بقلم/ عاطف طلب
حكومات متعاقبة تتنافس على زيادة اتعاس وافقار المصريين
فالمرتب الذى كان يكفى بالكاد منذ سنين أصبح لا قيمة له الآن وخاصة مع ارتفاع الاسعار والتضخم.
فالمصريون يرون من تدبير مصاريف يومهم هماً يزداد يوماً بعد يوم ! بعد أن أصبح المستقبل شيئا صعباً لا يمكنهم التفكير فيه وإلا ماتوا من الحسرة.
فقد شهدت السنوات الأخيرة عدداً من الموجات العاتية لارتفاع الاسعار وخاصة تلك المتعلقة باسعار الغذاء والنقل والخدمات التعليمية والصحية وفى اسعار مستلزمات البناء والتشييد.
وإن كان علماء الاجتماع يؤكدون على ان شخصية الإنسان المصرى تستطيع التأقلم مع كل ضغوط الحياة مبتكرين حيلاً جديدة لتدبير متطلبات المعيشة والصبر على معاناتها مشيدين بدور ربة المنزل المصرية فى تدبير مصاريف المنزل دون اللجوء إلى الاقتراض الخارجى ربة المنزل المصرية ابتكرت الجديد من الحيل للتغلب على متطلبات المعيشة كاللجوء إلى ما بسمى الجمعية خاصة فى المواسم والأعياد والمناسبات كموسم دخول المدارس
فالمواطن المصرى يستخدم النكتة والقفشة والسخرية سلاحاً لمواصلة التكيف وتحمل ثقل مداراة الواقع والتى تعمل كوسيلة على تفريغ طاقة الغضب التى اصبحت احد جوانب الشخصية المصرية.
الشعب المصرى يستخدم النكتة السياسىية لتفريغ طاقة الغضب من الحكومة للصبر على معاناة الحياة اليومية . فالنكتة والمرح حيلة نفسية يستخدمها المصرى كحائط دفاع ضد الحزن العميق الكامن فى الشخصية.
ولهذا نجد المصريين يضحكون كثيراً رغم انهم ليسواء سعداء فانتشار ما يسمى الرشوة أو الاكرامية بين موظفى الدولة الذى انتشر بشكل وبائى فى التعامل خلال الاونة الاخيرة حتى اصبح القاعدة الأساسىية بين أروقة المكاتب الحكومية احد وسائل التكيف مع ظروف المعيشة الصعبة والدخول الضئيلة ولكن بطريقة سلبية.
وعاماً بعد عام تثبت البطالة مكانتها فى صدارة المشاكل التى تعيق التنمية فى دول العالم الثالث.
وإن كانت الحكومات المتعاقبة لا تعد خططاً لمواجهة هذه المشكلة متجاهلة اثرها السلبى على جيل الشباب.
حيث ان هناك نسبة لا يستهان بها من الشباب يلجؤون إلى مهن لا ترتبط فى كثير من الأحيان باختصاصاتهم الجامعية، وعلى الرغم من ذلك إلا انه هناك العديد من الذين تركوا اسرهم واطفالهم بعدأن عجزوا عن الوقوف بصمود امام موجة الغلاء الجارف.
وباتت ظاهرة الغلاء موضة فى السلع فكل سلعة ارتفع سعرها بقدر النصف وربما ارتفعت ضعفاً كاملاً وليس لديهم أى حيلة تجاه هذا الشىء إلا أن يرضى بذلك ويقبله ويصبر عليه .
atef_teleb77@yahoo.com
زر الذهاب إلى الأعلى