“الخزعبلات 2”.. فيلم كوميدي متهم بإرسال تعويذات شيطانية للمنازل

كتبت/ ليا مروان

لم يكن أحد يتوقع أن تُعيد المخرجة الأميركية آن فليتشر إصدار فيلم “الخزعبلات 2” (Hocus Pocus 2)، الذي عُرض على منصة ديزني يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي بنجماته الثلاث (بيت ميدلر، وكاثي نجيمي، وسارة جيسيكا باركر) اللائي ظهرن قبل 29 عاما في الجزء الأول من الفيلم.

وكان عام 1993 شهد صدور فيلم الكوميديا العائلية ​​الخيالية “الخزعبلات” (Hocus Pocus)، الذي أخرجه كيني أورتيغا، عن قصة تحمل الاسم نفسه للكاتب الأميركي تود ستراسر، ولم يحظ حينها باهتمام النقاد، كما لم يفز بأكثر من جائزتين و11 ترشيحا، رغم تحقيقه إيرادات تجاوزت 45 مليون دولار، مقابل ميزانية قدرت بنحو 28 مليونا، ورغم اعتباره طقسا كلاسيكيا في يوم “الهالوين” لقرابة 3 عقود، واستحواذه على إعجاب الأطفال من جيل الألفية، وتحوله إلى “مصدر إلهام لنحو 21 زيًا من أكثر أزياء الهالوين رواجا”، وفقا لمجلة “باريد” (parade).

يعد الجزء الثاني “تكملة أكثر ذكاء وإلهاما، مما كان عليه الفيلم الأول”، على حد قول الناقد جاستن تشانج، الذي يتوقع “قضاء وقت جيد في مشاهدته”، وذلك رغم ما صاحبه من ردود أفعال أثارت جدلا، من بينها ما نشره موقع “توداي” (today)، أن إحدى الأمهات الأميركيات حذرت الأسر من الفيلم، قائلة “إنه سيطلق الجحيم على أطفالك، فهو مبني على ساحرات يسيطرن على عقول الصغار، بتعويذات يرسلنها عبر التلفاز”.

من قصة كلاسيكية إلى رمز ثقافي
“التحدي الذي تواجهه تكملة فيلم محبوب يكمن في الحفاظ على ما يكفي من الفيلم الأصلي، وإسعاد المعجبين الأصليين، من دون التكرار الممل الذي قد يُضجر المشاهدين الجدد”، كما تقول الناقدة نيل مينو، التي ترى أن الإصدار الجديد قد فعل هذا على نحو صحيح تماما؛ إذ “احتفل بأبرز أحداث الفيلم الأول، مثل الموسيقي الرائعة، وبعض اللحظات المضحكة للغاية”.

في إصداره الأول عام 1993، نجح الفيلم في أن يتحول من مجرد قصة كلاسيكية لـ3 أخوات ساحرات حُكم عليهن بالإعدام إلى “رمز ثقافي شكّل ظاهرة في العروض التلفزيونية، والفيديو المنزلي، وأصبح تقليدا سنويا للعديد من العائلات، وشارك الآباء -الذين أحبوه في التسعينيات- الجيل التالي مشاهدته”.

يأتي الإصدار الجديد بعد ما يقرب من 30 عاما، وبنجماته الساحرات الثلاث المضحكات أنفسهن، الأخوات ساندرسون، وينيفريد (بيت ميدلر)، وماري (كاثي نجيمي)، وسارة (سارة جيسيكا باركر). ليكون “أجمل قليلا من الإصدار الأصلي، ويجعل المعجبين من جميع الأجيال سعداء، ويضيف بعض التحديث اللطيف، وبعض التنوع المرحب به، ويستبعد بعض العنف”، حسب مينو.

شمل طاقم التمثيل من الفيلم الأول، الممثل دوغ جونز، في دور “بيلي بوتشرسون” بإضافات جديدة تشمل الكوميديا ​​القوية، والقس تراسك (توني هيل)، وغيلبرت (سام ريتشاردسون) صاحب متجر السحر، والقوة السحرية الشاملة، تيد لاسو (هانا وادينغهام).

