القزم (1).. قصة قصيرة

بقلم: حليم سمير

المكان: شق التعبان
الزمان: أيامنا الحاضرة داخل هذا المكان، والذي يشتهر بصناعة الرخام والجرانيت وبأحد المصانع المنتشرة في ربوعه نجده ذلك الصغير، والذي اتركه منذ الآن ليتحدث ويروي قصته.

أهلا بيكم أسمي جابر من الصعيد الجواني محافظة قنا عمري معرفش بالتحديد بس معدي الثلاثين مستغربين عشان الراوي، قال الصغير: بس ده حقيقي أنا فعلاً جسمي صغير أو زي ما بيحبوا يسموني هنا قزم.

كنت أضايق والناس بتنادينه بيه من وأنا حتى عيّل صغير كنت باحس أني أضعف منهم كلهم، لكن الضيق ده كله أتحول لفخر وبقيت بحب أسم الشهرة قزم.

خلاص خلاص هأحكي مش هسيبكم تحتاروا.

الحكاية بدأت من حوالي عشر سنين أو أزيد شوية كنت زهقت من معايره الناس ليا في البلد وقررت اهج (ارحل) وفعلاً جهزت البوجة (الحقيبة) ونزلت على مصر وكنت أول مرة أشوف محطة مصر وزحمتها اللي مش ممكن أنساها وطبعا ليكم أنكم تتخيلوا واحد في حجمي يعمل إيه في الزحمة! المهم خرجت منها بكدمتين وهدوم مبهدلة وقفت أتفرج على مصر ومحتار أروح فين ولا أتصرف إزاي المهم لقيت جامع كبير قوي في الميدان رحت عنده وعشمان في ربنا أن حد يدلني المهم دخلت المسجد صليت الظهر وأنا خارج لقيت حد بيقولي تعالي كان شيخ كبير ذو وجه مريح.

الشيخ: تعالي يا ابني شكلك لسه واصل كل لقمة وأتوكل على الله فرحت لأني فعلاً كنت جعان وفلوسي على القد قوي كلت وشبعت وطلبت منه يدلني على مكان أقدر أبات فيه وصفلي شارع جنب الجامع على طول عرفت اسمه بعدين كلوت بك، وقالي على مكان رخيص للسكن فعلاً رحت وبيت ليلتي وتاني يوم ابتديت أدور على شغل وطبعا انتوا عارفين اللي حصل الكل رفضني بسبب جسمي الصغير وطبعًا كنت اسمع ضحكهم وكلمة قزم تتردد بينهم تعبت كتير والفلوس خلصت وبقيت ببات علي الرصيف ولولا إني كنت بروح المسجد أكل لكنت مت من الجوع المهم كنت باللف على أي شغل حتى لو أمسح حمامات والرد واحد مفيش مكان لقزم لحد ماجه اليوم اللي غير حياتي..
يتبع..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى