د.فاطمة صادق تكتب: المودة والرحمة من أسباب نجاح الحياة الزوجية
استشارى معتمد أسرى وتربوى
العلاقه الزوجية من اسمى العلاقات الإنسانية، فعليها يقوم بناء مجتمع بأكمله، وبمدى التواصل بين الزوجين وصحته، تقاس نسبة نجاح أو فشل هذه العلاقة، وقد امتن الله تعالى على عبادهِ بهذه العلاقة وجعلها آية من آياته فقال في كتابه الكريم(بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ){وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ}.
الروم﴿21﴾
وتحمل هذه الآية الكريمة على ايجازها معاني رائعة تعتبر هدفا واساسا للعلاقة الناجحة، فقد أشار الله تعالى في الآيه بقوله(خلق لكم من أنفسكم) فآدم وحواء من كيان واحد ومن أصل واحد، ليظل الفرع يحن إلى أصله ويظل الجزء يشتاق إلى الكل، لحدوث الإنجذاب والتكامل،
وتشير الآيه الكريمة إلى معاني السكن والرحمة والمودة في العلاقة الزوجية، فالسكن معناه هو كل ما سكنت إليه النفس، واستأنست به، والكلمة قد تحمل أيضا معانى الأحتواء والحماية، فالعلاقة الزوجية كالحضن الدافئ يلجأ إليه كلا الزوجين ليحصل على الطمأنينة والسكينة والحب والإحتواء والمودة، وفي القاموس اللغوي تعني المحبه أي ال(حب) بكل ما يحمله من ود وبشاشة وتواضع وصفاء واحترام متبادل، ولا يعني هذا الكلام أن العلاقة ستظل دائما وأبدا تحمل هذه المثالية الرائعة ولكنها حتما تصاب ببعض الشوائب التي تلوث نقائها وصفائها، فكانت الرحمة بما تحمله من معاني التفهم والعفو والتسامح، وتشير الآيه الى مسؤولية طرفي العلاقة في المحافظة عليها بالشحن المتواصل للمشاعر بكل صورها، الحسية والعاطفية والمادية وإلا اهتزت وانهارت.
(وجعل بينكم) فهي توحي بحركة إيجابية بين الطرفين في الأخذ والعطاء، ولكن حينما يتوقف أحد الزوجين عن أداء دوره الإيجابي ويصاب بالإهمال والسلبية يتأثر الطرف الآخر مع مرور الوقت؛ نتيجة برود المشاعر التي يجدها لدى شريكه، ومع التغيرات الإجتماعية التي طرأت على العالم العربي تغيرت هذه المعتقدات والثوابت، وحلت ثقافة المادة والفردية والمصلحة وبدأ البناء الإجتماعي والعلاقات بين الأفراد في الإنهيار والتفكك وخاصه العلاقة الزوجية،
وفى الغالب يكون السبب هو معاناة أحد الطرفين من إنعدام المشاعر وعدم تعبير الزوج أو الزوجة عن عواطفهما تجاه الآخر، وعدم وجود حوار يربط بينهما أو تفاهم وانسجام، بما يتضمنه ذلك من تعبير عن الأفكار والمشاعر واحتياجات واحباط كل طرف منهما، وبالتالي الوصول معا الى صيغة تفاهم حول كل ما يتعلق بحياتهما المشتركة وسبل إشباع هذه الإحتياجات وسبل علاج الإحباط للوصول نهائيا إلى هدف السكن والمودة والرحمة.