بسام القصاص يكتب: د . محمد صباح السالم .. رجل المرحلة
بخبرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد ورؤيته للكويت التي أعلنها في خطاب توليه السلطة، عيّن الدكتور محد صباح السالم رئيسا لمجلس الوزراء والحكومة رقم 45 في تاريخ الكويت، ما يعكس جدية سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد في تنفيذ ما تعهد به أمام نواب البرلمان في خطابه التاريخي، بتحييد أطراف الصراع المتناحرة داخلياً، والتي عطلت المشهد السياسي الداخلي في الفترة السابقة، وتنفيذ رغبة الشعب في إنهاء التأزيم وحل جذور الخلاف، عبر غربلة مدروسة لكل التحزبات والمحسوبيات لأطراف معينة أضرت الدولة والشعب، وإعادة هيكلة السلم الهرمي لقيادات الأجهزة التنفيذية بحيث تعتمد على الكفاءة لا الوساطة والمحسوبيات، لكل ذلك وأكثر لم يجد أفضل من د. محمد صباح السالم رجل العلم والخبرة، صاحب الدكتوراة من هارفارد البريطانية، وصاحب الخبر العملية الكبيرة في مناصب تؤهله لأن يكون واحدا من رؤساء الوزراء المؤثرين في تاريخ الكويت.
الكل يتحدث الآن بلسان واحد “الكويت لن تكون كالسابق”.. الكل متفائل (خاصة بعد خطاب سمو الأمير) وزاد تفاؤلهم بعد تعيين د. محمد صباح رئيسا للوزراء، لأن المعروف عنه أنه شخصية محبوبة ودمثة الأخلاق، وشديد التواضع رغم أن والده أمير وجده أمير وعمه أمير وأخواله أمراء، كذلك سبق أن تقلد منصب نائب رئيس الوزراء ووزير للخارجية كما تقلد عدة وزارات أخرى وكان متميزاً في كل منصب وقيادة تولاها، فهو محبوب من الشعب مهاب من المسؤولين، وهو ما يرده سمو الأمير، التقرب للشعب ومعرفة ما يريده وتوجيه المسؤولين بتنفيذه ومتابعته.
وأتذكر أنه في عام 2011 قدَّم محمد صباح السالم استقالته من منصبه كوزير للخارجية، “احتجاجاً على خلفية قضية إيداعات مليونية تم إثارتها آنذاك، وقيل إن مسؤولين حكوميين ونواب متورطون فيها”. وقالت مصادر صحفية آنذاك: “أن الوزير فضّل الاستقالة من حكومة لا تطبق إصلاحات حقيقية” ليرتفع بعدها رصيد الدكتور محمد صباح السالم سياسيا وشعبيا، وأظن أن من أساب اختيار سمو الأمير له هو انضباطه وسيرته العطرة، خاصة أن سمو الأمير قام بتطوير المؤسسات التي عمل بها وأدارها في سنوات الخبرة الطويلة كمؤسسة الحرس الوطني التي طورها وقوى أفرادها، إلى جانب غيرها من المؤسسات، بحزم ورؤى واضحة، ما يعكس قدرة سموه وجديّته التي انعكست باختيار سموه للدكتور محد صباح السالم لتتحقق رؤية الكويت للاستقرار والتنمية والإصلاح، وتواكب مسيرة الدول المتقدمة، وتستعيد دورها عروساً للخليج ودرة سياسية واقتصادية نادرة.