمواصلة العمل حتى في أصعب الظروف …
هذا الشغف الداخلي هو ما يحافظ على حماسك واستمرارك رغم الصعوبات …
قد نواجه في حياتنا تحديات وصعوبات تجعلنا نفقد الشغف …
قد تكون هذه العوائق نفسية ، مثل الخوف من الفشل أو التردد في إتخاذ خطوات جديدة …
وقد تكون خارجية ،
مثل الظروف الاقتصادية أو الإجتماعية …
و من أحد أكبر العوائق هو الشعور بأن ما نقوم به لا قيمة له أو لا يلقى التقدير الكافي …
في هذه اللحظات ، يكون إيكيجاي دليلاً قوياً لإعادة توجيه بوصلتك من جديد و استعادة شغفك مجدداً …
و حين تجد هدفك الأعمق في الحياة ، يصبح من السهل التعامل مع التحديات والمضي قدمًا بشغف …
لأنك لا تسعى فقط وراء النجاح الخارجي ، بل لتحقيق الرضا الداخلي …
ف عندما تحب ما تفعله وتؤمن بأنه يساهم في تحسين حياتك وحياة الآخرين ، ستجد نفسك أكثر قدرة على الإستمرار والعمل بسعادة …
نأتي للسؤال الأهم …
كيف تطبق مفهوم إيكيجاي في حياتك اليومية؟
لتطبيق هذا المفهوم في حياتك ، عليك أن تبدأ بخطوات صغيرة …
– كأن تخصص وقتًا للتأمل في جوانب حياتك المختلفة وتحديد ما يشعرك بالرضا …
أو …
تجربة أشياء جديدة و استكشاف مجالات مختلفة لتكتشف ما يناسبك …
و الأهم أن تحاول الإبتعاد عن الضغط الإجتماعي الذي قد يدفعك لإتخاذ قرارات لا تتماشى مع شغفك الحقيقي …
ف الإيكيجاي هو إكتشاف ما يجلب لك الرضا الداخلي ، وليس ما يرضي توقعات الآخرين …
و هذا سر الحياة بسعادة و شغف ..