خبيرالنباتات البرية لـ “لجالية” : 2145 نباتا طبيا في الصحاري المصرية

حوار : محمد نبيل

أكد الدكتور السيد أبو الفتوح خبير النباتات البرية بالمركز القومي للبحوث علي أهمية النباتات الطبية والبرية فى مصر باعتبارها من المحاصيل غير التقليدية التى توفر جزءاً من حصيلة النقد الأجنبى لخزينة الدولة وتتوقف الأهمية الاقتصادية لتلك المحاصيل على العلاقة النسبية بين العائد الاقتصادى منها ،مقارنة بالعائد الاقتصادى من المحاصيل البديلة أو المنافسة لها على الوحدة من المواد الأرضية سواء بالنسبة للعائد المحلى أو العائد من حصيلة النقد الاجنبى فى الصادرات الزراعية ، لذلك ولت الدولة أهتمام غير مسبوق بهدذ النباتات بهدف حمايتها وتعظيم الاستفادة منها ، حيث أصدرت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا أول موسوعة في مصر عن النباتات الطبية البرية بعد عمل شاق أستمر علي مدار 6 سنوات لتكون مرجعا ل 2145نوعا من النباتات الموجودة بمختلف المحافظات ، والحفاظ علي حق الدولة للمشاركة في المكاسب التي تنتج من أستخدامات هذه النبات، لافتا بوجود 500 نوع منها تدخل في الطب الشعبي ، كما شدد علي أن الأبحاث التطبيقية تمكنت من تعظيم الاستفادة من النباتات البرية من خلال التوسع في نقل الجينات وزارعات الانسجة .. فألي نص الحوار

د. السيد أبو الفتوح

بداية .. نود التعرف علي أهم المناطق المصرية الغنية بالنباتات الطبية ؟
النباتات الطبية البرية يصل عددها في مصر 2145نوعا منتشرة في صحاري مصر ، ست مواقع جغرافية نباتية أهمها شمال وجنوب سيناء وساحل البحر الأحمر والأبيض من رفح وحتي السلوم والصحراء الغربية وسيوه وتعد حلايب وشلاتين ” جبل علبة ” أهم مناطق موجودة فيها النباتات البرية لأحتوائها علي أصناف نادرة وتعتبر النباتات من مميزات وسمات أي دولة في العالم وهي من الكساء النباتي والثروات الطبيعية ضمن الثروات الحيوانية والبحرية وغيرها والملوب الحفاظ عليها لعدم اندثارها أو تدميرها لأنها حق للأجيال الحالية والقادمة .

مصر علي الطريق الصحيح لحماية ثرواتنا الطبيعية .. وبروتوكول للتداوي بالأعشاب بعيدا عن العشوائية

” مخاطر “

هل هناك مخاطر تتعرض لها هذه الثروة المهمة ؟
هناك مخاطر بيئية تتعرض لها النباتات البرية والتي قد تكون ناشئة عن التعاملات البشرية غير الرشيدة أو تكون بسبب التغيرات المناخية ونتيجة هذه المهددات تؤدي إلي معاناة شديدة للنبات تصل إلي حد الأندثار الكامل ومن هذه النباتات أنواع كانت موجوده بكثرة علي ساحل البحر الأبيض ولكن نتيجة زحف العمرانوإنشاء القري السياحية أدي الي تعرضها لضغط شديد ، ولهذا تقوم الدولة بتوفير سبل الحفاظ علي هذه النباتات في موائلها الطبيعية والبيئية المناسبة وهذا ما تقوم بع العديد من الجهات أهمها وزارة البيئة ومراكز البحوث .

ما هي وسائل الحماية والحفاظ علي النباتات البرية ؟
أن عمليات الحصر المستمرة لهذه النباتات ورصد عددها وحالتها وأيضا توثيق النباتات وبياناتها خاصة أن عملية التوثيق مهمة جدا لمعرفة مكان نمو النبات ووصفه وأستخدامة ، نظرا لأن أكثر من 500 نبات يدخل في الأستخدامات الطبية والدوائية وجزء منها يدخل في الطب الشعبي ، فأم الممارسات البشرية لأستخدام هذه النباتات في علاج الأمراض أو الوقاية منها خاصة وانه من المعروف أن هذه النباتات استخدمها الانسان منذ القدم في علاج الأمراض الطارئة وتطورت حتي وصلت الي أشكال الدواء الحالي ، ولهذا من المهم أن يكون هناك مرجع يتحدث عن هذه النباتات وصونها والذي تقوم به وزارة البيئه لعدم التعرض لمخاطر خاصة من الحيوانات البرية والصناعة بالأضافة الي عمل نوع من الاستزراع لهذه النباتات المهددة بالأنقراض في أماكن آخري ، وايضا يتم أخذ البذور وحفظها في بنك البذور للصون حتي إذا تعرضت هذه النباتات للتغيرات المناخية سواء فيضانات أو سيول يكون لدينا البذور لأستخدامها في الزراعة والأكثار مرة آخري .

” التوثيق “

ماذا عن عمليات التوثيق ؟
التوثيق عبارة عن تجميع البيانات والمعلومات من هذه النباتات وأماكنها حتي إذا حصلت أي شركة من شركات الأدوية أو مؤسسة علي هذه الأصول الوراثية وعدلتها أو أستخرج منها أي نوع من أنواع الدواء يكون للبلد صاحبة هذه الأصول الوراثية الحق في المشاركة في المكاسب التي نتجت عن أستخدامها ، لهذا توجد أتفاقيات دولية تلزم بتوثيق هذه المعلومات ومنها أتفاقية ” اليوبوف ” والتي تتحدث عن أستخدام الأصول الوراثية في بلاد آخري لابد من يسبقها توثيق المعارف الوراثية وأيضا برتوكول ” ناجويا ” في اليابان ، والذي ينص علي أنه إذا تم أخذ الأصول الوراثية وتم تعديلها وأستحداث ادوية منها يكون للبلد الأصلي أن يشارك في الأرباح الناتجة عن هذه التعديلات ، ولذلك كان من المهم جدا عمل موسوعة للنباتات البرية .
فمنذ عام 2015 فكرت أكاديمية البحث العلمي بتوجيهات من الدكتور محمود صقر في عمل مبادرة حماية النباتات الطبية ، وأهم بنود المبادرة إعداد موسوعة تضم كافة النباتات وأصولها وصونها ، وتوليت المسئولية حيث كنت الباحث الرئيسي للمشروع وبعضوية الفريق البحثي الذي يضم 26 استاذا ومساعدا من مختلف التخصصات والجامعات ومراكز البحوث ومركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية لإعداد وطباعة هذه الموسوعه لتغطية 435نباتا خرجت في 10 أجزاء تشمل الأسم القديم والحديث للنباتات وأماكن وجودها ووصفها .

أبحاثنا التطبيقية توسعت في تعظيم الاستفادة من الجينات .. وزراعات الانسجة للنباتات البرية

” إنقاذ “

ما هي أكثر النباتات المعرضه للمخاطر ؟
يتم رفع حالة النبات للجهات المعنية لسرعة إنقاذه والتعريف بأنه منتشر أو نادر أو معرض للمخاطر والتعريف بالاستعمالات الشعبية للنبات وما كتب عنه في التراث والمركبات الكيميائية والمجموعات النباتية والفاعلية البيولوجية الحديثة للنبات والدراسات الحديثة لاستخداماتهة بالأضافة إلي عملية التأكد من النبات ، وفيها يستعمل أحدث الوسائل لمعرفة أصل النبات وهي تحليل DNA أي البصمة الوراثية للنبات للتأكد منه ثم العمل علي إنبات أو الأكثار لهذا النبات بالاضافة الي رصد الكتب العلمية التي ذكرت وعمل ملخص عربي لأعطاء فكرة وصورة عنه ويعد نبات ” بصل العنصل ” من أهم النباتات المعرضة للمخاطر وتم عمل دراسات عنه كثيرة لانه تقوم عليه أدوية لأمراض القلب .

” الأهمية الطبية “

أهم النباتات التي تتميز بها مصر ؟
مصر بها العديد من النباتات المهمة جدا منها نبات “شوك الجمل “علي مستوي العالم لانه يحتوي علي مجموعة من المركبات الكيميائية التي تستخدم في حماية الكبد وخلاياه هذا إلي جانب نبات ” السعد ” وهو نبات حب العزيز والورد العربي والزعرور ونوع منه موجود في أوروبا ويدخل في أدوية كثيرة جدا خاصة لأمراض القلب ونبات الخلة البلدي والبري ولهما منتجات عديدة في علاج حصوات الكلي والحالب ونبات البروكسيما وهو الحلفابر نملك منه منتج منذ 40 سنة ويخص أيضا أمراض الجهاز البولي وهو متوفر في صحراء مصر الشرقية والغربية وهذا كان وراء أهمية وجود موسوعة النباتات الطبية في مصر لتوثيق هذه المعلومات في مكان واحد حتي يستفيد منها طالب البحث العلمي وأيضا شركات الأدوية والمهتمون بالبيئة والنبات والعطارون أو العشابون الذين يتسخدمون النباتات في الطب الشعبي .

” في البيوت “

حدثنا عن أهم النباتات في البيت المصري ؟
الكمون والينسون والشمر والنعناع والكراوية كلها تصلح لتهدئة الجهاز الهضمي وهي نباتات منزرعة وليست برية ،
وهناك فرق كبير لأن النباتات البرية وهي التي توجد في البيئة طبيعيا أما المنزرعة هي التي يقوم الأنسان بزراعتها وتصديرها وأيضا العرقسوس يمكن أستخدامها حتي يتم الكشف والعلاج لأنها تعمل علي التهدئة فقط وليست علاجا نهائيا .
” أقتصاد ”
تعد النباتات الطبية والبرية من المحاصيل غير التقليدية التى توفر جزءاً من حصيلة النقد الأجنبى لخزينة الدولة وتتوقف الأهمية الاقتصادية لتلك المحاصيل على العلاقة النسبية بين العائد الاقتصادى منها ،مقارنة بالعائد الاقتصادى من المحاصيل البديلة أو المنافسة لها على الوحدة من المواد الأرضية سواء بالنسبة للعائد المحلى أو العائد من حصيلة النقد الاجنبى فى الصادرات الزراعية ، لذلك تشهد الآن أهتمام غير مسبوق بهدف تعظيم الأستفادة منها ، وتوفير العملة الصعبه للبلاد خاصة في ظل الظروف الاقتصاديه العالمية .

ما النصائح التي تقدمها لمستخدمي هذه الأعشاب ؟
الاعشاب الطبية اذا لم تستخدم بالجرعات المناسبة وبالتوقيت المناسب تكون بلا فائدة علي سبيل المثال الاسبرين مأخوذ من شجرة الصفصاف فأن قرص الأسبرين يصنع من نصف كيلو ورق تقريبا حتي يأتي بالمفعول والأثير ، فهل من المعقول أن يأكل الانسان نصف كيلو ورق شجر ، لذلك فأن القضية في حالة المرض لا يجب الأعتماد علي النباتات الطبية فقط فهي مساعدة علي تخفيف الآلام ولكنها ليست علاجا نهائيا ونفس الأمر ينطبق علي نبات شوك الجمل فأن المادة الفعالة في قرص واحد توازي تناول حفنة من البذور ؛ فأن النباتات الطبية جيدة لتخفيف الأعراض مهدئة وليست علاجا بالاضافة الي أن بعض النباتات بها جزء سام والتناول منها كثيرا ضار مثل ” الداتورا ” يستخرج منها عقار ولكن تناولها بكثرة يسبب الهلوسة ، لذلك لابد وان تستخدم النباتات بحذر وتقنين ولهذا فان كثيرا من الدول تضع قوانين لاستعمال وتداول الاعشاب
وهذا يؤكد علي أن مصر علي الطريق الصحيح في صون النباتات البرية خاصة بعد تشكيل لجنة من وزارة الصحة ولاول مرة وهي لجنة ” التداوي بالأعشاب ” تهتم بوضع بروتوكول لاستخدام النباتات الطبية في الأستعمال والتداول وهذه اللجنة تعتبر موسوعة النباتات الطبية هي المرجع الرئيسي لها .

ما هي الدول التي تعد نموذجا لتداول النباتات الطبية ؟
تعتبر المانيا من الدول التي وضعت قانونا لاستخدام النباتات الطبية وايضا الهند والصين ، ومصر بادرت بعمل هذه الموسوعة وهي كانت مطلبا مهما جدا في عالم النباتات والبيئة والتداوي بالأعشاب وصناعة الدواء وهي حجر زاوية في صون النباتات وتطوير الأبحاث .

” نقل الجينات “

هل توجد أصناف أو هجن جديدة للنباتات البرية ؟
أود الأشاره هنا بأن النباتات البريه تختلف عن المحاصيل الاخري مثل الخضر وغيرها من حيث استناط اصناف جديدة أو هجن ، ففيما يتعلق بالنباتات البرية يمكن تعظيم الاستفادة من بعضها من خلال نقل الجينات أو المواقع الجينية المسئولة عن تحمل النباتات للضغوط البيئية والتي قد تتعرض للأندثار مثل الجفاف أو الملوحة في نباتات آخري منزرعة لتكتسب هذه الصفة وذلك من خلال ابحاثنا التطبيقية ، وتحت مظلة مشروعات المركز .
كما أن المركز يمول مشروع بغرض الحفاظ علي هذه النباتات من أجل زراعتها خارج الموقع ( اي خارج المكان الذي تنمو فيه ) والعمل علي أكثارها خارج الموقع ، كما يمكن أن نعيد هذه النباتات بعد نجاح زراعتها الي موائلها الطبيعية ، كما هو الحال في المورينجا ، برجرينا ، الحبة الغالية ، نباتات الحبق ، زعتر سينا ، الزعرور ، الكبارس ، كما توسعنا أيضا في زراعة الانسجة بهدف انتاج البذور نظرا لصعوبة بعضها في الأنبات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى