عاطف طلب يكتب : التأمين.. قطاع يجيد فن النجاح

النجاح لا يأتي صدفة، ونتائج الاجتهاد محسومة ومعروفة مسبقًا، فلا ضاع مجهود أو اجتهاد أبدًا، تلك هي سُنن الحياة التي فطر الله الناس عليها.

حينما أنظر إلي ما تحقق في أي قطاع من نجاحات أسعي دومًا لمتابعة بداية المشوار وتتبع الخطوات التي أخذتنا إلي النجاح، وفعلت هذا مع قطاع التأمين، فوجدت مشوارًا طويلًا يمكن أن تسميه مشوار الألف ميل، ولنا فيه إلي ما يمكن أن نسميه المعجزة، لأن القطاع حقق الحُسنيين بأن كان قادرًا علي التعامل مع الصدمات من نحو الاضطرابات السياسية، بل والتعاطي مع المستجدات من نحو جائحة كورونا التي لم تكن في الحسبان ومجيئها المفاجئ كان كفيلًا بهدم استقرار القطاع، لكن الصمود كان محل تقدير من الجميع.

استطاع قطاع التأمين أن يقدم منتجًا ضد الاضطرابات السياسية بعد موجة الاحتجاجات الثورية، التي طالت بلاد عدة، وفي كورونا كانت الحاجة إلي التأمين الطبي أشبه بالحاجة إلي الماء لإطفاء حريق.

لم يكن ممكنًا لقطاع التأمين أن يقوم بهذا الدور في ظل استمرار الجائحة إلا لو كان قطاعًا قويًا، وهو كذلك بالفعل، ويستمد قوته من أمرين الأول شركات ومؤسسات واتحاد وجمعيات قوية، وقيادات خبيرة تجمع بين الخبرة وحُسن الإدارة، استطاعت أن تقود سفينة القطاع باقتدار ولم تتأثر السفينة أبدًا بأي رياح من نحو كورونا أو الاضطرابات السياسية.

حينما تتجمع قيادات قطاع التأمين لبحث أمر أو المشاركة في ملتقي أو مؤتمر يزداد اطمئناني علي هذا القطاع، وتحقق ذلك بالفعل علي مدار كل دورات مؤتمر شرم الشيخ للتأمين وإعادة التأمين «راندفو» بنسخه المتعددة، وفي ملتقي التأمين الذي عُقد منذ أيام، وناقش كل المعوقات ومراحل التطوير والاستحداثات.

ما رأيته من قيادات التأمين يؤكد أن القطاع راسخ وواعد، فلديه تاريخ يُمكن البناء عليه ومستقبل واعد يخطو إليه بثقة، والأهم أن كل هذا بلغة الأرقام التي لا تعرف ولا تتعاطف مع الأسماء بل تقول قولها بلا مجاملات.
يمكن أن نري ذلك في تفوق القطاع علي نفسه بمعني أنه حينما يتوقع القطاع –علي سبيل المثال- حجم أقساط أو نمو وليكن 3 مليارات فإنه يتجاوز دائمًا حسبة التوقعات وربما يصل إلي أضعاف التوقعات.

ملتقي التأمين الطبي الذي عُقد منذ أيام حمل رسالة واضحة أننا يُمكننا أن نخرج بسلام من تداعيات كورونا، وأن مصر بما لديها من شركات قادرة علي امتصاص الصدمات، كما أن المؤتمر سلط الضوء علي المجهودات الجبارة المبذولة في هذا الشأن علي مستوي القطاعين العام والخاص، فرأينا ما قدمته منظومة التأمين الصحي الشامل، وقُدمت الأفكار للوصول إلي مستوي أمثل للشراكة بين القطاعين العام والخاص، بل وتقديم خدمات ومنتجات أكثر تطورًا.

لدينا خبرة متمثلة في قيادات قطاع التأمين تجعلنا مطمئنين علي القطاع، لدينا علاء الزهيري، رئيس الاتحاد المصري للتأمين، والاتحاد الأفروأسيوي للتأمين، ولدينا باسل الحيني، رئيس الشركة القابضة للتأمين، ولدينا الدكتور أحمد عبدالعزيز، والقائمة تطول وتحتاج إلي مجلدات، وكل فرد من القيادات قادر علي أن يكون قطاعًا بمفرده، فهنيئًا للاقتصاد المصري هذه القيادات، الذين يعدون تجسيدًا لمقولة مصر ولادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى