الدكتور اشرف السعيد مدير معهد أمراض النبات : القيادة السياسة تدفع قاطرة البحث العلمي للأمام بمشروعات قومية واعدة 

شعارنا : تقديم منتج زراعي آمن صحيا .. ورفع قيمة صادرتنا

 كتب/ محمد نبيل

 

يعد معهد أمراض النبات أحد الأعمدة الرئيسية التاريخية التي تعتمد عليها وزارة الزراعة بشكل اساسي في مواجهة كافة التحديات والامراض التي يمكن ان تتعرص لها المحاصيل المختلفة بمختلف محافظات مصر ، كما يمثل المعهد السد المنيع ضد اي آفات قادمة من الخارج يمكن ان تهدد الاراضي المصرية لذلك كان لزما علينا ان نلتقي والدكتور أشرف السعيد خليل مدير المعهد للتعرف علي كافة التطورات التي يشهدها المعهد في الوقت الحالي علاوة علي اهم الإنجازات التي تم تحقيقها سواء فيما يتعلق منها بالجانب الارشادي او البحثي او الإنتاجي ، كما يظهر أهمية هذا اللقاء في كونه يتوقف عند الدور الذي يقدمه باحثي المعهد في المتابعه والاشراف علي المشروعات القومية الزراعية والهادفة الي تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل خاصة الإستراتيجية منها ، علاوه علي رفع صادرتنا وتقليل فاتورة الإستيراد من الخارج لينعكس ذلك علي الإرتقاء بالإقتصاد المصري وتحقيق التنمية المستدامة واستيراتيجية 2030 فألي نص الحوار  :

بداية : حدثنا عن أهم الإنجازات التي حصدها المعهد مؤخرا ؟

للمرة الأولى منذ انشاء المعهد نجحنا في إعتماد وتسجيل ثلاثة معامل وحصولهم علي الايزو ؛ وتعد هذه الخطوه نتاج لمجهود كبير سواء إداريا او فنيا كما تمثل إضافة جديدة ليس فقط للمعهد او مركز البحوث الزراعيه بل للمنظومه الزاعية ككل ولمصرنا الحبيبة .

وما هي هذه المعامل  ؟

بداية تم تجديد إعتماد معمل سمارت لاب لتشخيص الأمراض النباتية وحصوله علي شهادة الايزو    Iso / IEC 9001 : 2015   والتي تتضمن توفر المواصفات القياسية التي تتعلق بنظام ادارة الجودة في المعمل وعلي شهادة الايزو Iso / IEC 9001 / 17025: 2017  والخاصة بتقييم كفاءة مختبرات الفحص التي تعتمد علي تكنولوجيا ال DNA ، وكذا اصدار شهادات دولية للخلو من الامراض الفيروسية و الفيتوبلازما التي تصيب المحاصيل البستانية الهامة مثل الموالح والفراولة والبطاطس والطماطم والزيتون والعنب والمشمش والخوخ بما يسهم في تنمية القدرات التصديرية للمنتجين المصريين وزيادة الوعي بين العاملين في القطاع الزراعي من خلال عقد الدورات التدريبية التي تهتم بتوصيل كل ما هو جديد في مجال الامراض النباتية وتشخيصها وزيادة الجهود لتطوير طرق جديدة في تشخيص الأمراض ، كما يقوم المعمل بفحص فيروسات البطاطس والمتمثلة في Y و  X و S و  M وإلتفاف أوراق البطاطس A  وموب توب ، كما يفحص فيروس تجعد واصفرار اوراق الطماطم وفيروس الذبول المتبقع وتلون الأوراق والتلون المعدي وفيروس توريدو الطماطم ، كما يفحص في الموالح فيروس التدهور الريع ، وقوباء الموالح ، وفيرويد تشقق قلب أشجار الموالح ، كما يفحص المعمل فيروس تجمد الفراولة ، وتبرقش الفراولة ، التبقع الحلقي الكامن في الفراولة ، وتحزم عروق الفراولة ، والحافة الصفراء وموزيك الأرابس ، اما فيروسات الزيتون التي يتم فحصها تتمثل في فيروس الكامن للزيتون بنوعيه ، وفيروس موزاييك الخيار والاصفرار المتخفي والتبقع الحلقي الكامل ، وكذلك فيروس الورقه المروحية للعنب والتفاف الأوراق وفيروس A و B وفيروس نمشو ترقط العنب GFKV
كما يتم فحص فيروسات الاشجار حجرية النواه (  المشمش والخوخ  ) كجدري الخوخ وتقزم الخوخ والبرقوق والبقع الحلقية الميتة في الخوخ وغير ذلك .

 للمرة الأولى : إعتماد ثلاثة معامل وحصولهم علي الأيزو ..ولدينا رؤية مستقبلية  لمواكبة أحدث التقنيات العالمية

 

وماذا عن المعامل الآخري ؟

هناك معمل الممرضات النباتية الحجرية الحاصل علي شهادة الايزو 17025 ، حيث تم توسعة مجال الإعتماد ليشمل عدد أكبر من الآفات الحجرية كادخال مسبب مرض البيوض في النخيل ومسبب مرض احمرار القلب في الفراولة ومرض العفن البني في بعض الثمار ومسبب mal secco في الموالح .
وانوه هنا بان لدينا خطة مستقبلية خاصة بهذا المعمل تنحصر في اعتماد عدد اكبر من طرق الكشف عن الآفات الحجرية طبقا للمواصفات القياسية وإجراء إختبارات ال Validation لهذه الطرق ، وكذلك تطوير الطرق المستخدمة في الفحص لتشمل استخدام تقنية ترتكز علي ال Real _ time PCR لكي يتمكن المعمل من الكشف علي عدد اكبر وبطريقه سريعة ، كما نستهدف المساهمة في برامج تدريب الباحثين والاخصائيين علي طرق الفحص والتشخيص للأمراض الحجرية واستخدام تقنيات البيولوجيا الجزيئية .
واخيرا تم تجديد إعتماد معمل تشخيص وتعريف الفيروسات بعد اعتماده من المجلس الوطني للإعتماد ابريل 2020 ، والذي يضم احدث الأجهزة والتقنيات الحديثة للكشف عن الفيروسات والفيتوبلازما ، كما يقوم بفحص وتشخيص الفيروسات علي العوائل النباتية المختلفة وتطوير طرق فحص جديدة ومتخصصة وفعاله للكشف عن الفيروسات الحجرية وكذا المشاركة في اجراء برامج حصر الأمراض الفيروسية الموجودة بمصر وتوفير المعلومات الفنية والعلمية اللازمة لاجراء تقييم مخاطر الفيروسات النباتية والمشاركة في برامج التدريب  وايضا برامج التربية وانتاج تقاوي وتقييم هجن الخضر المنتجة للمقاومة للأمراض الفيروسية المختلفة واخيرا فحص وتشخيص وتعريف الفيروسات النباتية في العينات الواردة من الجهات المختلفة .

هل توجد عمليات تطوير آخري ؟

بالفعل تم تزويد معمل الأصداء بقسم أمراض القمح بغرفة نمو متطورة لإستخدامه في لقاحات الأصداء و تجارب سلالات القمح مما يطور العمل سواء علي مستوي الدقة أو السرعة في تقييم سلالات الأصداء المصرية وتقييم أصناف القمح

كما  تم تزويد معامل الأقسام بميكرسكوبات و حضانات و أجهزة قياس لوني (اسبتكتروفوتوميتر) وموازين حساسة و ماصات ميكروميترية ومعقمات لزيادة كفاءة العمل و دقته.
كما تم تزويد المعمل المركزي بالمعهد بجهاز تحليل وتفسير نتائج تفريد الحامض النووي DNA و RNA وذلك ليمكننا من تحديد القرابة بين الأجناس و السلالات الفطرية و الفيروسية و البكتيرية مما يساهم في دراسة وتحديد العلاقات المختلفة التي تحكم العملية الإمراضية.

كما تم تصليح وصيانة جهاز GC-Mass وهو من أهم وأحدث الأجهزة في التحليل البيوكميائي للعينات النباتية و الممرضات بأنوعها مما يساهم في دراسة التغيرات البيو كميائية التي تحدث داخل النبات نتيجة للاصابة وتمكننا من معرفة اسباب مقاومة الأصناف النباتية المختلفة وكذلك دراسة العلاقة بين العائل و الطفيل.

كما تشمل عملية التطوير أيضاً صيانة صوب قسم أمراض القطن لما لها من دور هام في عملية تقييم أصناف القطن المصري وتطوير زراعة الأقطان في مصر هذا كله في ظل ما يشهده معهد بحوث أمراض النباتات من نهوض في صيانة وتطوير البنية التحتية لزيادة كفاءة العمل عن طريق زيادة معدلات صيانة الأجهزة حيث تم في الفترة الأخيرة صيانة ما يقارب من 60 جهاز وعلي رأسهم جهاز GC-Mass وإمداد المعأمل بالاجهزة المتطورة مثل اجهزة الـPCR والبيولوج و وأجهزة التفريد الجيني والبروتيني ، كما تم الإنتهاء من مبني قسم الأمراض الفيروسية وتجهيز معمل زراعة الأنسجة الذي يعتبر إضافة كبيرة للمعهد ولمركزالبحوث الزراعية لما به من إمكانيات انتاجية عالية .

