عضو هيئة كبار العلماء: توافد آلاف المصلين إلى الجامع الأزهر يؤكد استعادة مكانته وعظمته
عضو هيئة كبار العلماء يدعو المسلمين إلى الإنفاق والبذل والعطاء اقتداءً بالنبي
كتب/ جودة لطفي
ألقى فضيلة أ.د أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، درس التراويح اليوم الثلاثاء بالجامع الأزهر في سادس أيام شهر رمضان الفضيل، حيث عبر انشراح صدره بما يراه في الجامع والوفود التي تتوافد على الجامع الذي يستعيد مجده وعظمته، واستقبال المصلين فيه في هذا الشهر المبارك شهر رمضان، فالأزهر بعد المسجدين كما قال أمير الشعراء بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وقال الدكتور عمر هاشم إن الجامع الأزهر دُرة الأماكن ومفخرة مصر بلد الأزهر، والأزهر محفوظ ورب العزة من ورائه محيط، مؤكدا أننا ينبغي علينا أن نتأسى بسيدنا المصطفى ﷺ في رمضان، حيث كان ﷺ أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل فيدارسه بالقرآن، فلَرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة، هو أجود الناس على الإطلاق، ما قال لا قط إلا في تشهده، ولكنه في رمضان كان أجود ما يكون، ويجب أن نقتدي به في هذا، وهو قال ﷺ عن هذا الشهر إنه شهر الصوم وشهر الصبر وشهر المواساة شهر يزاد في رزق المؤمن فيه، وقال: «ومن فطر فيه صائمًا كان مغفرةً لذنوبه وعتق رقبته من النار».
عضو هيئة كبار العلماء: القرآن مفخرة تالدة ومعجزة خالدة
وأكد فضيلته ضرورة الإنفاق والبذل والعطاء اقتداءً بسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالبذل والإنفاق برهانٌ قاطعٌ ودليلٌ ساطعٌ على قوة إيمان الإنسان، والصدقة برهان، والسخي كما قال الرسول ﷺ: السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَالبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِيدٌ مِنَ الجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَالْجَاهِلُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَابِدٍ بَخِيلٍ. داعيًا فضيلته إلى مضاعفة الكرم والجود خاصة على المحتاجين وما أكثرهم وعلى الفقراء وما أكثرهم وعلى أولي الأرحام وعلى كل الناس، لأن رسولنا كان أجود ما يكون في رمضان، وأن نثق في أن الله سيخلف على العبد مهما بذل ومهما ضاعف البذل، يقول رب العزة: {وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}.
وبين فضيلته أهمية قراءة ومدارسة القرآن في رمضان، وقد كان رسولنا ﷺ عندما ينزل عليه جبريل في كل رمضان يدارسه القرآن، حيث كان الرسول يقرأ القرآن وجبريل يسمع، ويقرأ جبريل القرآن والرسول يسمع، فقراءة ومدارسة القرآن لها عظمة ولها مكانة، فقد قال الحق سبحانه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا}، فالذين يقرءُون القرآن ويحبونه من الذين اصطفاهم الله، فعلينا في شهر القرآن أن نحرص على تلاوة القرآن وعلى الاستماع إلى القرآن، لأن الرسول ﷺ كان يحب أن يستمع إلى القرآن من غيره، وكان يقول لعبد الله بن مسعود: «اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ، قُلتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ، وعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قالَ: إنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمعهُ مِن غيرِي»، لافتًا فضيلته إلى أنه ما كان صوم رمضان إلا شكرًا لله على نزول أجل نعمة إلهية فيه وهي نعمة نزول القرآن.
صوم رمضان يعد شكرًا لله على نزول نعمة القرآن
وأضاف فضيلته أننا ونحن هنا في رحاب أزهرنا الشريف نتذاكر مع صلاة القيام ونتدبر تلاوة القرآن الجميلة التي تُقرأ بالصوت الخاشع فإذا بنا نهتدي بهداية القرآن، وإذا بنا ننصاع إلى القرآن، وإذا بنا يقلع من على معصيته من المعصية، لأن القرآن مفخرة تالدة ومعجزة خالدة، ورسولنا الكريم يقول: (ما اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ مِن بُيوتِ اللهِ تَعالى، يَتلُونَ كِتابَ اللهِ، ويَتَدارَسونَه بَينَهم؛ إلَّا نَزَلتْ عليهمُ السَّكينةُ، وغَشيَتْهمُ الرَّحمةُ، وحَفَّتْهمُ المَلائِكةُ، وذَكَرَهمُ اللهُ فيمَن عِندَه.).