عبدالحافظ عبدالرحيم يكتب: يوميات ناطق رسمى “١”
هذه دعوة ودية إلى سلسلة من الدردشه أردت لها أن تكون أشبه بالأنس، لكنها فى ذات الوقت تضم حديثاً لا تنقصه المعلومات والوقائع الموثقة للأحداث.
بين سطورها ندخل معا إلى كواليس مهنة الإعلام المؤسسى وخباياه فى قطاع دقيق بالغ التعقيد له أبعاد محلية ودولية ذلك هو قطاع الطيران المدنى.
وبين تضاعيف هذه السلسلة نعيش معا..اتراح وأفراح هذه المهنة ونقرأ حوارات الإعلام مع الناطق الرسمى او بالأحرى (معارك) تلك الوسائل مع المتحدث الرسمى، ونشهد معا تسابق القنوات الفضائية والاذاعات المحلية والدولية لتوثيق الكوارث وهى تلهث فى سباق محموم لرصد نبض المؤسسات لتحصي وجيب قلبها فى تلك اللحظات وهى بين براثن وحش الكارثة ومخالب الازمة.
بين هذه السطور نرى معا كيف يحاول الناطق الرسمى أن يكفكف دموع مؤسسته وهى تصارع للبقاء وفى الاثناء تتكالب وسائل الإعلام لترسم وتصور أشلاء الضحايا وهي تتبعثر يقودها السبق الاعلامى إلى كل ذلك حتى أصبح الممنوع مرغوبا وأخلاق المهنة تخلفا.
ولعل هذه السطور من جانب آخر تصبح نبراسا لمن يطلع عليها من الأشخاص المرشحين للقيام بهذه المهمة او يرغبون فى ذلك بل وتصبح دليلا لبعض القائمين بها حالياً ومازالوا على رأس عملهم او من يتعامل مع المتحدثين الإعلاميين بوصفهم المصادر الأولية للأحداث وباختصار قد تفيد هذه السلسلة طرفى الحوار الاعلامى لكى يعرفوا من أين(تؤكل الكتف؟)كما يقال.
ولنبدأ هذه السلسلة دعونا نتساءل،من هو الناطق الرسمى او المتحدث الإعلامى وما جدواه الاعلامية للمؤسسات والوسائل الإعلام؟ولماذا انتشرت هذه الوظيفة فى الآونة الأخيرة.ولماذا تنشط فى أوقات الازمات والحروب؟وهل لها أسس علمية..وضوابط إدارية؟
سنحاول الإجابة علي هذه التساؤلات بطريقة مباشرة او غير مباشرة خلال هذه السلسلة، وقبل ذلك دعوني أسجل الإعتراف أنه لعلى لم أجد على مدى أربعين عاماً هى مجمل ممارستى او تجربتي فى مهنة الإعلام وظيفة او مهمة هى أشد وطأة على شاغلها من مهمة الناطق الرسمى!..او المتحدث الإعلامى وذلك من جميع الجوانب بداية بالمسؤولية والمحاسبية ومرورا بالدقة والانضباط المؤسسي، علاوة على ماتتطلبه من مهارات اتصالية وحضور اعلامى وذهنى متكامل.
فالناطق الرسمى هو الشخص المكلف رسمياً من الإدارة العليا لأي مؤسسة باذاعة الأخبار ونشر المعلومات الخاصة بالمؤسسة والتعبير عن الاتجاهات والقرارات حيال القضايا المختلفة، وهو الشخص المفوض نيابة عن المؤسسة للادلاء بالبيانات الضرورية وتمليك الحقائق للجمهور عبر وسائل الإعلام المختلفة.
ومن هنا تأتى جدوى ان تتخذ المؤسسة ناطقا رسمياً لتوحيد الآراء المعلنة من جانب المؤسسة ولتوفير الوقت والجهد للإدارة العليا ،وبالتالي يمثل خط الدفاع الأول للمؤسسة ،اما بالنسبة لوسائل الإعلام فهو يمثل مصدرا رئيساً ومرجعية أساسية ويسهل الوصول للحقائق المتعلقة بأى قضية ذات صلة بالمؤسسة..
فى الحلقات القادمة نتوغل فى مواقف عملية وتاريخية فى قطاع الطيران إن شاء الله.