فتيات يتسببن في عودة الساحرات
بعد لقطة افتتاحية علوية تشير إلى الإصدار الأول من الفيلم، نرى أخوات ساندرسون، فتيات صغيرات بعد رحيل الأب والأم. ونرى القس تراسك (توني هيل)، وهو يقرر تزويج ويني (بيت ميدلر) من أحد شبان القرية، ويرسل باقي الفتيات الصغيرات للعيش مع عائلة أخرى.

لكن ويني ترفض، وتهرب بصحبة أخواتها إلى الغابة المحرمة، حيث يلتقين بالساحرة البراقة للغاية هانا وادينغهام التي تقدم لهن كتاب التعاويذ (أحد العناصر الأساسية في الفيلم الأول)، المُغلف بمقلة عين بشرية تبدو وكأنها ترى.

في الوقت نفسه، تستعد طالبات المدرسة الثانوية بيكا (ويتني بيك) وإيزي (بيليسا إسكوبيدو) للاحتفال بيوم الهالوين بالتزامن مع عيد ميلاد بيكا، في غياب صديقتهما الأخرى كاسي (ليليا باكنغهام)، ابنة عمدة المدينة المنحدر من نسل القس تراسك، هذا الصارم، المليء بالحيوية، الذي لعب النجم توني هيل دوره مرة أخرى.

بيكا وإيزي تحبان تجربة السحر وقضاء كثير من الوقت في “متجر السحر” الذي يملكه غيلبرت والذي أعطاهما تعويذة الشمعة السوداء (أحد العناصر الأساسية في الفيلم الأول أيضا)، ورغم أنهما تدركان جيدا أسطورة أخوات ساندرسون، وأن العذرية شرط لتفعيل قوة الشمعة لإعادة الساحرات، فإنهما لم تترددا في تفعيلها.

تعود أخوات ساندرسون في ليلة عيد الهالوين، حين يحتفل رواد الحفلات بالملابس الغريبة والحيل والخداع، وكما حدث في الفيلم الأول، تسعى الساحرات للانتقام من القس تراسك، وامتصاص أرواح الأطفال، للحصول على الشباب الأبدي.

طغيان الحنين على الموضوعية
يصف الناقد الفني بنيامين لي النسخة الجديدة من فيلم الخزعبلات بأنها “متابعة مسطحة بشكل مخيب للآمال، تعود فيها بيت ميدلر مع شقيقتيها ليقتلن الأطفال، في محاولة لتلميع الأشرار، طغى فيها الحنين على الموضوعية”.

فبينما طُردت الأخوات الثلاث في الفيلم الأول، لكونهن غريبات الأطوار يرفضن الزواج، ويتبعن الساحرة هانا وادينغهام، ويستولين على أرواح الصغار، “تأتي نسخة 2022 من الفيلم، لتصنفهن متطرفات يساء فهمهن، في تزييف خاطئ بشكل غريب، بحجة أنهن لم يقتلن طفلا واحدا هذه المرة”.

“لم تكن الأخوات ساندرسون ساديات، لكنهن كنّ شريرات يتغذين وينشطن عن طريق امتصاص قوة حياة الأطفال”، حسب رأي بنيامين لي، الذي يرى أن المخرجة آن فليتشر قدمت في نسختها الجديدة “لمسة معاصرة تم إجراؤها بيد ثقيلة، مفادها أنه يمكن للسحر أن يكون قوة محررة للمرأة”.

بعد أن شكا بنيامين لي من إصابته بالصداع النصفي، في أثناء محاولته فهم النسخة الجديدة من الفيلم، ها هو الناقد بريان ترويت يضيف إلى الآراء المهاجمة للإصدار الجديد، قوله “بمرور الوقت، ستدرك تماما كيف انتهى مسار فيلم (الخزعبلات 2) إلى تكملة غير ضرورية بشكل رهيب، وتفتقر إلى أي تعويذة تُرضي حنين المعجبين إلى الماضي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى