إبراهيم العمدة يكتب: تخبط التعليم العالي
لا أحد يعرف سر التخبط الذي يعانيه ملف التعليم العالي، وكأنه رسالة للطلاب وأولياء الأمور أن المعاناة لن تقف عند حد الثانوية العامة، بل ستمتد لما هو أبعد، وسيكون دخول الجامعة أشبه بعبور المانش لشخص لا يجيد السباحة.
الأمر ليس مبالغة في التشبيه، ولكن هذا الملف -التعليم العالي- تفوق على نفسه، فهناك أزمات يعاني منها كل القطاع خاصة في التنسيق، وهي مشاكل كل عام، لكن هذا القطاع تفرد بأنه إضافة إلى مشاكله المعتادة، هناك جديد كل عام في مشاكله وأزماته.
لذلك أقول بلا مواربة، إن ملف التعليم العالي يحتاج معجزة، لأننا أمام حادثة إهمال مُركب، نحمله لرئيس الوزراء المعاد تكليفه مصطفى مدبولي، والذي رغم ما عاناه التعليم العالي في العام الماضي في عهد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، أعاد مدبولي تكليفه بالملف.
هناك بيوت تئن من سياسة وزارة التعليم العالي، وعدم قدرتها على الجامعات والمعاهد الخاصة.
تحدثنا فى المقال السابق عن ما يحدث من الجامعات الخاصة ولم يحرك ضياع مستقبل الطلاب على أعتاب الجامعات الخاصة سيادة معالي وزير التعليم العالي المعاد تكليفه، ساكنًا لدرجة أن بعض الجامعات الأهلية اخترعت سبوبة من بنات أفكارها اسمها حفل التخرج بتكاليف باهظة.
هذه التكلفة وصلت في بعض الجامعات 5 آلاف جنيه، ولا نعرف أيضًا لماذا وصلت تكاليف الدراسة إلى 100 ألف جنيه في العام الدراسي الواحد.
هذا يأتي من الجامعات التابعة للدولة، وإلى جانب الجامعات الخاصة التي تمص دماء طلابنا وتتبجح فى الانتقاء فى عملية القبول بعيدًا عن منظومة التنسيق وبحجة امتحان القدرات “الانتر فيو”.!
أولياء أمور ضاعت أحلامهم بسبب عدم وجود ضوابط فى التنسيق ووزارة التعليم العالي تركت طلابنا عراة أمام الجامعات الخاصة تحت مسمى امتحان القدرات.
كنا ننتظر من الوزير المعاد تكليفه أيمن عاشور، أن يهتم بطلابنا فى ظل نتيجة الثانوية العامة هذا العام، فى ظل تدنى المجاميع بسبب التخبط وما حدث فى منظومة الامتحانات، على أن ينزل بالتنسيق لكى يتيح فرصة لأبناء الطبقة الفقيرة التى ضاعت أحلامهم بسبب تكاليف الجامعات الخاصة يا وزير التعليم العالي المعاد تكليفك طلاب كثيرون أصبحوا فى الشارع بعد ضياع أحلامهم على أعتاب الجامعات الخاصة.
نسأل السيد وزير التعليم، عن سر طلب بعض الجامعات لتبرعات من الطلاب، فإذا كانت هذه الجامعات تابعة للدولة بفكر القطاع الخاص، فما سر هذه التبرعات؟
وإذا كان جمع هذه الأموال يأتي بصفة الإجبار وإلا لا يُقبل ملفك، فمن فضلكم اطلبوا من السادة رؤساء الجامعات الأهلية أن يسموها باسم آخر، فالتبرعات يا سادة لا تأتي بلي الذراع، بل بطيب خاطر.
ويتم جمع هذه الأموال بصفة جبرية، باسم فيه شياكة، فإذا أصريتم على جمعها، فلنسمها باسم آخر.
وللحديث بقية.