هل شهدت الفترة الماضية تكثيف للجانب الإرشادي والبحثي   ؟

بالفعل وصل عدد عدد البحوث الي (107) وعدد رسائل دكتوراه ( 2 )
وعدد رسائل ماجستير (2) كما وصلت عدد الدورات التدريبية الارشادية الي ( 14 ) ، وعدد ايام الحقل الي 98  ، كما عقد 52 ندوه إرشادية وحلقات مناقشة  ؛ كما جاء ذلك وفقا لخطة المعهد المتمثلة في احياء الثقة بين القطاع الخاص والمعهد وتفعيل دور البحوث في النهوض بانتاجية المحاصيل الهامة وزيادة معدلات التصدير والوصول الي مصادر لتمويل الافكار البحثية البناءه والتي تهدف الي زيادة العائد من تطبيقها فضلا عن تبني وتمويل البحوث التطبيقية في مجالات مقاومة الأمراض النباتية بإستخدام الطرق الحيوية وتقليل استخدام المبيدات للوصول الي منتج حيوي خالي من المبيدات وقابل للتصدير
.
كما اشدد هنا بدور القيادة السياسة الحكيمة الرشيدة في دفع قاطرة البحث العلمي للإمام من خلال المشروعات القومية الواعدة ؛  والتي تهيأ المناخ المناسب للابتكار والإبداع للباحثين والانطلاق من حيث انتهت الدول علاوه علي وضع رؤية شاملة للعالم الخارجي وما تحتاجه الاسواق العالمية ورفع قيمة صادرتنا وتقليل فاتورة الإستيراد .

 نجحنا في إدخال تقنية إستخدام النواقل الجينية الذكية .. ونسعي لتعظيم دور الثروة الميكروبية لخدمة الإنتاج الزراعي

 

وماذا عن البرامج  الإنتاجية والخدمية التي يقدمها المعهد  ؟

تم الإنتهاء من تنفيذ البرنامج الشتوي لتقييم مبيدات الآفات الزراعية للمحاصيل الشتوية بواقع تجريب عدد 210 مركب وجاري تنفيذ البرنامج الصيفي ؛ لتقييم مبيدات الأفات الزراعية للمحاصيل الصيفية بواقع تجريب عدد 850 مركب ، كماتقييم عدد 163 صنف نباتي لبيان مقاومته أو تحمله للأمراض النباتية .

كما تم المرور علي المحاصيل الحقلية خاصة محاصيل الذرة والقمح والأرز وبنجر السكر و قصب السكر والخضر خاصة الطماطم والبطاطس والفراولة والقرعيات والفاكهة خاصة المحاصيل لا التصديرية مثل العنب والموالح و الرمان و النخيل و المانجو بمحافظات مصر المختلفة للوقوف علي الحالة المرضية وإعطاء التوصيات المناسبة للمكافحة
كما وصل عدد رسائل  التقاوي المفحوصة الي 6225 ، والعينات الخاصة بالمزارع 1247
كما وصل عدد  لجان المواني و المطارات الي 244 ، ولجان مزارع  التصديرالي 535 ، و
الطرود الواردة الي 248 .

 

ما الهدف الرئيسي لمعهد أمراض النباتات ؟

هدفنا الرئيسي وشعارنا هو ” منتج زراعي خالي من الأمراض آمن صحياً و قابل للتصدير ” ؛ وذلك في إطار المحافظة علي البيئة من التلوث ومن دخول أي مسببات مرضية جديدة و تقليل تكلفة الإنتاج .

وما هي الأهداف العامة والخاصة  ؟

تتمثل  أهداف المعهد العامة في زيادة الناتج القومى و الإرتقاء ‏بجودة المنتج الزراعي
وتقليل الخسائر الناتجة عن الأمراض النباتية ، وزيادة القدرة التنافسية للمحاصيل التصديرية
والحفاظ علي البيئة المصرية ‏من أي آفات خارج المنظومة ‏البيئية عن طريق منع دخول أي مسببات مرضية حجرية قد تشكل خطراً علي الزراعات في جمهورية مصر العربية ، وكذلك
الحد من التلوث الناتج عن ‏الإستخدام المفرط للمبيدات ‏لحماية صحة الإنسان والبيئة ، وكذا
مجابهة التغيرات المناخية ومدي تأثيرها علي الحالة المرضية للمحاصيل المختلفة .
اما الأهداف الخاصة فتنحصر في العمل علي نشر آليات تطبيق منظومة المكافحة المتكاملة للآفات ، وتبنى إستخدام الطرق الحيوية في المكافحة و تقليل استخدام ‏المبيدات ،
والعمل علي إنتاج مركبات حيوية ذات كفاءة عالية لمقاومة الأمراض ، و‏انتاج أصناف نباتية مقاومة للأمراض ، وكذلك إعداد خريطة محدثة للآفات و الأمراض النباتية خاصة الوبائية منها لمواكبة التغيرات المناخية ، وزيادة التعاون مع الجامعات و الهيئات المحلية و الدولية المختصة في مجال أمراض النباتات ، وكذا العمل علي تسويق الأبحاث و زيادة التعاون مع الشركات الزراعية و المستثمرين و المزارعين بصفة عامة في حل المشاكل التي تسببها أمراض النبات ، بالإضافة إلى التوسع في إنشاء المعامل المعتمدة لرفع كفاءة تشخيص الأمراض و تعريف المسببات ‏المرضية الحجرية ، والعمل علي زيادة الدقة والسرعة في ‏إتمام و إنجاز العمل ، ورفع كفاءة الباحثين و العاملين بالإدارة و تنمية القدرات البحثية والعملية.

هل توجد رؤية مستقبلية لديكم ؟

بالفعل هناك رؤية مستقبلية لدينا تتمثل في السعي نحو تطوير العمل في مجال امراض النباتات ليتواكب مع أحدث التقنيات العالمية ، وتطوير طرق حصر و تعريف و تشخيص الأمراض النباتية بأنواعها المختلفة على كافة المحاصيل الحقلية والبستانية ، وكذلك وضع برامج المكافحة المتكاملة لأمراض المحاصيل المختلفة والتفعيل التطبيقي لبدائل المبيدات وإنتاج المركبات الحيوية  ، وحفظ وتعظيم دور الثروة الميكروبية المصرية في خدمة الإنتاج الزراعي ، وأيضاً دراسة أهم التغيرات المناخية و البيئية ومدي تأثيرها علي انتشار و ظهور الأمراض النباتية في مصر ، وكذا وضع  برامج للإنذار المبكر والتنبؤ بالأمراض النباتية المختلفة خاصة الوبائية منها اعتمادا على الظروف المناخية المصرية ، علاوه علي الإستعداد لمواجهة أي خطر جديد ناتج عن دخول اي مسبب مرضي أو عزلات مرضية جديدة تؤثر علي المنظومة الزراعية في جمهورية مصر العربية .

في الختام نود أن نتعرف علي الخلفية التاريخية للمعهد ؟

ترجع الخلفية التاريخية لمعهد أمراض النبات إلي عام 1919 عندما أنشي فرع الفطريات بقسم التربية بوزارة الزراعة المصرية برئاسة أول مدير انجليزي الجنسية هو السيد برايتون جونز ، وفي عام 1925 اصبح فرع الفطريات تابعا لقسم وقاية النباتات ورأسه اول رئيس مصري الدكتور توفيق فهمي وقد انحصر عمل الفرع حصر امراض النباتات التي تصيب المحاصيل الرئيسية خاصة القطن ، وفي عام 1930 بعد عودة المبعوثين في مجالات البحوث الزراعية من الخارج قسمت وزارة الزراعة الي عدة أقسام بحثية ، وفي عام 1938 عين توفيق فهمي بالامر الإداري رقم 579وكيلا لقسم بحوث الفطريات لاول مره وفي عام 1939 اصبح رئيسا لقسم بحوث امراض النباتات بمصلحة وقاية المزروعات وقد عين الدكتور محمد منير بهجت وكيلا لذات القسم ، وتبعا لصدور القرار  الجمهوري رقم 1160 لسنة 1957 والذي انشئت بموجبة اقسام للبحوث في مختلف الوزارات والهيئات الحكومية تم انشاء المراقبة العامة لبحوث امراض النباتات برئاسة الاستاذ وحيب دوس كما عين المهندس عبد العزيز محي الدين وكيلا لذات المراقبة والتي انضمت الي فرع الفطريات افرع الفيروس والبكتيريا والمبيدات الفطرية ، وفي عام 1971 صدر القرار الجمهوري رقم 2425 بانشاء الهيئه العامة لمركز البحوث الزراعية حيث كان معهد امراض النبات ومعهد وقاية  النبات كيان واحد وفي عام 1973 اتخذ المعهد اسمه الحالي كمعهد بحوث امراض النباتات واصبح احد المعاهد السة عشر التابعة للهيئة العامة للأبحاث الزراعية التي تحولت فيما بعد الي مركز البحوث الزراعية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى