جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي تنظم محاضرة افتراضية حول التغيرات الوراثية في إكثار نخيل التمر
كتبت/ هالة شيحة
نَظَّمَت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي محاضرة علمية افتراضية بعنوان التغيرات الوراثية في إكثار نخيل التمر بتقنيات زراعة الأنسجة، قدمها الدكتور عبد الله بن عبد الله، مدير مشروع تطوير نظم إنتاج مستدامة لنخيل التمر في دول مجلس التعاون الخليجي (ايكاردا)، بحضور 62 من الخبراء والمختصين والمهتمين بزراعة النخيل وإنتاج التمور بشكل عام، يمثلون 20 دولة.
وأشار الدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام الجائزة، بأن هذه المحاضرة تأتي ضمن توجيهات معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء الجائزة، في إطار التزام الجائزة بنشر المعرفة العلمية المتخصصة بزراعة النخيل وإنتاج التمور.
من جهته استعرض الدكتور عبد الله بن عبد الله أسباب حدوث التغيرات الوراثية التي تنتج في شتول النخيل النسيجي وعلاقتها بالتقنيات المستخدمة والمختبرات وكذلك التوصيات التي يمكن تقديمها لتفادي حدوث الطفرات وللمزارعين عند شراء الفسائل النسيجية. وأضاف لقد جرت العادة أن تتكاثر شجرة نخيل التمر ككل النباتات إما بطريقة التكاثر البذري (تزاوجي أو جنسي) ويتولد عنه نسل مختلف وراثياً أو يتم عبر النواة ويسمى التكاثر الخضري (غير تزاوجي) وهذا ينتج نسل متوافق وراثياً مع الأصل ويتم عن طريق الفسائل وهو الأكثر استخداماً. ومن طرق الإكثار الخضري الحديثة نجد زراعة الأنسجة التي تعني زراعة خلية أو نسيج أو حتى عضو نباتي داخل أوعية زجاجية تحتوي على بيئة غذائية متوازنة وتحت ظروف بيئية معقمة ومتحكم بها من حيث الحرارة والإضاءة وذلك من أجل إنتاج نبات كامل.
وأكد المحاضر أن تقنيات زراعة الأنسجة لها مميزات كثيرة حيث تستجيب للطلبات المتزايدة على الفسائل كما أنها تنتج عدد كبير من النباتات من نفس الصنف (أو من فسيلة واحدة) وتعطي فسائل عادة متطابقة وراثياً فيما بينها ومطابقة للأم كما أنها خالية من الأمراض وبذلك توفر فسائل قابلة للنقل بين الأقطار دون نشر للأمراض والآفات كما أنها تتصف بوجود مجموع جذري يرفع من نسبة نجاحها في البستان المستديم ويساعد على سرعة النمو. ومن مميزاتها أيضاً أنها توفر فرص استثمار ذات جدوى اقتصادية جيدة. ورغم هذه المميزات فإن لتقنيات إكثار النخيل بزراعة الأنسجة بعض المشاكل تتمثل في ظهور بعض التشوهات الفسيولوجية والمورفولوجية والتي تظهر في نخيل التمر من أصل جنيني لا جنسي. وبدأ هذا الوضع بالفعل يتسبب في بعض الخسائر المالية لمزارعي النخيل وإحراج للمختبرات التجارية المعنية.
وأشار الدكتور عبد الله أنه تم تطوير وتطبيق تقنيات مختلفة لدراسة مطابقة الفسائل النسيجية للنخلة الأم. وتشمل هذه التقنيات الفحص الهستولوجي، والإنزيمي والبيولوجيا الجزيئية / تقنيات البصمات الوراثية. ومع ذلك، يبقى التحقق باستخدام الصفات المورفولوجية هو الوسيلة الشائعة الاستخدام للتأكد ما إذا كانت النباتات المتأتية من زراعة الأنسجة مطابقة لصنف النخلة الأم أم لا.
وفي ختام المحاضرة أشاد المحاضر بالدور الكبير الذي تقوم به جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في دعم وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على مستوى العالم، من خلال تنظيم المهرجان الدولي للتمور الأردنية والمهرجان الدولي للتمور السودانية والمهرجان الدولي للتمور المصرية والمهرجان الدولي للتمور الموريتانية وما رافقها من أنشطة وفعاليات، التي ساهمت بشكل فاعل في زيادة السمعة للتمور العربية وارتفاع في حجم الصادرات، بالإضافة الى سلسلة المؤتمرات الدولية التي تنظمها الأمانة العامة للجائزة.