عبير عزت تكتب: إذا عرف السبب بطل العجب
منذ بداية الكون وجمعيناً نعلم أن الحياة عمله لها وجهان . دنيا وآخرة ولم يخلقنا عز وجل وتركنا دون علم . بل أعلمنا وعلمنا في قرآنه ماهي الدنيا وماهي الآخرة وعلمنا أيضاً إختيار اياً منهما علي حدي وعواقبه وكلاهما بالتوازن وعواقبه . كما أن الخالق سبحانه وتعالى خلق لنا عقول نتدبر بها ونتعقل .
الحياة عمله لها وجهان وكل شئ فيها أيضاً له وجهان .البشر خلقت لها وجهان خير وشر منذ أن خلقنا إلي أن تنتهي الدنيا . كل شئ خلق له وجهان. سواء كان من الطبيعه صنع الخالق عز وجل . أو من صنع وابتكارات واستحدثات البشر .
ما يحدث هذه الأيام ليس بجديد أو غريب مايحدث حدث في الماضي ويحدث الآن وسيحدث مستقبلاً . لكن كل ما هنالك ماحدث بالماضي كان له شكل وطبيعه الوقت الذي حدث به ومايحدث الآن أيضاً له شكل وطبيعه الوقت الحاضر والمستقبل سيأخذ شكل وطبيعه الفترة التي سيحدث بها . لكن في كل الأزمنة والأحوال مايحدث واحد ولكن يطور ويستحدث حسب طبيعه الفترة الزمنية ليواكب طبيعه وظروف هذه الفترة . التطور في حد ذاته شئ هام جداً وأساسي في حياة كل البشر مادامت الحياة مستمرة . والتكنولوجيا من أهم التطورات التي تساعد كل البشر علي العيش ومواكبة التغيرات والتكيف معها
ومن أهم التكنولوجيا الحديثة في وقتنا الحاضر مواقع التواصل الإجتماعي (الإنترنت ) .
من منا لا يستخدم هذا الانترنت جميعاً نعم جميعاً. لكن كم منا يعلم الهدف الرئيسي والأساسي للإنترنت أو بشكل أدق كم منا يستخدمه للهدف الأساسي له .
الإنترنت من أهم وأقوى التكنولوجيا الحديثة وذلك ليس فقط لفوائده الكثيرة جدآ والمتعددة
بل أيضاً الهامه جدآ .
وأهميته تأتي من أستخداماته المتعددة في كل مجالات حياتنا .
الإنترنت أحدث طفرة في عالم الإتصال (أصبح العالم قرية صغيرة )
أهميه الإتصال لا حصر لها ومن أهمها توفير الوقت والجهد والإقتصاد . علي سبيل المثال لا الحصر مجال الطب وماقدمه لخدمة البشرية .
الإنترنت الشماعه التي نعلق عليها كالعادة أخطاؤنا وأفعالنا وأحياناً جرائمنا . الإنترنت مثله مثل أي شئ له وجهان ونحن البشر المسئولين عن إستخدامه . الأيام القليلة الماضية حدثت ضجة كبيرة علي استخدام تقنية جديدة تسمي الديب فيك (Deep Fake) ومعناه التزييف العميق وهذه التقنية تستخدم في تزييف وتركيب الصور والفيديوهات بصور الأشخاص دون علمهم ولأغراض غير أخلاقية .
أريد أن أتسائل هل التزييف أو التضليل أو الغش أو الكذب بجديد علي عالمنا؟
الزيف موجود منذ البداية وسيظل الي نهاية الكون .
فقط من وقت لآخر ومن زمن لآخر يتم أستحداث كل شيء حتي سلوك البشر .
إذا ليس للإنترنت علاقه ماهو إلا وسيلة ونحن نسخرها كما يحلو لنا .
هذة وسيلة سهلة وجيدة بالنسبة للمزيفين نظراً لأنه يفتقر أدوات المصداقية والشفافية .
ولكن وأن كان هذا صحيح نحن أيضاً نظل نحن البشر المسئولين أولأ وأخيراً .
وأن كان الكاذب المزيف المسئول الأول يظل المتلقي المسئول الثاني لأن أفتقار هذة الوسيلة لأدوات المصداقية . يجب أن تجعلنا أكثر دقه وحذر ونصدق ما لا نراة . ما تصدره لنا هذه المواقع خلف شاشات حاجبه فاقدة وأحياناً مغيرة للحقيقة مجرده من أي مصداقية معتمدين علي معلومات من مصدريها مجرد كلمات نحن قائليها. فاقدة لروح المصداقية التي تظهر فقط بأستخدام حواسنا الخمسه . لغه الجسد . العين . اللسان . الأذن . وكل هذة الحواس لغة جيدة وحقيقية .
وخصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية نحتاج في مثل هذه الحالات إستخدام كل ما وهبنا الله من مهارة جسدية وعقلية للحكم علي المشاعر والتمييز مابين ماهو حقيقي وماهو مزيف .
المشكلة ليست في الإنترنت أو أي تكنولوجيا المشكلة الحقيقية في لصوص الحياة ومغتصبين الحياة .
ومثلما هناك حياة مزيفة وهي الدنيا . هناك حياة حقيقية وهي الآخرة . هناك أيضا بشر مزيفة وبشر حقيقيون . هذة حقيقة من بداية الكون وحتي نهايته .
وأخيراً وليس آخراً الإنسان في كل زمان ومكان بشر مايفعله من سلوك ناتج تربيته وبيئته وثقافته ومعتقداته . ومهما حدث من تطورات ومعطيات ومغريات سيظل الإنسان هو المسئول الأول والأخير عن ما يفعله ومايحدث له … الخطأ مشترك . الأول المزيف الذي يدعي ما ليس فيه لهدف ما والثاني المتلقي الذي لا يتعقل ولا يتدبر الاول مذنب والثاني غافل .. أعلموا جيداً أنها الدنيا أننا بشر والي نهاية الكون سيظل هناك بشر مزيفون و حقيقيون ….. فقط تدبروا وتعقلوا..